من عامل في مطاعم بورسعيد لصاحب شركات في الصين!
في الصين فيه قصص نجاح كتيرة لمصريين بدأوا من الصفر لحد ما بقوا من رجال الأعمال هناك وليهم اسم كبير في سوق مفتوحة زي الصين . ومنهم محمد شاهين اللي بعد معاناة طويلة قدر يفتح مصنع و 3 شركات في الصين بعد تجارب شاف فيها الفشل والإحباط أكتر من مرة.
بتبدأ منين الحكاية؟
محمد محمدي محمد شاهين من مواليد الشرقية .. وهو في ثانوي بدأ يكتب شروح المدرسين للمواد الدراسية ويبيعها للطلبة في ملازم ومعاها كارت شخصي له .. ده كان بيخليه همزة الوصل بين المدرسين وبين الطلاب اللي عاوزين يجيبوا درجات أكبر من خلال ملازم تلخص ليهم موضوعات كل مادة وأهم أسئلة فيها.
لما إسم (شاهين) بدأ ينتشر بين الطلبة في أماكن كتيرة في الزقازيق بدأ يجمع فلوس كويسة من الشغل ده اللي كان هو أول شغل في حياته .. وخد قرار جرئ شوية في السن الصغير ده وفتح مكتب محندق وخصصه لخدمات الكمبيوتر .. وبدأ إلى جانب ملازم الدروس يطبع كروت وبطاقات دعايا لعيادات دكاترة ومكاتب مهندسين.
وكان كل اتنين وخميس يلف على المحاكم يوزع كروته الشخصيه عند المحامين عشان لو حد عاوز يطبع كروت وأي بطاقات للإعلان عن خدمات المحامين يروح له وهو ينفذها.
لكن بسبب صغر سنه في الوقت ده وقلة خبرته خسر فلوس وخسر عملا وقفل المكتب خالص!
وفي الوقت ده كان شاهين خلص ثانوية ودخل خدمة اجتماعية في محافظة بورسعيد .. واشتغل أثناء دراسته كعامل في كذا مطعم وفي اكتر من كافيتريا في بورسعيد . . ولأنه كان محتاج فلوس أكتر كان بيستغل ايام الاجازة من الجامعة في انه يتعلم تقنيات الطباعة عشان يرجع تاني بقوة لمجال طباعة الكروت بشكل احترافي ..
وفتح فعلا مكتب تاني له .. لكنه خسر تاني وقفل مكتبه للمرة التانيه!
الإحباط من قفل اكتر من مكتب مخلاهوش يوقف أحلامه في ان يكون له بيزنس ناجح خاص بيه .. فياخد شاهين هدنة وقتها شوية وبعدها يرجع يتعلم يعني ايه تصميم بالكمبيوتر وازاي بتتعمل الاعلانات المضيئة اللي كانت ساعتها صيحة جديدة في الدعاية.
وما بين دراسته في الجامعة وشغله غير المنتظم في طباعة الكروت والدعاية خطرت له فكرة انه يعمل مجلة تتوزع على عدد كبير من الشباب عشان تكون وسيلة دعاية له هو وشغله .. هو فهم بدري أهمية البيرسونال براندينج وحاول يوصل بسرعة لأكبر عدد من العملا من خلال اكتر من طريقة!
بيحكي شاهين ان المشكلة اللي قابلته في موضوع المجلة ده انه خلاها شهرية .. وده مكنش قرار صح لمجلة لسه مش معروفة من شخص لسه مش معروف بشكل واسع .. بالإضافة لأنه صرف كتير على المجلة واللي اتكلفت مبالغ كانت مش قليلة على شاهين ساعتها .. فقرر انه يوقف المجلة طالما هي بتستنزفه ماليًا ومفيش أي فلوس بتيجي منها بالذات وهو وقتها كان محتاج لكل قرش.
مع كل إحباط يقابله كان شاهين بيتعلم أكتر .. وبرضو كان عايز يعلم نفسه بنفسه أي جديد في التصميم وتصميم الجرافيك .. كان شايف نفسه في الحتة دي .. ولما خلص جامعة بقى يبعت ال CV بتاعته لكل مكان يعرف انه منزل اعلان محتاج مصمم جرافيك سواء داخل أو خارج مصر!
بالصدفة فيه شركة عربية في الصين شافت ال CV بتاع شاهين ووافقت انه ييجي يشتغل .. بس ييجي فين بقى .. الصين !
شاهين مكنش معاه فلوس السفر وخاف للفرصة دي تضيع عليه .. فاستلف من أسرته واصحابه فلوس تذكرة السفر وسافر في اكتوبر سنة 2007 لمدينة كوانزو في الصين وكل اللي كانوا معاه في الصين أول ما وصل 26 دولار مش اكتر من كدا !
بدأ شاهين يكتشف ان دي مش فرصة العمر ولا حاجة!
اشتغل في الشركة العربية دي 3 شهور . . وقبض شهر واحد بس !
والشركة قفلت وشاهين لقى نفسه في الشارع في بلد غريبة ميعرفش فيها حد.
كل اللي كان معاه بعد ما ساب الشركة 200 دولار .. وفي الغربة زي منتو عارفين مفيش حلول كتير وبالذات لما تكون في الصين محتاس في الناس واللغة وكل حاجة تقريبًا .. أخطر قرار خده شاهين انه يسحب 140 دولار من ال 200 اللي معاه ويعمل بيهم منشور دعائي له بتصميم كويس .. ال 140 دولار كانوا شهادة ميلاد جديدة لشاهين!
المنشور الدعائي اللي عمله شاهين وهو هناك في الصين كان للترويج لشغله اللي بدأ يعمله من محل سكنه هناك .. كان منشور عن طباعة كروت لأي حد في الصين عايز يعمل إعلان لأي حاجة!
ولأنه من كل الإحباطات اللي فاتت كان اتعلم كتير فبقى عنده خبرات تقيلة في الشغلانة .. ومن شغله المظبوط بقى يجيلو عملاء باستمرار لحد ما عمل قاعدة عملا محترمة جدا بالنسبة لواحد مغترب لسه مبقالوش كتير في الصين.
وفي اللحظة اللي عدد العملا مبقاش ينفع الشغل معاهم من البيت بدأ شاهين ياخد اجراءات تأسيس شركة مرخصة جوا الصين .. شركه نشاطها هو الدعاية والإعلان ..
مكنش يتوقع انه ينجح المرة دي .. بس نجح وحقق انتشار في فترة قصيرة.. وبقى يوظف عنده فريق متخصص فاهمين في الشغلانة كويس .. ده كان فاتحة خير عليه وزود مبيعاته.
والتواصل مع جنسيات مختلفة في شغله خلاه يفكر يعمل حاجة جديدة .. فعمل ويب سايت بيخدم غير الصينيين في التعريف بأهم المنتجات والسلع اللي في الصين وكان فيه معلومات مهمة لأي حد عايز يبدأ بيزنس في الصين .. تقدر تقول ان ده سببه أحلامه القديمة في المجلة الأولانية اللي شاهين مكملهاش بسبب السيولة .. بس المرة دي بقى معاه!
وفي أكتوبر سنة 2008 أصدر شاهين مجلة جديدة للويب سايت ده ونشر فيها أهم بيانات الشركات والمعارض والمصانع الصينية .. وفي إبريل 2009 كان الإصدار التاني من المجلة اللي تحقق المعجزة وتعمل إيرادات أكتر من ربع مليون رمبي _عملة الصين_ يعني ساعتها حوالي 36 ألف دولار.
دي كانت المرة الأولى اللي شاهين يمسك فلوس كتيرة بالشكل ده!
خد بالك في 2009 لما يكون معاك 36 ألف دولار دي ثروة بالنسبة للزمن ده!
شاهين قرر ياخد 20 ألف منهم ويدخل في مجال جديد .. مجال التجارة في الملابس .. هو شاف ان الأعداد الكبيرة بالشكل الخرافي الموجود في الصين لو نجح انه يقدم لهم منتج ملابس بجودة وسعر كويس هينتشر بشكل أكبر وأسرع.
ولأنه مكنش عايز يدخل في ريسك التمليك قام شاف محل إيجار في مدينة كوانزو وتعاقد مع مصانع في المدينة دي لتوريد طلبيات ملابس لها تصميمات حلوة وجديدة .. لكن للأسف معملش مبيعات زي ما توقع وفي شهور قليلة خسر كل راس المال اللي خصصه للمشروع ده !
تخيل تكون في الغربة وتخسر كل فلوسك ويتقفل البيزنس بتاعك بعد كام شهر بس !
بيعترف شاهين ان سبب خسارته في محل الملابس ده هو انه معندهوش خبرات في الحتة دي .. وانه دخل مجال كان محتاج خبرات في التعامل مع مصانع الملابس ومحتاج خبرات في خامات الملابس نفسها وانك تكون عارف المنافسين بتوعك في المجال ده اللي هما في الصين أكتر مما تتخيل!
وعمل شاهين بالمثل اللي بيقول (من خرج من داره اتقل مقداره) ورجع تاني للشغلانة اللي بيفهم فيها .. رجع يركز في شركته اللي عملها للدعاية والإعلان وركز في الويب سايت والمجلة اللي هما بقوا المصدر الوحيد لأكل عيشه بعد ما خسر فلوس كتير في قصة الملابس دي.
ومن الوقت ده بدأ يدخل أفكار جديدة في المجلة بتاعته وخصص موظفين لابتكار أي لمسة جديدة تضيف للمجلة .. وعمل شخصيات في المجلة زي ابن بطوطة عشان تكون لأي حد بيقرا المجلة زي مرشد ياخدك يشرح لك أهم أماكن المصانع الجديدة في الصين والمنتجات اللي بتقدمها .. دي كانت طريقة سهلة بتجذب أعداد كبيرة من الوافدين للصين واللي لسه بيكتشفوا البلد هناك . .
الطفرة اللي عملها شاهين في المجلة خليت قناة cctv الصينية الحكومية تعمل حوار معاه في مكتب شركته وتشوف قصة الشاب اللي جه من الشرقية من مصر ونجح وبقى له شركة وبقى يعمل ماركتينج للصين من جوا الصين!
من بعد الحوار التليفزيوني معاه وهو فكر ازاي يكبر اكتر وايه أفضل طريقة للتوسع في البيزنس اللي نجح بعد تعب وسهر كتير .. كان عايز ياخد مكان جديد إيجار بس الايجارات كانت غالية نار بالذات في الأحياء اللي ساكنها عرب في مدينة كوانزو.
في الوقت ده كان كل اللي معاه 10 آلاف رمبي (يعادل 1500 دولار) صرفهم كلهم على ماكينات طباعة وعلى إيجار محل صغير لقاه بالعافية بعد تدوير كتير .. ليلتها اتخانقت زوجته معاه لأن دي كانت كل الفلوس اللي معاه ساعتها!
بيحكي شاهين ان عوض ربنا كان أسرع و جات له يوم الافتتاح طلبية كبيرة لطباعة شغل دعاية وإعلان بكمية هو مكنتش يتوقعها في أول يوم شغل !
ولأنه شاطر في الشغلانة بدأ حجم الشغل يكبر وبقى ينفذ شغل كتير بشكل مستمر .. دي كانت نقطة تحول لشاهين في الصين وبقى البراند اللي عمله لنفسه ياخد أبعاد أكبر .. فقرر يفتح فرع جديد لشركته ويطور سياسات المبيعات والتسويق .. وكانت المكاتب والشركات العربية الجديدة في الصين هي أهم عملا في شركة شاهين .. لحد ما بقيت له شعبية في كوانزو ومدن صينية قريبة منها!
ودلوقتي محمد شاهين هو صاحب أكبر معرض لبطاقات الدعاية والتسويق في الصين .. وصاحب مصنع هناك بينتج شغله اللي بيعرضه في المعارض الصينية .. وصاحب 3 فروع لشركته اللي حاليًا اللهم بارك إيراداتها كبيرة جدًا .. ولما بقيت معاه سيولة ضخمة قرر انه يفتح بيزنس له مع اخواته في مصر كان عبارة عن مطابع في مدينة العاشر من رمضان عشان تكون توسع جديد له في بلده مصر.
وفي 2013 قرر شاهين يعمل إذاعة جوا الصين .. سماها (راديو هنا الصين) ونجحت بالفعل انها تنتشر ويكون ليها جمهور عربي كبير .. والجمهور الكبير ده كان جزء من إنجازات شاهين اللي نجح في مجتمع جديد غريب عنه وقدر بذكاء من خلال البيزنس انه يتواصل مع المجتمع ده.
خاتمة:
أكبر درس تتعلمه من شاهين هو انك تتعلم كويس وتتخصص في الحاجة اللي بتفهمها وتكبر فيها .. البيزنس مش بس فلوس، الفلوس بتيجي للي فاهم كويس وعارف السوق محتاج ايه .. لو انت قدرت تحقق المعادلة دي هتنجح في أي بيزنس في أي مكان .. ولو كنت في الصين!
#مروان_مسعد
#حكاوي_بيزنس