app-facebook
Helmy Mansour
on Saturday
الفرق بين المدرسة المصرية في قراءة القرآن.. وبين المدرسة الخليجية.. مش فرق بسيط أبدا.. لو بتسمع القرآن بصوت المنشاوي أو عبدالباسط أو الطبلاوي وتحس بالراحة والسكينة.. وتسمعه بصوت الخلايجة تحس بالقلق والخوف.. فده ليه سبب وجيه ومش حاصل بالصدفة.
السبب هو إنه القراءتين دول بينطلقوا من رؤيتين مختلفتين تماما.. وعلى طرفي نقيض.. ليس للدين فقط.. ولكن للدنيا نفسها كمان.. فلسفتين مختلفتين للعالم.. كل فلسفة منهم بتعكس تصور متناقض مع الأخرى، وكإنهم بيقروا كتابين مختلفين أصلا.
واحد بيقرا لك بهدوء ووقار وبيديك فرصة تسمع وتتأمل، قطعة بقطعة، وتتذوق على مهلك.. وتعيش مع النص.. ويلونهولك بطبقات موسيقية مختلفة فتكتشف كل مرة معاني جديدة فيه، وتستقبله بمشاعر مختلفة، مرة على مقام البياتي فيحسسك بالهيبة، ومرة على الصبا فيحسسك بالحزن، ومرة على النهاوند فيحسسك بالخفة والسمو والاستمتاع.. إلخ.
ولما ياخد وقته ويقول ويسكت ويرجع يكرر تاني.. بيوحي لك بإنه فيه براح، وفيه وقت، وفيه دايما فرصة للاستدراك، إن كنت بتسمع القرآن وانت مذنب مثلا.. بتحس بالأسلوب ده إنه بيطبطب عليك.. وإن كنت بتسمع وانت راضي عن نفسك بيحسسك بإنه فيه أمل وفيه مزيد دايما.
دي رؤية للعالم وللدين..
الرؤية التانية بقى إنه يمسكك يسلخك.. عمال يقرا بسرعة بسرعة بسرعة.. ومش مديك فرصة حتى يتفاهم معاك، صوته حاد جدا بقدر المستطاع كإنه بيعذبك أو بيلومك أو بيأنبك.. بيوحي لك بأسلوبه بإنه مفيش وقت.. والدنيا بتنتهي.. والحدث جلل.. والخطب عظيم.. وهتتنفخوا يا ولاد الكـ_ـلب..!
واحد بيقرا بأسلوب مصمم فيه تصميم على إنه يديك بالجزمة ويعيطك بالعافية.. احنا مش جايين هنا عشان نقدم فهم ولا تذوق ولا فن ولا استيعاب ولا خد وهات.. لأ خد وهات مين يابا؟ هي صبة مرة واحدة وخلاص.. انتوا هتقرفونا ليه؟
فدي رؤية تانية للعالم وللدين.. الاتنين مش حاجة واحدة ومش مسألة أذواق وكده لأ.. تفضيل شخص ما لمدرسة القراءة الخليجية على مدرسة القراءة المصرية.. بيقول كتير جدا عن الشخص ده بيفكر ازاي وميوله إيه وحتى وجهات نظره الدينية عاملة ازاي.