- إنضم
- 21 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 5,017
- مستوى التفاعل
- 17,264
- المستوي
- 5
- الرتب
- 5
(العُربان)، وعلاقتهم الشائكة بمصر التي اتخذوها وطناً لهم، بعد تغريبة طويلة ممتدة من صحراء نجد قبل وبعد الفتح الإسلامي، إلى ثلاث مناطق سكنوا فيها: الحوف الشرقي (الشرقية حالياً)، المنطقة الغربية (البحيرة)، والصعيد وتحديداً "قفط".
وتنطلق هذه الدراسة التاريخية الثقافية لدى الكاتبة من همٍّ ذاتي، فميرال الطحاوي هي ابنة شيخ العُربان؛ تنتمي إلى قبيلة بني سليم بمحافظة الشرقية، وهي تؤكد هذا الانتماء في مقدمة كتابها، عبر حديثها عن حكايات الجدة وما سكن في ذاكرتها من شعر الغناوة وهو الشعر الشفاهي النسائي البدوي، وكذلك صورة المعمار القبلي الذي له شكل القلاع، والأبواب الضخمة التي سيجت طفولتها، لتفصل بين "العربان" والوجود ا
هذه المشاهد والحكايات المختزنة منذ الطفولة، بالأحرى هذه العزلة، ولدت عدة تساؤلات لدى الكاتبة: تلك الأبواب التي تفصل بيننا وبين الوجود الخارجي، تطرح علي هذا السؤال الوجودي، من نحن؟ من خلق تلك العزلة؟ كيف أينعت تلك الهوية المشطورة؟.
وهذا التعصب للعرق العربي، هو ما صاغ العلاقة بين المصريين أصحاب الأرض، والعرب (البدو الرحل)، على مدار فترات التاريخ، وتركز ميرال على رصد هذه العلاقة الشائكة، وتحليلها، في ضوء السياق الزمني، والتطورات السياسية، وكذلك من خلال التباينات الثقافية والاجتماعية والحضارية، التي حكمت وبلورت موقف ورؤية كلا الطرفين من الآخر، وقد تطلب ذلك مجهوداً بحثياً كبيراً، لأنه – وفقاً للكاتبة- "فإن كل المحاولات لفهم مصطلح (البدو العربان) وهجرتهم إلى مصر، وطبيعة وجودهم، وكيفية اندماجهم في المجتمع المصري، محاولة شائكة وحساسة، وذلك يعود إلى ارتباط العروبة بالإسلام بشكل ما
وتنطلق هذه الدراسة التاريخية الثقافية لدى الكاتبة من همٍّ ذاتي، فميرال الطحاوي هي ابنة شيخ العُربان؛ تنتمي إلى قبيلة بني سليم بمحافظة الشرقية، وهي تؤكد هذا الانتماء في مقدمة كتابها، عبر حديثها عن حكايات الجدة وما سكن في ذاكرتها من شعر الغناوة وهو الشعر الشفاهي النسائي البدوي، وكذلك صورة المعمار القبلي الذي له شكل القلاع، والأبواب الضخمة التي سيجت طفولتها، لتفصل بين "العربان" والوجود ا
هذه المشاهد والحكايات المختزنة منذ الطفولة، بالأحرى هذه العزلة، ولدت عدة تساؤلات لدى الكاتبة: تلك الأبواب التي تفصل بيننا وبين الوجود الخارجي، تطرح علي هذا السؤال الوجودي، من نحن؟ من خلق تلك العزلة؟ كيف أينعت تلك الهوية المشطورة؟.
أسطورة النقاء القبلي... الأسياد والعبيد
إذاً فسؤال الهوية هو المحرك الأساس للكاتبة،وهي تؤكد في الوقت نفسه أنها لا تسعى في هذا الكتاب إلى التأريخ لمسيرة عُربان مصر أو دورهم الثقافي والاجتماعي والأدبي في المجتمع المصري، ولا تحاول الدفاع عنهم أو إدانتهم ولكنها تحاول فقط فهم علاقتهم الشائكة بالوطن الذي سكنوا فيه، بينما ظل حنينهم الجارف إلى نقيضه، ولفهم هذه العلاقة المعقدة، اتبعتْ ميرال منهجاً خطياً لسرد تاريخ طويل وهائل من الوجود العربي في مصر، منذ أن دخلها العرب كتجار عابرين، حتى هجرات القبائل اليمنية والقيسية بعد الفتح الإسلامي.أما الرحلة الأولى التي حددت ملامح تلك العلاقة، فهي رحلة إبراهيم أبو الأنبياء، حين عبر مصر تاجراً، وتزوج هاجر المصرية، أم إسماعيل أبو العرب، وبموجب هذا النسب "فقد ارتبط المصريين عرقياً وثقافياً بالإبراهيميين وأرض الجزيرة وشعوبها السامية ومقدساتها الدينية، خصوصاً شعيرة الحج التي تمثل فيها "هاجر" ذروة التقديس بين شعائرها، وقد تكررت علاقة النسب هذه مرة أخرى مع مارية الجارية المصرية التي تزوجها النبي محمد، وقد عاشت وماتت في الظل أما هاجر فكانت دائماً ما تُعاير بسبب كونها جارية وسرية مصرية، وليست نقية الأصل، أي ليست عربية.من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوى !
وهذا التعصب للعرق العربي، هو ما صاغ العلاقة بين المصريين أصحاب الأرض، والعرب (البدو الرحل)، على مدار فترات التاريخ، وتركز ميرال على رصد هذه العلاقة الشائكة، وتحليلها، في ضوء السياق الزمني، والتطورات السياسية، وكذلك من خلال التباينات الثقافية والاجتماعية والحضارية، التي حكمت وبلورت موقف ورؤية كلا الطرفين من الآخر، وقد تطلب ذلك مجهوداً بحثياً كبيراً، لأنه – وفقاً للكاتبة- "فإن كل المحاولات لفهم مصطلح (البدو العربان) وهجرتهم إلى مصر، وطبيعة وجودهم، وكيفية اندماجهم في المجتمع المصري، محاولة شائكة وحساسة، وذلك يعود إلى ارتباط العروبة بالإسلام بشكل ما
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
التعديل الأخير: