نابليون فى مصر ................
بعد أن ينتهى موسم الحصاد يرحل رجال السلطة عن القرية، مثل الكشاف والملتزم والصراف، تبدأ أيام الأفراح والطهور والبناء، وللأسف لا تكتمل فرحة الفلاح، فيجد فوق رأسه رجال البدو المسلحين يمرون بالقرى لنهبها علنا، ولابد من تقديم " الوجيهة" لهم، والوجيهة أيها السادة هى طعام فخم مفروض على الفلاحين تقديمه إذا مر بهم الملتزم أو أى بدوى عابر طريق، وهو امتداد للمعاهدة التى وقعها عمرو بن العاص مع المقوقس، وبها بند يجبر الفلاح المصرى على استضافة أى عابر سبيل بدوى فى منزله لمدة ثلاثة أيام، دون أن يجرؤ على سؤاله حتى عن اسمه، وتشترك القرية كلها فى تكلفة الوجيهة التى يلتهمها البدو ويبحثون بعدها عما يمكن سرقته من الفلاح.
وغير الوجيهة هناك أيضا " الكلفة"، وهى نوع من الغرامات التى يدفعها الفلاح بدون سبب سوى لإرضاء جشع البدو.
وهناك أيضا " العونة" وهى السخرة أو التسخير للعمل بالإكراه لدى البدو أو عند الملتزم لأى فترة زمنية وبلامقابل.
وأخيرا هناك " الفردة" وهى ضريبة غير قانونية يدفعها الفلاح للبدو نظير حمايته من شرهم، والا حرقوا داره وحرقوا محصوله أو ربما قتلوه بلا دية، فهو مجرد " علج" كما كانوا يطلقون عليه عديم القيمة، وهو الموقف الذى تتعجب منه الموسوعة الفرنسية وصف مصر:
" فى الوقت الذى يدفع فيه الناس فى بلاد أخرى ثمن اقامتهم، فإن العرب هنا يبتزون أولئك الذين يستضيفونهم".!!!
وهو شئ عجيب فعلا أن العرب عديمى التاريخ والفكر والحضارة، ينظرون إلينا باستعلاء، والأكثر غرابة أن المصريين أيضا يشعرون بالدونية أمام من يسمونهم بالأشراف.!! وتضيف الموسوعة:" ينظر العربان إلى أرض مصر باعتبارها عقارا لهم، ويمارسون آلاف الإنتهابات والسرقات، وفشلت حكومات مصر المتعاقبة فى ردعهم.... ويدفع الفلاح الثمن بين عمال الحكومة وبين العربان.!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله، لم يغتصبنا العربان مرة واحدة على يد ابن العاص، بل كانوا ومازالوا يواصلون إغتصابنا باسم الله حتى يوم الله هذا.
وإليك وحدك – يا الله – المشتكى.!!
نابليون فى مصر .................
ثانى فئات العرب التى تحدثت عنها الموسوعة الفرنسية هم: العرب المزارعين شبه المستقرين، وهم يكونون حدا فاصلا بين العرب المحاربين والعرب المزارعين المستقرين
هؤلاء البدو لا يزرعون بأيديهم، بل يسخرون المصريين للزراعة لحسابهم، وينظر لهم البدو المقاتلين باحتقار، بينما ينظر لهم الفلاح برعب، فمنهم كان الملتزم الذى يملك عدة قرى ويرهب الفلاحين بجنوده الذى يقترب عددهم عادة من 600 فارس، هذه الفئة غير المستقرة كانت تتمتع بالثراء، ومع الثراء الطمع منها وفيها، فكانوا يخبئون ثرواتهم عند شيوخ القرى المصريين، ويكتم الشيوخ هذا السر مهما تعذبوا وضربوا بالسياط من القبائل البدوية المعادية.
" يسكنون جميعا تقريبا الشاطئ الأيمن للنيل، وهو ضيق الإتساع من النهر للجبل "
" قراهم عامرة بالسكان وريها منتظم أكثر من قرى الفلاحين "
" ملامحهم معروفة وترى فى عيونهم الضيقة الجشع والضراوة والشجار والمماحكة "
" يعيش جيرانهم فى خوف لا ينقطع منهم، فهم يدعون حقوقا تاريخية فى أراضى الفلاحين، أو يستولون عليها بدون ادعاءات " يعيشون فى أكواخ سيئة بينما يعيش الفلاحون فى بيوت مناسبة "
" قراهم لا تدفع ضرائب للممماليك"