شهادة من اللواء مصرى اللواء أحمد أسامه ابراهيم قائد المجموعة 139 صاعقة عن فترة النكسة وما شهدة من الفلسطينيين اثناء تلك الفترة
النكسة:
كنت متمركز في منطقة اسمها خان يونس في غزة مع لواء اسمه عين جالوت حيث القائد هناك كان اسمه النواوي حسب ما أذكر وكان قد أسر في الحرب والحقيقة قبل الحرب بشهر ونصف تم الحاقي على كتيبة صاعقة لما يسمى بالجيش الفلسطيني
كنت في ذلك الوقت ملحق كما اشرت على كتيبة صاعقة فلسطينية وتسلمت قيادة سرية منها وكانت مكونة من 3 سريات والحقيقة انه كان هناك كتيبتين صاعقة ايامها ما يطلق عليه الجيش الفلسطيني وكان اذا ذهبت الى الميز مثلا وتحدثت الى افراد الكتيبة تسمع مثلا ان هذا فلسطيني عراقي وهذا فلسطيني أردني وهذا فلسطيني مصري مثلا حسب الكلية الحربية التي تخرج منها فكانت الصاعقة الفلسطينية مختلفة عنا
وكنت أشعر اثناء جلوسي معهم بالغرابة فكنت اسمع كلام من نوعية سنرمل نساؤهم ونيتم اطفالهم وعندما تسأل عن طابور الصباح مثلا او اي نظام عسكري كنت لا تجد
فبدأت في اعادة التنظيم وتدريبهم واعدادهم عسكريا وكنت قد اكتشفت انهم بينهم اشخاص في امكانهم لانه نجل الشيخ فلان او الشيخ علان فبدأت اعالج تلك العملية.
في البداية يجب ان اشير الى الفريق جلال هريدي اثناء تدريبه لنا كان يأخذ القنبلة الدفاعية مثلا ويلقيها على بعد 50 متر وتنفجر ويظل واقف دون ان يأخذ ساتر كنوع من عملية كسر حاجز الخوف لدينا كظباط وجلال هريدي بلا شك ظابط شجاع وعلمت كيفية التعامل مع القنابل بنفس الاسلوب حيث كان جلال هريدي يعرف فيزيائية عمل القنبلة وحركة الشظايا والقوص فكان يدرك ان وقوفه في ضمن مسافة معينة من مكان انفجار القنبلة وخارج حفرة التدريب المستخدمة لتدريبنا على التعامل مع القنابل يقيه من اتجاه الشظايا ولكن هو استخدم تلك العملية لتدريبنا وكسر حاجز الخوف لدينا
وأحترفت تلك القصة وقلت لجلال هريدي وسعد بي جدا وكانت علاقته معي مختلفة عن البقية لأني أكثر ظابط "عافرت وزرجنت معاه" اثناء التدريب ولأوضح اثر احتراف هذه القصة النفسي انها تكسر حاجز الخوف ولاحقا عندما نقلت الى قوات المشاة بالجيش الثاني وقمت بنفس الحركة انقلب الجيش الثاني بأكملة لان هناك ظابط صاعقة يلقي قنبلة يدوية ويظل واقفا وكانت قصة مشهورة.
اعود الي خان يونس ، قررت ان أرفع كفاءة الكتيبة الفلسطينية وذلك لان أسس تشكيلهم ليست على حساب الكفاءة ولكن على حساب الاتصالات والمعارف والنسب وغيرة فقررت و صممت ان يتدربوا ففتحت مخازن الذخيرة وبدأت ادربهم بقوة على ضرب النار والار بي جي وزرع الالغام والكمائن وغيرة حتى تدريجا احبوني ودخلت قلوبهم لما لمسوه مني من شدة في التدريب خوفا عليهم وتجهيزا لهم للمعركة المقبلة
لكن للاسف فشلت بالرغم من محاولاتي المتعددة معهم فقد ظلوا يرددون شعارات من انهم سيسحقوا اسرائيل وغيره وغيره.
وبدأت الحرب اخترقت الدبابات الاسرائيلية من منطقة خان يونس ولم يلقى مقاومة قوية في المنطقة وبالفعل وصلوا الى منتصف القطاع فاذا اتجهت يسارا تتجه الى رفح واذا اتجهوا يمينا يصلوا جباليا في المنطقة والحقيقة ان العملية كانت فوضوية واساء قائد القطاع توزيع القوات بصورة سيئة والحقيقة أنهم لم يقاتلوا نهائيا وغادروا المنطقة.
إستدعاني قائد القطاع وطلب مني ان اواجه اليهود وفعلا تحركت بسريتي الى محطة قطار خان يونس ومعي دبابتان حيث كان قد قال لي (( ان الجيش العراقي وصل الى القطاع في المنطقة !!!!!! )) وتحركت بالسيارات ومررت داخل القطاع بين المباني وكنت اشاهد اثار المعارك والقصف حيث انها كانت من جانب واحد وهو للجانب الاسرائيلي
ولم اشاهد اي رد فعل من الجانب الفلسطيني.
وشوفوا كلامة فى فقرة تانية
مر هذا القول فورا بعد الاشتباك ، وجاء القول التالي ووجهت أمرا لقائد الدبابة ان يضربهم وكان فلسطيني من الجيش الفلسطيني وكان اسمه كرم ، ضرب كرم فعلا وفلم تصيب الدبابة الاسرائيلية فوجه المدفع الخاص بدبابته تجاه الدبابة المصرية وأطلق عليه والغريب انها لم تصبه ايضا. فقمت بسحب الار بي جيه من احد العساكر لأقوم بضربها الا انه قامت دبابات القول بفتح النيران علينا ولم اتمكن من اصابتها.
فوجئت بعد هذا الاشتباك بهرب معظم السرية الفلسطينية التابعة لي فاضطررت للانسحاب لانه لا امكانياتي ولا قدرتي ان اواجه قول مدرع بعدد لا يتعدى اصابع اليد الواحدة
عبر القول ايضا وجاء الطيران المروحي الاسرائيلي بمكبرات الصوت يطلب من القطاع رفع علم ابيض على بيتك وسلم سلاحك تسلم من الشر والاذى.
استعادني قائد القطاع عبر اللاسلكي وتوجهت له فسألني ان قوتك فأجبته رحلوا كلهم بلا استثناء حيث كل الكتيبة كان معهم هويات تدل على مهن مختلفة لم يبقى الا انا وقائد العمليات وكان نقيب وصول وحوالي اربع عساكر كلهم من فلسطين والباقي اختفوا وكانت هذه القوة التي اقودها
والحقيقة ان الجيش الفلسطيني كله اختفى فطلب مني ان امر على المدفعية فوجدت ان الكل انسحب الا انا عدت الى قائد القطاع وجدته انسحب هو وباقي طاقمة والحمد لله اني لم انسحب معهم حيث انهم سلكوا الطريق الساحلي تجاه العريش ولم يكونوا مدركين ان القوات الاسرائيلي في عبورها السريع هذا كان بهدف الوصول للعريش في اسرع وقت وقطع الطريق امام القوات المتراجعة من القطاع