- إنضم
- 21 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 5,017
- مستوى التفاعل
- 17,265
- النقاط
- 28
- المستوي
- 5
- الرتب
- 5
جرائم العثمانيين بعد الغزو العثمانى لمصر..
يارب يا متجلى .. أهلك العثمانلى !! هذا كان شعار اهل مصر وهتافهم ضد المحتل العثماني الذي ينحدر من سلالته أردوغان..!
عن جرائم العثمانيين يحكى ابن اياس فيقول ..(خلال الغزو اتجهوا الى الطحانين فأخذوا البغال والخيول وأخذوا جمال السقايين ونهبوا كل ما فى شون القمح من غلال ثم صاروا يأخذون دجاج الفلاحين واغنامهم وأوزهم وحتى ابواب بيوتهم وخشب السقوف ثم صاروا يخطفون العمايم ويعرون الناس فى الاماكن المفرده .. وأرسل السلطان واحدا من أكثر رجاله توحشا وهو جان بردى الغزالى الى الشرقيه فوصل الى نواحى التل والزمرونين والزنكلون ونهب ما فيها من أبقار وأغنام وأوز ودجاج وقام بأسر الصبيان وسبى الفتيات باعتبار انهم ابناء كفار وراح يبيعهم فى المحروسه بأبخس الاثمان... وسارع المصريون بشراء هؤلاء الصبيه من سوق العبيد ثم يهبونهم لاهاليهم وفوق ذلك فان العثمانيه طفشت فى العوام والغلمان ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح وصارت جثثهم مرميه من باب زويله الى الرميله الى الصليبه فوق العشره الاف انسان ثم أحرقوا جامع شيخون فاحترق الايوان والقبه , أما الوالى الترحى الذى تركه سليم لحكم مصر فكان يصبح وهو مخمور فيحكم فى الناس بالعسف والظلم .
ويلخص الايام الاولى للغزو العثمانى لمصر قائلا أطلقوا فى مصر جمره نار وبسبب تلك الايام السوداء فى تاريخ مصر التى علمت المصريين شعارا ظلوا يرددونه دوما .. يارب يا متجلى .. أهلك العثمانلى
لنا الان أن نتحدث عن الاماره العثمانيه فهى نشأت فى الشمال الغربى للاناضول أى على حافه العالم المسيحي وهو ما يطلق عليه دار حرب وعلى حافه العالم الاسلامى وهو ما يسمى دار السلم ونتيجه للاحساس بضروره توسيع دار الاسلام على حساب دار الحرب لم يكن للعثمانيين رابطه بأرض معينه فالارض بالنسبه لهم لم تكن الا مجرد معبر الى أرض اخرى لذا كانوا دوما يرفضون نسبتهم الى تركيا ويتمسكون بكلمه عثمانى وعثمانيين .
ويتأسف ابن إياس على سقوط مصر فى عيد العثمانيين، حسبما يورد فى كتابه: «من العجائب أن مصر صارت بعد ذلك نيابة بعد أن كان سلطان مصر من أعظم السلاطين فى سائر البلاد قاطبة لأنه خادم الحرمين الشريفين وحاوى ملك مصر الذى افتخر به فرعون اللعين».
ويصف المؤرخ المصرى ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: «أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الامبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: «إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف».
هكذا كانت النية مبيتة لاقتحام القاهرة وقتل المصريين ونهب خير البلاد، وسرقة منجزها الحضارى، وليس نصرة الدين كما كان يدعى الأتراك، فمن ينصر الدين لا يحرق ويخرب المساجد، وإنما كان الغرض هو هدم الدين ذاته، وإنهاء دولة الخلافة الإسلامية فى القاهرة، حيث نقل الخليفة العباسى المتوكل جبرا إلى اسطنبول وأجبر عن التنازل عن الخلافة لسليم، وحسب قول ابن إياس «حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول»، ويظهر قصر فهم الدين لدى الأتراك فى مواضع كثير من الكتاب نورد منها: «أن أحد القضاة لم يجز لأحد العثمانية الزواج من امرأة لم تنقض عدتها، فاشتكاه فأحضر ذلك القاضى ولم يقبل له عذرا وبطح وضرب ضربا مبرحا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرشا من كروش البقر بروثه وأركبه على حمار مقلوب وأشهره فى القاهرة، وكان قبل ذلك نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من قضاة مصر لا يعقد عقدا لعثمانى».
ولم يظهر من آل عثمان ومن عسكره ما يدل على دفاعهم عن الدين الإسلامى، فعسكره كما يصفهم ابن إياس كان عندهم «قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس، ولما جاء عليهم شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم ولا يصلى فى الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا قليل منهم، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة».
ويروى المؤرخ المصرى آيات وقصص الظلم الذى وقع وأصاب المصريين من العثمانيين فى مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم «فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة».
ووصل حد الاضطهاد والاستعباد والاستهزاء بعوام المصريين، من جانب العسكر الأتراك، أنهم كانوا «يخطفون عنهم العمايم ويعرون الناس فى الشوارع» حسب رواية ابن إياس، رغم أن سليم خان «كان ينادى كل يوم بالأمان والاطمئنان فى القاهرة والنهب والقتال عمال من جماعته».
ويروى المؤرخ المصرى رواية أخرى للاستعباد الذى كان يقوم به الأتراك للمصريين، فحسب ما ورد فى بدائع الزهور: «فى يوم اضطربت أحوال القاهرة، وصارت أرباب الأدراك (الدرك) تقف على أبواب المدينة ويمسكون الناس من رئيس ووضيع ويضعونهم فى الحبال حتى من يلوح لهم من القضاة والشهود، وما يعلم ما يصنع بهم، فلما طلعوا بهم إلى القلعة أسفرت تلك الوقعة على أنهم جمعوا الناس حتى يسحبوا المكاحل النحاس الكبار التى كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر.. وقاسى الناس فى سحبها غاية المشقة وحصل لهم بهدلة من الضرب والسك وخطف العمائم.. وصاروا يربطون الرجال بالحبال فى رقابهم ويسوقونهم بالضرب الشديد على ظهورهم».
هكذا عامل العثمانيون، المصريين، ولم يكتف الأمر بذلك بل قام العثمانيون بأعمال نهب وسلب وتخريب، لا تكفى هذه المساحة ذكرها، لتضيق الأقوات على الشعب المصرى وتحل به المجاعة، وكما يورد ابن إياس فإنه «شحت الغلال من القاهرة وسبب هذا أن العثمانية لما دخلوا القاهرة نهبوا المغل الذى كان فى الشون وأطعموه لخيولهم»، وفى موضع آخر «أنهم سرقوا دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزهم، ثم دخلوا إلى الطواحين وأخذوا ما فيها من البغال والأكاديش وأخذوا عدة جمال من جمال السقايين، وصارت العثمانية تنهب ما يلوح لهم من القماش وغير ذلك، واستمر النهب عمالا فى ذلك اليوم إلى بعد المغرب، وتوجهوا الى شون القمح التى فى مصر وبولاق ونهبوها».
ويروى ابن إياس فى موضع آخر أن «جماعة من العثمانية صاروا يمسكون أولاد الناس من الطرقات ويقولون لهن أنتم جراكسة فيشهدون عندهم الناس أنهم ما هم من المماليك فيقولون لهم: اشتروا أنفسكم من القتل فيأخذون منهم حسبما يختارون من المبلغ، وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر».
ووصل الحال بالعثمانية لفرض غرامات على الزواج والطلاق «فصار الذى يتزوج أو يطلق تقع غرامته نحو أربعة أشرفية، فامتنع الزواج والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح والأمر لله فى ذلك».
ويورد ابن إياس رواية أخرى «أنه أشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصبحته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارج عن ما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس والخيول والبغال والحمير وغير ذلك حتى نقل منها الرخام الفاخر وأخذ منها من كل شىء أحسن، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبل أبدا، وكذلك ما غنمه وزراؤه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنم من النهب مالا يحصر».
هكذا كانت حال المصريين، بينما كان سليم الأول السلطان العثمانى فى القلعة محتجبا عن الناس، يقول ابن إياس: «إن ابن عثمان احتجب عن الناس ولم يظهر لأحد وحكم بين الناس، ينصف الظالم من المظلوم، بل كان يحدث منه ومن وزرائه كل يوم مظلمة من قتل وأخذ أموال الناس بغير حق، ولأنه كان يشاع العدل الزائد عن ولاد ابن عثمان وهم فى بلادهم قبل أن يدخل سليم شاه لمصر، فلم يظهر لهذا الكلام نتيجة»، وفى موضع آخر يروى ابن إياس أن سليم «كان مشغولا بلذته وسكره وإقامته بين الصبيان والمرد.. وما كان له أمان إذا أعطاه لأحد من الناس وليس له قول ولا فعل وكلامه ناقص ومنقوض ولا يثبت على قول واحد كالعادة».
على الجانب الاخر الارض بالنسبه للمصريين تمثل مكانه كبيره فى فكرهم ووجدانهم , ذلك لان الارتباط بمصر الارض والنهر والوطن ككيان لا يلغيه الارتباط بما هو اكبر منه كالخلافه وهذا يرجع الى ان مصر شكلت عبر تاريخها اقليما موحدا , فالوعى المصرى يتمثل أساسا فى الارض والنهر ككيان جغرافى وحضارى ترسخ فى العقل منذ عصور قديمه جدا ثم جاءت المسيحيه ثم الاسلام ليلقى كل منهما البرده الدينيه على مصر , فالتراث المصرى القبطى والاسلامى يعتبران مصر هى الجنه فى الدنيا , وهكذا يمكن القول ان علاقه المصريين بأرضهم تمثل واحدا من أهم عناصر الاستمراريه المصريه على مر التاريخ
هذا الجزء تعمدت ذكره لتوضيح الرؤيه المتباينه للارض بين العثمانيين والمصريين التى كانت أحد اهم الاسباب فى وجود فجوه واسعه بين كل منهما.. فجوه بين المصريين والداعين لاعاده دوله الخلافه ... وهذا أدى الى بقاء عناصر الحكام من العثمانيين ينتشرون فى ربوع مصر كاثنيه اجنبيه وظلوا كذلك لم يطلهم التمصير ولا الاندماج مع المصريين بل عاشوا مترفعين فى معزل عنهم....!!
*الصورة دورية عثمانية فى شوارع القاهرة ..ونساء القاهرة فى الشرفات ينظرن ويقلن :يارب يا متجلى ..اهلك العثمانلى ..
هذه هي الخلافة التي كان يدعوا لها حسن البنا وصبيانه من بعده والي اليوم يتشدق بها المفسدون من سلالة العثمانلي الذين بليت بهم مصر علي أرضها .
منقول
يارب يا متجلى .. أهلك العثمانلى !! هذا كان شعار اهل مصر وهتافهم ضد المحتل العثماني الذي ينحدر من سلالته أردوغان..!
عن جرائم العثمانيين يحكى ابن اياس فيقول ..(خلال الغزو اتجهوا الى الطحانين فأخذوا البغال والخيول وأخذوا جمال السقايين ونهبوا كل ما فى شون القمح من غلال ثم صاروا يأخذون دجاج الفلاحين واغنامهم وأوزهم وحتى ابواب بيوتهم وخشب السقوف ثم صاروا يخطفون العمايم ويعرون الناس فى الاماكن المفرده .. وأرسل السلطان واحدا من أكثر رجاله توحشا وهو جان بردى الغزالى الى الشرقيه فوصل الى نواحى التل والزمرونين والزنكلون ونهب ما فيها من أبقار وأغنام وأوز ودجاج وقام بأسر الصبيان وسبى الفتيات باعتبار انهم ابناء كفار وراح يبيعهم فى المحروسه بأبخس الاثمان... وسارع المصريون بشراء هؤلاء الصبيه من سوق العبيد ثم يهبونهم لاهاليهم وفوق ذلك فان العثمانيه طفشت فى العوام والغلمان ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح وصارت جثثهم مرميه من باب زويله الى الرميله الى الصليبه فوق العشره الاف انسان ثم أحرقوا جامع شيخون فاحترق الايوان والقبه , أما الوالى الترحى الذى تركه سليم لحكم مصر فكان يصبح وهو مخمور فيحكم فى الناس بالعسف والظلم .
ويلخص الايام الاولى للغزو العثمانى لمصر قائلا أطلقوا فى مصر جمره نار وبسبب تلك الايام السوداء فى تاريخ مصر التى علمت المصريين شعارا ظلوا يرددونه دوما .. يارب يا متجلى .. أهلك العثمانلى
لنا الان أن نتحدث عن الاماره العثمانيه فهى نشأت فى الشمال الغربى للاناضول أى على حافه العالم المسيحي وهو ما يطلق عليه دار حرب وعلى حافه العالم الاسلامى وهو ما يسمى دار السلم ونتيجه للاحساس بضروره توسيع دار الاسلام على حساب دار الحرب لم يكن للعثمانيين رابطه بأرض معينه فالارض بالنسبه لهم لم تكن الا مجرد معبر الى أرض اخرى لذا كانوا دوما يرفضون نسبتهم الى تركيا ويتمسكون بكلمه عثمانى وعثمانيين .
ويتأسف ابن إياس على سقوط مصر فى عيد العثمانيين، حسبما يورد فى كتابه: «من العجائب أن مصر صارت بعد ذلك نيابة بعد أن كان سلطان مصر من أعظم السلاطين فى سائر البلاد قاطبة لأنه خادم الحرمين الشريفين وحاوى ملك مصر الذى افتخر به فرعون اللعين».
ويصف المؤرخ المصرى ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: «أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الامبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: «إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف».
هكذا كانت النية مبيتة لاقتحام القاهرة وقتل المصريين ونهب خير البلاد، وسرقة منجزها الحضارى، وليس نصرة الدين كما كان يدعى الأتراك، فمن ينصر الدين لا يحرق ويخرب المساجد، وإنما كان الغرض هو هدم الدين ذاته، وإنهاء دولة الخلافة الإسلامية فى القاهرة، حيث نقل الخليفة العباسى المتوكل جبرا إلى اسطنبول وأجبر عن التنازل عن الخلافة لسليم، وحسب قول ابن إياس «حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول»، ويظهر قصر فهم الدين لدى الأتراك فى مواضع كثير من الكتاب نورد منها: «أن أحد القضاة لم يجز لأحد العثمانية الزواج من امرأة لم تنقض عدتها، فاشتكاه فأحضر ذلك القاضى ولم يقبل له عذرا وبطح وضرب ضربا مبرحا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرشا من كروش البقر بروثه وأركبه على حمار مقلوب وأشهره فى القاهرة، وكان قبل ذلك نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من قضاة مصر لا يعقد عقدا لعثمانى».
ولم يظهر من آل عثمان ومن عسكره ما يدل على دفاعهم عن الدين الإسلامى، فعسكره كما يصفهم ابن إياس كان عندهم «قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس، ولما جاء عليهم شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم ولا يصلى فى الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا قليل منهم، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة».
ويروى المؤرخ المصرى آيات وقصص الظلم الذى وقع وأصاب المصريين من العثمانيين فى مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم «فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة».
ووصل حد الاضطهاد والاستعباد والاستهزاء بعوام المصريين، من جانب العسكر الأتراك، أنهم كانوا «يخطفون عنهم العمايم ويعرون الناس فى الشوارع» حسب رواية ابن إياس، رغم أن سليم خان «كان ينادى كل يوم بالأمان والاطمئنان فى القاهرة والنهب والقتال عمال من جماعته».
ويروى المؤرخ المصرى رواية أخرى للاستعباد الذى كان يقوم به الأتراك للمصريين، فحسب ما ورد فى بدائع الزهور: «فى يوم اضطربت أحوال القاهرة، وصارت أرباب الأدراك (الدرك) تقف على أبواب المدينة ويمسكون الناس من رئيس ووضيع ويضعونهم فى الحبال حتى من يلوح لهم من القضاة والشهود، وما يعلم ما يصنع بهم، فلما طلعوا بهم إلى القلعة أسفرت تلك الوقعة على أنهم جمعوا الناس حتى يسحبوا المكاحل النحاس الكبار التى كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر.. وقاسى الناس فى سحبها غاية المشقة وحصل لهم بهدلة من الضرب والسك وخطف العمائم.. وصاروا يربطون الرجال بالحبال فى رقابهم ويسوقونهم بالضرب الشديد على ظهورهم».
هكذا عامل العثمانيون، المصريين، ولم يكتف الأمر بذلك بل قام العثمانيون بأعمال نهب وسلب وتخريب، لا تكفى هذه المساحة ذكرها، لتضيق الأقوات على الشعب المصرى وتحل به المجاعة، وكما يورد ابن إياس فإنه «شحت الغلال من القاهرة وسبب هذا أن العثمانية لما دخلوا القاهرة نهبوا المغل الذى كان فى الشون وأطعموه لخيولهم»، وفى موضع آخر «أنهم سرقوا دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزهم، ثم دخلوا إلى الطواحين وأخذوا ما فيها من البغال والأكاديش وأخذوا عدة جمال من جمال السقايين، وصارت العثمانية تنهب ما يلوح لهم من القماش وغير ذلك، واستمر النهب عمالا فى ذلك اليوم إلى بعد المغرب، وتوجهوا الى شون القمح التى فى مصر وبولاق ونهبوها».
ويروى ابن إياس فى موضع آخر أن «جماعة من العثمانية صاروا يمسكون أولاد الناس من الطرقات ويقولون لهن أنتم جراكسة فيشهدون عندهم الناس أنهم ما هم من المماليك فيقولون لهم: اشتروا أنفسكم من القتل فيأخذون منهم حسبما يختارون من المبلغ، وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر».
ووصل الحال بالعثمانية لفرض غرامات على الزواج والطلاق «فصار الذى يتزوج أو يطلق تقع غرامته نحو أربعة أشرفية، فامتنع الزواج والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح والأمر لله فى ذلك».
ويورد ابن إياس رواية أخرى «أنه أشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصبحته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارج عن ما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس والخيول والبغال والحمير وغير ذلك حتى نقل منها الرخام الفاخر وأخذ منها من كل شىء أحسن، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبل أبدا، وكذلك ما غنمه وزراؤه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنم من النهب مالا يحصر».
هكذا كانت حال المصريين، بينما كان سليم الأول السلطان العثمانى فى القلعة محتجبا عن الناس، يقول ابن إياس: «إن ابن عثمان احتجب عن الناس ولم يظهر لأحد وحكم بين الناس، ينصف الظالم من المظلوم، بل كان يحدث منه ومن وزرائه كل يوم مظلمة من قتل وأخذ أموال الناس بغير حق، ولأنه كان يشاع العدل الزائد عن ولاد ابن عثمان وهم فى بلادهم قبل أن يدخل سليم شاه لمصر، فلم يظهر لهذا الكلام نتيجة»، وفى موضع آخر يروى ابن إياس أن سليم «كان مشغولا بلذته وسكره وإقامته بين الصبيان والمرد.. وما كان له أمان إذا أعطاه لأحد من الناس وليس له قول ولا فعل وكلامه ناقص ومنقوض ولا يثبت على قول واحد كالعادة».
على الجانب الاخر الارض بالنسبه للمصريين تمثل مكانه كبيره فى فكرهم ووجدانهم , ذلك لان الارتباط بمصر الارض والنهر والوطن ككيان لا يلغيه الارتباط بما هو اكبر منه كالخلافه وهذا يرجع الى ان مصر شكلت عبر تاريخها اقليما موحدا , فالوعى المصرى يتمثل أساسا فى الارض والنهر ككيان جغرافى وحضارى ترسخ فى العقل منذ عصور قديمه جدا ثم جاءت المسيحيه ثم الاسلام ليلقى كل منهما البرده الدينيه على مصر , فالتراث المصرى القبطى والاسلامى يعتبران مصر هى الجنه فى الدنيا , وهكذا يمكن القول ان علاقه المصريين بأرضهم تمثل واحدا من أهم عناصر الاستمراريه المصريه على مر التاريخ
هذا الجزء تعمدت ذكره لتوضيح الرؤيه المتباينه للارض بين العثمانيين والمصريين التى كانت أحد اهم الاسباب فى وجود فجوه واسعه بين كل منهما.. فجوه بين المصريين والداعين لاعاده دوله الخلافه ... وهذا أدى الى بقاء عناصر الحكام من العثمانيين ينتشرون فى ربوع مصر كاثنيه اجنبيه وظلوا كذلك لم يطلهم التمصير ولا الاندماج مع المصريين بل عاشوا مترفعين فى معزل عنهم....!!
*الصورة دورية عثمانية فى شوارع القاهرة ..ونساء القاهرة فى الشرفات ينظرن ويقلن :يارب يا متجلى ..اهلك العثمانلى ..
هذه هي الخلافة التي كان يدعوا لها حسن البنا وصبيانه من بعده والي اليوم يتشدق بها المفسدون من سلالة العثمانلي الذين بليت بهم مصر علي أرضها .
منقول