•• صدعناهم بالهوية ولا بنواجه خطر حقيقي؟! ••
الفترة اللي فاتت من عمر المجتمع المصري شغل الرأي العام وتحديدًا بين الشباب سؤال واحد وهو..احنا مين؟
وده سؤال تصادف مع ارتفاع أصوات أجنبية مختلفة بتستهدف سرقة وتزوير التاريخ والتراث المصري ولكن كان أبرزهم فكر المركزية الأفريقية اللي الحقيقة خرجت بره الإطار الاكاديمي والتنظير المغلق من فترة كبيره جدًا بعد تأسيسها..
وده لو هنعتبر ان خرافاتهم تليق بالمجتمع الأكاديمي وهي لا تعتمد علي أي أدلة أو منطق وبعد خروجها بدأ يتم استخدامها في تيارات مدنية في دول أجنبية ويتم دعمها باعتبارها أقلية من جانب تيارات سياسية في الخارج مشهورة بالمتاجرة بالأقليات ودعم كل ما هو معادي لمصلحة وثقافة المجتمع المصري..
وبدأنا نشوف خرافات المركزية الأفريقية بتنتشر في الميديا من خلال شركات ومؤسسات اعلامية وعلمية ومنصات ضخمة متخصصة في صناعة الدراما زي نتفيلكس علي سبيل المثال..
وبدأنا كمان نشوف متاحف بتستجيب لخرافاتهم زي متحف المتروبوليتان كمثال بسيط من ضمن عدة أمثلة وده إن دل علي شئ يدل علي إن الأمر تطور في السنين الأخيرة بشكل كبير وخطير حتى وصل الأمر لحالات عن.صرية وكراه.ية مسجلة تجاه المصريين في الخارج.
كل ده بجانب تحركاتهم علي أرض الواقع في الخارج والداخل المتمثل في محاولة إقامة مؤتمر ليهم في أرض مصر و تنظيم عدد من الجولات والرحلات السياحية بل وكمان بقينا بنشوف شخصيات كبيرة ليهم زي أنتوني براودر بيشارك في عمليات التنقيب والبحث عن الآثار في مصر وكذلك بنشوف ليهم تواجد قوي علي السوشيال ميديا ودعم من
مشاهير أجانب وعدة دول علي المستوى الرئاسي والشعبي.
كل ده يوحي بإن المركزية الأفريقية نمو بشكل كبير جدًا وان مينفعش ناخد فكرتنا عنهم من أشخاص قبلناهم بالصدفة واحنا بنتمشي في أمريكا، ولا ينفع إننا نختزل كل تحركاتهم ونوصفها بالسفه ونطالب بإن الناس متهتمش بالرد عليهم خصوصًا وإن اصحاب المركزية الأفريقية الهدف الأساسي من فكرهم هو استيطان مصر بدلًا من الشعب المصري صاحب الأرض والتاريخ واللي في منظورهم هو شعب مستوطن أجنبي واجب طرده..
والحقيقة قصاد الموجة الكبيرة دي بدأ الشباب المصري بشكل مشرف ولائق انه يرد علي دعايا الافروسنتريك ومعلوماتهم المزيفة بشكل أكاديمي وبالادلة وحاولوا يجتنبوا التراشق قدر الامكان
ويمكن كان اخرها تريند فيلم كيلوباترا الي بيوصف عوام الشعب المصري وقتها بأنه من عرق-ية واصول اخري مختلفه عن الحالي وكان قبلها تريند حفلة كفين هارت وقبله مؤتمر أسوان واللي لقوا موقف جاد من الشباب المصري من جانب ومن الدولة من جانب اخر واللي قامت بمنع الفاعليتين دول وده دليل علي إن الدولة المصرية مدركة خطورة الملف ده!
🔴 هما هيشيلوا الأهرامات يعني ولا ايه مش فاهمكم؟
وفي وسط كل ده ظهرت أصوات غير مفسرة بتحاول تسفه من المسألة وتسفه من جهود الشعب المصري وتستنكر التفاف الشباب حول تاريخهم الوطني بشكل يثير الاستغراب وكان آخرها مقال الصحفي و النائب بمجلس الشيوخ "رامي جلال" على موقع المصري اليوم واللي بعنوان "صدعتونا بالهوية والأفروسنتريك"
واللي فيه بيستعجب اهتمام والتفاف الشباب المصري حول تاريخه وبيحاول إنه يسفه من الخطورة الواضحة لفكر الأفروسنتريك بشكل غريب، فايه اللي يدفع نائب ممثل للشعب إنه تثار حفيظته او يستفز من التفاف الشعب بتاريخه؟
وبيقلل فيه من خطورة فكر المركزية الأفريقية وبيسأل: "ماذا بعد اقناع العالم بفكر الأفروسنتريك هل سيخلعون الأهرامات ويضعونها في اميركا؟"
والحقيقة يا سيادة النائب أن "الافرو" بيطمحوا لخلع الشعب المصري ذاته من حول الأهرامات ومن أرضه ككل وده أمر معلن علي حساباتهم وفي مقالاتهم ولكن ميعرفوش غير المهتم بدراسة الأمر ومتابعته يا سيادة النائب!
🔴 المركزية الأوروبية والقومية المصرية
وفي نفس المقال وبعد انتهاء وصلة التسفيه و الالهاء عن خطورة الأفروسنتريك، اتجه بأنه يوصف إن استنكارنا للمركزية الافريقية مبالغ فيه في حين إننا كنا عايشين في فكرة المركزية الأوروبية واللي جعلتنا نشعر بالدونية تجاه كل ما هو أوروبي مع العلم ان المستنكرين لسرقة تاريخهم من الأفرو هما نفس الرافضين لعقدة الخواجة وكارهين لفكر المركزية الأوروبية لأنها بالأساس السبب الرئيسي في خلق فكر المركزية الافريقية كرد علي استعلاء الغرب علي أفريقيا.
🔴 أمبو وكاني وماني وبح علي كده!
ومن ثم بدأ سيادة النائب بأنه يستنكر اهتمام الناس بالهوية والتقليل من الهوية المصرية ذاتها واختزالها في بعض الكلمات المصرية المتوارثة في لهجتنا وتجنب ذكر الروابط العديدة الثقافية المتوارثة حتي اللحظة مثل العادات والتقاليد والفلكلور والمناسبات والتراث المادي والغير مادي واللي بيعتبروا هم المشكلين لمفهوم الهوية لأي مجتمع..والحقيقة مش مفهوم ده تغاضي عن عدم معرفة ام عن عمد..وفي الحالتين كارثة الحقيقة..
🔴 الرجعية والعودة الى الوراء؟
ومن ثم وصف النائب الاهتمام بالهوية المصرية ودعايا القومية المصرية بإنها عودة الى الخلف وشبهها بمهاويس الملكية أو الأحلام الأممية الدينية الطامحة لعودة الخلافة واللي شاف إن ليها وجاهة ومشروع هي ودعاية القومية العربية حتي لو اختلفنا معاهم.
🔴 مشروع القومية المصرية
وهنا السؤال لسيادة النائب ما المقارنة بين المشاريع اللي ذكرتها واللي قائمة علي إما الحنين لحكم أسرة اجنبية أو الحنين والعمل لتحويل مصر لولاية أو محطة أو تابع أو جزء من كل في مخيلات أبناء الخلافة أو العمل علي تحويلها "لقطر" يحكمه كل من نطق (أ-ب) وجميعهم يتفقون علي استنزافها لصالح الغير ودفن مصالحها وبين مشروع القومية المصرية اللي سطع مع رواد الحركة الوطنية
أمثال الزعيم الراحل سعد زغلول وأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وغيرهم واللي كان ليهم مشروعهم بالفعل وهو السعي لإنشاء وطن مستقل سياسيًا وثقافيًا له مكانة وشأن عظيم بين الأمم ان لم نكن نطمح لما هو أعلى ويسعي لمصلحته الخاصة
ويرحب بالتعاون والتكامل مع الجميع بشرط عدم الاضرار بمصلحة الأمة المصرية والعمل نهضتها وارجاع المجد الغائب لا العيش في الماضي والاستلهام منه في الحاضر لبناء المستقبل واحياء ما فقدناه من الهوية المصرية والحفاظ علي الروابط الكثيرة المتبقية...والتي لولا ظروف سياسية خاصة بالمنطقة لما أخذت الدولة بمشروع غيره..
🔴 مشاريع أممية ذات وجاهة؟
وسؤال آخر هذه المشاريع صاحبة "الوجاهة" حسب التعبير في رأي سيادة النائب أين هي الان بعد اتاحة الفرصة لها لمدة 70 سنة متواصلة؟
ماذا حققت؟ الم تظل احلام غير واقعيه كما هي؟ فأين الوجاهة والفكر إذن عندما بائت كلها بالفشل الذريع وبقي مشروع الدولة الوطنية التي سعت كل مؤسسات الدولة المصرية في تاريخها المعاصر للحفاظ عليه..
وفي راينا إن وصف الكوميديا يليق بوجاهة تلك المشاريع وأن "الضجيج بلا حجيج والطحين بلا عجين" تتمثل في شعاراتها التي عندما حاول البعض تنفيذها علي الواقع كان لها الأثر السلبي للمصلحة المصرية.
🔴 قعدة مصرية..!
وعلي سبيل الافتراض إن اجتمع المصريون في "قعدات مصريين" ثقافية أشبه بالاحتفالات الأسطورية التي خصصتها الدولة المصرية لتكريم الأجداد بحضور السيد الرئيس فسنري أنه بعد الدراسة التاريخية والواقعية المتخصصة إننا نحمل الكثير من الأمور المرتبطة بأجدادنا المصريين باستثناء وجود رابط أساسي وهو حالنا الواقعي كدولة وطنية يحكمها أبنائها كما كان في عصر أجدادنا فبنلاقي مظاهر اجتماعية متعمقة في نسيجنا ومؤثرة في سلوكياتنا والتي هي الركيزة الرئيسية لهويتنا المصرية بل وسنجد تأثر لساننا بلغة أجدادنا الحية الي الآن بين المتخصصين من حيث التركيبات اللغوية للهجتنا ومن حيث المصطلحات العامة وحتي الأمثلة الشعبية وسنري ارتباط علي مستوي الأزياء الشعبية وعلي مستوي الاجتماعيات وغيرها الكتير..
ومن الهزلي ربط الهوية باللغة او العقيدة "حصرًا" فهل نعتبر أن دول مثل الكونغو ثقافتها فرنسية حصرًا لأنها تتحدث الفرنسية أو نعتبر إن دولة مثل ماليزيا ثقافتها عربية لأنها مسلمة؟ فالهويات لا تتحدد حصرًا لا علي اللغة ولا علي الديانة وحدهما..
وفي رأينا أن نهاية تلك التجمعات ستكون بقرار مصري واحد وهو التعلم من مجد الماضي واعلاء مصلحة الدولة الوطنية واعلاء الثقافة المصرية والتخلص من عقد الخواجة والدو-نية وهي الأمور التي اتفق عليها كل مجتمع ناجح حاليًا.
🔴 النقاء الثقافي المصري
ولم يدعي احد مننا سيادة النائب أن هويتنا لم تؤثر أو تتأثر بالغير وانما القول هو أن هويتنا عبارة عن هوية عتيقة ضاربة في عمق التاريخ لها الكثير من الروافد والسمات ولكنها بالأساس تقوم على ما تركه الأجداد من ثقافة وحضارة علمت الانسانية ومن ثم أتي عليها بعض التأُثرات والتداخلات من حضارات متنوعة ومختلفة منها ما كان له أثر سلبي ومنها ما كان له أثر إيجابي.
ورغم اختلافها وتنوعها الا أن الهوية المصرية تمكنت من تمصيرها جميعًا وطرح نموذج مصري خاص وحديث استوعب هذه الاختلافات ولنقل أن أفضل وصف لهذه الحالة هو ملخص ما قاله الأديب المصري الكبير طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر": "أننا إذا نحينا الأغراض والدوافع والأهواء السياسية والدينية، وعوّلنا فقط على البحث التاريخي والثقافي، فإننا ليس أمامنا إلاّّ أن نُسلم بأن "هويةً مِصْرَ" هى ثمرة "تاريخ مِصْرَ" و "جغرافية مِصْرَ، والإثنان (التاريخ والجغرافيا) يقولان أن فسيفساء الهوية المصرية بها ما هو مصري قديم وما هو قبطي وما هو إسلامي وما هو عربي، ولكن فى بوتقةٍ من الحتمية الجغرافية إن كل تلك "الأبعاد" تحكمها حقيقة مادية هى موقع مِصْرَ الجغرافي كمجتمع بحر-أبيض-متوسطي.، وهو ما ترجمته مقولةُ "مصر مصرية...هويتنا مصرية".
أي أن خلاصة الادعاء الصحيح هو إن هويتنا مصرية تحمل في طياتها بعض التأثيرات التي تم تمصيرها والتي هي منفردة لا تمثل هوية الشعب المصري.
واما اعتبار التراكمات الناتجة عن احتلالات التي مرت علي الدولة المصرية هي سبب مباشر في تكوين الهوية المصرية الحديثة فهو أمر هزلي فلم تكن تلك الكيانات إضافة ثقافية إنما احتلالات لأغراض توسعية تصدي لأغلب ها الشعب المصري وصدور الفلاحين.
وبالفعل الهوية المصرية..مصرية بالفعل وهي نتاج كل ما انتجه المصري أو صهره وصبغه المصري بصبغته الفريدة، وصحيح الحياة بنيت علي التنوع ولكن هويات الأوطان تبني علي تنوع ابداع ابناءها وهويتنا الحقيقية هي هوية مصير مشترك بالفعل ولكن بين أبناء الشعب المصري للعبور لمسقبل افضل ولمكان تحت الشمس.
لأن الكيانات الناجحة الواقفة تحت الشمس والتي نحلم بمزاحمتها حاليًا هيا كيانات عملت علي إعلاء ثقافتها الخاصة ومصالحها الخاصة وتمجيد كل منتج وطني لهم ولم يحلم أحدًا منهم برؤية بلده كولاية أو كقطر ولم يري احدآ منهم شيئآ من الوجاهة في التقزم والتبعية مهما كان شكلها.
🔴 سيادة النائب وختامًا
اما سيادة النائب إن لم تكن تعرف ماهية القومية المصرية فدعنا نلخصلها لك في مقولة أحد رواد الفكر القومي المصري وهو المخرج العظيم "شادي عبد السلام" حينما قال:" قضيتي هي أن يعرف هؤلاء المصريين من هم وكيف كانوا وماذا قدموا لغيرهم حتي نوصل بين مصري اليوم وبين نظيره بالأمس لإيجاد إنسان المستقبل التي تتسابق الشعوب حاليًا من حولنا لإيجاده بينما ننظر لهم بدهشة وانبهار لما يصلون له من ريادة علمية وانسانية وثقافية وهم بالأساس ناقلين عنا"
وفي الختام تحية منا لكل شاب/ه مصري/يه اهتموا بالبحث في ماهية شخصيتهم المصرية وتاريخهم العريق وبذلوا الجهود لحماية تاريخهم وبيحلمو كل يوم برؤية مصر وطن قوى متفرد بذاته وعظيم الشأن.
ونتمني من جميع النواب الانشغال بما يحقق مصالح شعبهم ويحمي بلدهم ويستجيب لمطالبهم كما ينبغي وكما تملي المسؤولية
واما الهوية المصرية فهي في حالة انتشار وتزايد ولن تقف مكتوفة في وقت تداعي فيه الجميع علي تاريخ مصر.
#القومية_المصرية
#الهوية_المصرية
#المركزية_الأفريقية
#الحضارة_المصرية
#وعي_مصر
https://www.facebook.com/