- إنضم
- 30 يوليو 2022
- المشاركات
- 975
- مستوى التفاعل
- 3,045
- النقاط
- 0
مقومات النصر المنتظر التي تقامر أمريكا عليه في آخر مراحل الحرب الأوكرانية
هذا المقال التحليلي هو تكملة وإعادة توضيح لجوانب كانت في المقال السابق " الهجوم المضاد الأوكراني الجديد في الربيع القادم سوف يكون أمريكي بامتياز" مع إضاءة جوانب جديدة وهامة لم نتطرق لها من قبل.
مقدمة:
بدأت روسيا تقتصد بحربها بطريقة عملية! فها هي بدأت تنتج دبابات مطورة روسية بإمكانيات تجعلها تؤدي 70% من أدوار دبابة أرماتا القتالية! واعني دبابة ت 80 ذات الأصول السوفيتية، بصيغة جديدة روسية، كما طورت من قبل دبابة ت 72 ام إلى مستوى ت 92 ام بروريف، وسوف يتم تزويدها بمدفع أرماتا الثوري الذي سوف يمكنها من إطلاق صاروخ "فيخر أم" الموجه بالليزر لمسافة قد تصل حتى 10 كم، ولديه قدرة اختراق في الدروع المركبة الفولاذية تصل إلى أكثر من ألف ملم (متر)، ويتم اليوم تعديل أسطول نفاثات بطة الجحيم، لإطلاق صواريخ كروز البعيدة المدى التي تطلقه اليوم القاذفات الروسية الاستراتيجية، وذلك لأنه يصنع فارق من الناحية الاقتصادية، بين كلف تحليق القاذفات النووية لأغراض تقليدية، ويمكن أيضاً الروس من إخفاء هذه القاذفات الهامة من المراقبة الفضائية الغربية وخاصة الأمريكية المغناطيسية البصرية والرادارية والحرارية وحتى الكهروبصرية، وتكثف روسيا بأسطول قاذفات بطة الجحيم سوخوي 34 ام الضربات الصاروخية بشكل غير مسبوق فأسطول هذه القاذفة اليوم ضخم جداً تجاوز 300 قاذفة وربما بلغ 400، فإذا كانت حمولة هذه القاذفة الأقصى 3 صواريخ كروز فإمكانها في بوم واحد بضربات متتابعة بفترة زمنية قصيرة إطلاق 1200 صاروخ من نوع KHBD والذي سوف يصيح مداه وفق التعديل الجديد لتصغيره وتخفيف وزنه على القاذفة، من 1200 إلى 1500 كم، لأن قاذفة بطة الجحيم تحلق من أماكن قريبة تجعله بهذا المدى يبلغ أي نقطة في أوكرانيا مع المناورة المسارية وتمكين الشبحية والوسائل التضليلية فيه، وهي صواريخ مبرمجة بالذكاء الصناعي الذي يمكنها من مناورة تغير المسار بل وتغير الهدف بالتنسيق مع الأقمار الصناعية، وتحمل راس قوي التأثير يزن 500 كغ تراكمي مضغوط شديد الانفجار حراري، واختراقي حراري، وعنقودي بذخائر فرغيه ذكية، وهو ما قد يصنع فارق بحالة حدوث مثل هذه الضربات الإغراقية ذات الشمولية.
واليوم مع تكرار الفشل في الهجوم وخسارة أوكرانيا فيها حتى اليوم ما يقارب مائة ألف قتيل من النخبة القتالية، تبادل الاتهام بين الأوكران والغرب حول فشل الأساليب، فالأوكران يقولون بفشل وتخلف الخطط والتكتيكات الغربية أمام نظائرها الروسية، والغرب يتهم الأوكران بعدم استيعاب الأساليب الغربية بسبب تأسسهم على الأساليب القتالية الشرقية أو لنقل السوفيتية، ويبقى الفشل هو الفشل.
والآن نعود لصلب المقالة، فالهدف الأمريكي الأخير الذي تقامر أمريكا على نجاحه قبل تحول القوات الأوكرانية والمساعدة لها الأجنبية إلى الأوضاع الدفاعية، هو إزهاق أكبر عدد من قادة وضباط الجبهة الروسية، وهو الهدف الأهم لإضعاف الجبهة الروسية، والهدف الثاني أو المتمم لذلك هو جعل المخازن وطرق الإمداد اللوجستية تحت الرصد والمراقبة والنيران الأوكرانية.
وقد ظهر هذا جلياً في جبهة جنوب باخموت وجبهة أواسط زابورجيا وأعني جبهة أوريخوف التي يتركز زخمها القتالي في قرية رابوتينو.
والعنصر التسليحي الجديد التي تعتمده أمريكا في هذا التكتيك الاستراتيجي، وهو الدرونات الميكرونية (الصغيرة) ذات التقينه العالية المزودة بأعقد الشرائح الإلكترونية وأصغرها، ذات الصبغة الاستخباراتية من ناحية عدسات التصوير ونظم التوجيه وتهديد الأهداف الليزرية إضافة للمستشعرات الحرارية، ونقل معلوماتها بطريقة فورية لاسلكية مشفرة رقمية.
وقد تسبب هذه التقنية الجديدة الخفية على وسائل الرصد الروسية على توصيل قذائف جملرس العالية الدقة التي تطلقها راجمات هيمارس الأمريكية التي أصبحت أكثر مقاومة للإجراءات المضادة الروسية، وأصبح اسقاطها مقتصر على الصواريخ المضادة الروسية فقط وهو ما زاد فرص نجاتها أكثر، ووصولها لأهدافها الاستراتيجية المتمثلة بمراكز القيادة والمخازن اللوجستية الروسية، ويساعدها اليوم قذائف فولكانو المدفعية الإيطالية التي تمتلك نفس المدى (80 كم) ولكن من عيار 155 ملم بدل 227 ملم، وتطلق من مدفع هاوتزر بدل الراجمة الصاروخية، لذلك نجد اليوم الروس يسارعون بنشر منظومات إلكترونية فائقة التأثير التشويشي، وتنشرون بطريقة سرية وفي أماكن خفية منظومات ليزر غير مرئي ومدافع مايكرويف عالية الطاقة ضمن برنامج التطور للطاقة الفيزيائية، قادرة على إتلاف البنية الإلكترونية الداخلية لهذه المقذوفات، وقاموا بالوقت الحالي ريثما تكتمل علمية النشر لهذه المنظومات الجديدة الفيزيائية الإشعاعية، بنقل مراكز القيادة والمخزونات اللوجستية للعمق خارج مدى هذه المقذوفات الغربية الذكية الشديدة الفعالية.
وبدء الروس بتعديلات على النموذج الرابع من درونات الكميكازية الذكية، من ناحية المدى ليصل مداها إلى 80 وحتى 90 كم وواحد من هذه الدرونات المعدلة المدى دمر طائرة ميغ 29 الرابضة في أحد القواعد الفردية الأوكرانية، والذي يبدأ عمله مع أول رصد نشاط لراجمة هيمارس بواسطة منظومة بنسلين بطريقة صوتية أو حرارية، أو مع أول عملية رصد كهروبصري للدرونات الرصد والاستطلاع الروسية.
وقد ساعدت هذه الدرونات المتطورة الميكرونية الغربية سر لتطور الميداني لصالح القوات الأوكرانية أيضاً، على زيادة الجهد الدفاعي وتصعيد الهجمات المرتدة من طرف النخبة القتالية الأوكرانية، وجعلت بالفعل خطوط إمداد لوجستية متقدمة روسية تحت السيطرة النارية الأوكرانية، في جنوب غرب رابوتينو، وفي جنوب باخموت، وهو ما جعل الروس يزيدون الاعتماد على الامدادات الحيوية بالطيران المروحي وطائرات النقل بطريقة الاسقاطات المظلية، بل واوكلت روسيا عملية تطوير التطويق للقوات الأوكرانية للقوات المظلية الروسية، بدل قوات الأسلحة المشتركة الهجومية، لأن هذه الأخيرة تحتاج إلى لوجستيات ضخمة وعرضة للتدمير الجماعي بأسطوانات سكيت الذكية ذات الحشوات المعدنية المنصهرة الاختراقية الانقضاضية بسرعة فرط صوتية، والتي تسببت من قبل بتدمير لواء مدرع كامل في منطقة الحلة، وهو من فرقة المدينة التي هي أقوى فرق الحرس الجمهوري العراقي العام، وكذلك لواءين من فرقة الفاروق في محيط بغداد، وهي من الألوية المدرعة التابعة للحرس الجمهوري الخاص العراقي، ومع غياب القوى الجوية فإنه يمكن تحملها في قذائف جملرس المضاعفة المدى، التي تطلق منها راجمة هيمارس الواحدة أربع قذائف صاروخية تحمل الواحدة من 8 إلى 10 حواضن أفكوسيكت، أي حتى 40 أسطوانة سكيت، كما حدث في عملية اجتياح مقاطعة خاركييف، والتي تبين فيما بعد أن أكثر المدرعات حينها نشرت بالغابات كقوات مؤازرة احتياطية، كانت قد جلبت من مقابل الدبابات والمدرعات الروسية خضعت لعملية تزيف وتدجيل رخيصة ولكن متقن، لتخدع الرصد والاستطلاع الغربية لأنها معدنية حقيقية وتستطيع التحرك، ولتخدع الذخائر الفائقة الذكاء الغربية التي لديها قدرة بالذكاء الصناعي على تمييز الأهداف الخداعية والأصلية، والمدمرة من السليمة، وكانت هذه الذخائر الفائقة الذكاء "بريلينت" Brilliant إما أساسية مثل القذائف جوالة مجنحة باحثة تسكعية أطلقتها راجمات مارس تو الألمانية، وقائف إكسكاليبور المدفعية الأمريكية التي تطلقها مدفعية هاوتزر ترابيل سفن، إضافة للذخائر الباحثة الفرعية وأعني أسطوانات "سكيت"، وأسطوانات بونس المتفرعة عن القذائف المدفعية الفرنسية التي يطلقها مدفع سيرز.
ولأن القوات المظلية هي قوات شبه خفية ودائمة الحركة وتغير الانتشار، وتعتمد على المضادات للدروع ذات أمدية تصل إلى 8 كم شديدة الفتك مثل صواريخ كورنيت الشديدة الدقة والفتك التي يصعب التشويش عليها، والتي النوع الذي تطلقه عربات العجلات المدرعة من نوع تايغر والأكثر تدريع من نوع تايفون حتى 12 كم وهو ترادفي أكثر فتك من الفردي، وتمتلك القوات المظلية أيضاً كمية مميزة وكبيرة ومتنوعة الأعيرة من مدافع المورتار (الهاون) المزودة بدانات ذكية مثل دانات غراند الليزرية التوجيه أيضاً. مثل صواريخ كورنيت العكسية التوجيه الليزري.
كما أن المظلين الروس بارعين بإدارة النيران المتنوعة والتحكم والإدارة لمصادرها!
فهم يتحكمون بالمدفعية بأنواعها الميدانية والصاروخية وبذخائرها الذكية، كما يتحكمون بالنفاثات التكتيكية والمروحيات الهجومية، والنفاثات الضاربة ذات القنابل الانزلاقية والتي أكثرها اليوم من فئة فاب المعدلة التي وصل مداها حتى 70 كم فيما يخص ذات الزعانف المجنحة وحتى مدى 120 كم بالقنابل المجنحة ذات التحليق الشراعي.
وتتحكم حتى بمفارز الدبابات المستقلة المعروفة بمجموعات الكتائب المدرعة التكتيكية وخاصة قذائفها المتعددة الأغراض البعيدة المرمى، والذكية بتوجيه بالليزر من القوات المظلية حتى مدى 10 كم، وأهم مميزات القوات المظلية أيضاً، قلة استهلاكهم اللوجستي الذاتي مقارنة مع باقي أنواع التشكيلات القتالية، وسهولة إمدادهم اللوجستي بالطريقة الحيوية الجوية.
ولا ننسى أن من أهم مقومات النصر الأوكراني في إقليم خاركييف من قبل، كان هو سرعة العزل للقوات الروسية والاستيلاء على أهم مركز للإمدادات اللوجستية، وهي مدينة كوبيانسك بسبب شبكة السكك الحديدية، والتي يركز اليوم الروس على استعادتها لتستعر عمليتها الهجومية في خاركييف، والتي توازيها بالأهمية اليوم في زابورجيا مدينة توكماك الحصينة، الهدف الاستراتيجي الأهم للقوات الأوكرانية الهجومية.
وقد تمكن المظليين الروس اليوم والمقدر عددهم بنحو 10 آلاف مظلي، من احداث مقابر للدبابات والمدرعات والآليات الأوكرانية، حتى أنها تمكنت من تحييد أحد الألوية المدرعة الأوكرانية وهو اللواء 47، من خلال الاستخدام المفرط ولكن المدروس للذخائر الذكية، والذي منها ما لدى القوات المظلية الروسية مثل صواريخ كورنيت الاختراقية الحرارية والأطول مدى الترادفيه، ودانات غراند ون المتقادمة الليزرية حتى مدى 9 كم، وغراند تو المتقدمة المتقدة الذكاء الذاتي التوجيه وفق مبدأ أطلق تصب، حتى مدى 12 إلى 16 كم، وقذائف كراسنبول المدفعية المنزلقة على الليزر حتى مدى 20 كم، وكذلك التي تطلقها الدبابات مثل صاروخ "أتاكا" الذي يبلغ دون توجيه مباعد متقدم 4 كم و"ريفليكس" الذي يبلغ مداه 6 كم، ولكن بالتوجيه المتقدم المباعد بليزر المجموعات المظلية يصلان حتى 10 كم!
أما من الجانب الجوي فيوجد صاروخ "فياخر ام" الذي يتراوح مداه بين 8 إلى 10 كم وتطلقه مروحيات التمساح الهجومية كاموف ونفاثة الخفاش الروسي سوخوي 25 التكتيكية التحت صوتية.
والآن وبعد فشل اللعبة الخبيثة المنقضية، التي دبرتها أمريكا لتدمير مقومات القوة البرية الروسية في وسط مقاطعة زابورجيا وخاصة القسم المحيط بقرية رابوتينو التي تحصن بها الأوكران، رغم أن الروس قاموا بتسويتها بالأرض! حيث كانت الخطة الأمريكية كما بينا سابقاً، هي إغراق الجبهة وتدمير أكثر من 2000 دبابة ومدرعة وآلية روسية متواجدة بالخطوط الأمامية مع آلاف من الجنود الروس داخل هذه الآليات وفي حوالها، بواسطة أكثر من 2400 أسطوانة باحثة من نوع سكيت الذكية، تنشرها أكثر من 600 حاضنة اسقاط أفكوسيكت باراشوتية، محملة داخل أحدث نموذج من قنابل سينسور الانزلاقية الذكية تحملها 30 نفاثة فلكرم ميغ 29 التي خضعت لتعديلات نوعية بإلكترونيات الطيران الأمريكية لتحمل أحدث الذخائر الأمريكية الذكية.
إلا أن تعاظم القوة الاستخباراتية الروسية العسكرية والفيدرالية التي أعتقد تركز في الاختراقات الإلكترونية السيبرانية، وقوة التهكير الروسية بالدرجة الأولى، أبطل هذا المخطط السري الأمريكي، كما ذكرنا بطريقة استباقية وقائية، ربما بسبب أن أمريكا جهزت هذه الطائرة بحواضن تشويش إلكتروني فائقة التطور مخصصة لأحدث طرازات نفاثات ف 16 الأمريكية.
ويبدو أن هذا المخطط المضاد الاستباقي الروسي، أثار غضب وحفيظة الإدارة الأمريكية فقامت بعميلة انتقامية بواسطة خمسة قاذفات معدلة أيضاً سوفيتية من نوع فينسر سوخوي 24 المعدة لإطلاق صواريخ كروز ستورم شادو والتي كان عددها عشرة صواريخ تمكنت منصات بانيتسير المهجنة البرية، ومنصات كاشتان البحرية المهجنة الروسية المضادة لكل ما يطير، التي كانت محملة على السفن المستهدفة الروسية، ولم يتوفر حظ إلا لثلاثة صواريخ ستورم شادو من استهداف سفينة وغواصة كانتا في أحد أحواض الصيانة البحرية في شبه جزيرة القرم، سببت اضرار متوسطة للسفينة التي استهدفها صاروخ واحد، وأضرار كبيرة للغواصة الطافية، لأن هذه الصواريخ كانت معدلة برؤوس اختراق فعالة أمريكية.
إلا أن ردة الفعل الروسية ضد هذه العملية لم تكن في أوكرانيا، إنما بالولايات المتحدة الأمريكية!
ضد أحدث مقاتلة نفاثة في الترسانة الجوية الأمريكية، واعني لايتننغ (البرق) تو ف 35 بي، التابعة لقوات المارينز ذات الإقلاع والهبوط العامودي، الباهظة السعر (80-110 مليون دولار) والتي وفق معلومات المتواضعة لم تصدر إلا لبريطانية، وربما لأستراليا، وهي فخر الصناعة الأمريكية، حيث أخطر طيارها أثناء التحليق بوجود خلل فني مفاجئ بالطائرة أفقده السيطرة عليها، والتي قذفته بكرسي النجاة! وفعلت الطيار الألي بطريقة تلقائية واعادت برمجة مسارها الملاحي بطريقة ذاتية! وعطلت مرسلات الليزر المشفرة الغير مرئي التي استبدلها الأمريكان بدل عدسات تكبير انعكاس الموجات الرادارية المعروفة بعدسات "لونبورغ" التي تسببت في الكشف الروسي سابقاً لها على الحدود الأوكرانية البولندية داخل الأراضي الأوكرانية، في بداية الحرب الأوكرانية، وكانت تؤدي أعمال استطلاع حدودية وتصنتات إلكترونية وأعمال تجسسيه، لتظهر لها مقاتلة سوخوي 30 روسية،وترافقها حتى الحدود البولندية، والتي الغاية من وجودها وأعني العدسات التمكن من تتبعها من قبل قواعدها الأرضية.
وهذا ما أخفى الطائرة بالكامل عن كافة وسائل الكشف والتتبع الأمريكية ولأنها كانت غالباً أيضاً في حالة صمت إلكتروني تام، فما كان من الأمريكيان إلا تتبع مسار رحلتها الجوية الذي برمجت عليه، فلم يجدوا شيئاً!
فأوقفوا كافة نشاطاتهم الجوي وخاصة نشاط طائرة ف 35 الشبحية بكل أنواعها، وادعت أمريكا وفق صحفها أنه تم العثور عليها بعد يومين أو على حطامها دون أي صور توثيقة فوتوغرافية!
إلا أن الانتقام الأمريكي لم يطل حيث تعرضت نفاثة بطة الجحيم الروسية "سوخوي 34 ام" لحالة مماثلة اختلاليه مفاجئة أدت لقفز الطيار والملاح منها بطريقة إرادية، وسقطت الطائرة على الفور!
وهذا يعني أن السيبرانية الإلكترونية الأمريكية الفضائية، أصبحت أقل تطور بكثير من السيطرة الإلكترونية الروسية، وغالباً طائرة الشبح الأمريكية الأحدث بالترسانة الأمريكية، هبطت بالقاعدة الصينية في كوبا لما لها من قدرة هبوط عامودية كطائرات الهليكوبتر (الحوامة) العامودية.
وتابعت أمريكا بعمليتها الانتقامية الجوية الليلية ضد الأهداف البحرية والبرية الهامة في شبه جزيرة القرم، هذه المرة بكافة قاذفات فينسر "سوخوي 24 ام" المعدلة هاجمت من الجهة الشمالية الغربية بتسعة قاذفات أطلقت 18 صاروخ ستورم شادو، وهاجمت القاذفة العاشرة من الجهة الغربية بصاروخين من المعادل الفرنسي، سكالب ذي الرأس الحربي الأقوى والتسلل الأفضل والمدى الأطول، ويبدو أنها كانت تستهدف هدف ثمين لأنه كان مرافق لها نفاثة معدلة من نوع ميغ 29 كانت تحمل ثلاثة صواريخ تضليلية من نوع "مالد" الأمريكية للتغطية على صواريخ سكالب الفرنسية، إلا أن المضادات الروسية تمكنت هذه المرة من اسقاط جميع الصواريخ المزيفة والحقيقية، بما في ذلك صواريخ سكالب الفرنسية التي رصدتها كاميرات أو مناظير أبراج بانيستر وكاشتان الابترونية التكثيفية الضوئية أو الالكتروبصرية الحرارية.
إلا أن الأمريكان تابعوا العملية الجوية بعد ضربات متتابعة نفذها الأوكران ضد أهداف في شبه جزيرة القرم استخدموا بها الدرونات الكميكازية وصواريخ نبتون البحريةـ ولونا المعدلة الجوية، إلا أنها أخفقت جميها أمام المضادات الصاروخية والمنظومات المضادة الإلكترونية الروسية، وهنا بدأت أو لنقل قامت خمسة قاذفات سوخوي 24 بإطلاق سبعة صواريخ ستورم شادو وصاروخ سكالب وربما توروس الألماني لأن ألمانيا بعد هذه الضربة قررت تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، وتراجعت بعد ذك ربما بسبب ضغوط داخلية وأوربية، وكانت هذه الضربة من الناحية الشمالية لشبه جزيرة القرم، ومن ناحية الغربية، قامت سوخوي 24 بإطلاق خمسة صواريخ "مالد" التضليلية وثلاثة صواريخ من ميغ 29 لإشغال وتضليل الدفاعات الروسية، إلا أن الروس تنبهوا لموجات الصواريخ الحقيقية والتضليلية، وتعاملوا معها باستثناء الصاروخ المختلف الذي تخطى واستهدف مركز القيادة البحرية الروسية التاريخي في القرم، والذي أكده موقع ريبار العسكري الروسي، ولكن دون خسائر بشرية، وهي رسالة شديدة اللهجة، وكان غاية الأمريكان منها تسريع دفع الروس للمفاوضات مع تقديم بعض التنازلات المرضية للولايات المتحدة الأمريكية، أو الموافقة الروسية على الهدنة القتالية، ويبدو أن هذا النوع من الهجمات سوف يستمر أثناء فترة تحول الجيش الأوكراني إلى الأوضاع الدفاعية، إلا أن الروس مقابل نجاح الضربة الأمريكية في القرم تمكنوا من اسقاط قاذفة سوخوي 24 بصاروخ بعيد المدى فرط صوتي مضاد للجو من نوع 49N6 المتطور الجديد، من منظومة تريومف اس 400 الأوسع مدى حتى اكثر من 400 كم بطريقة إدباريه ، والقادر على التعامل مع الأهداف الإيروديناميكية، لينخفض عددها إلى تسعة قاذفات، وهو كل ما تبقى من هذه القاذفة في الترسانة الأوكرانية والغربية، ومع تكرار هذا النمط من الضربات، أصبح الروس يقومون بضرب قواعدها الجوية فوصل عدد القواعد السرية الجوية الأوكرانية المستهدفة من قبل الروس، ثلاثة قواعد جوية وتأكد للمراسلين الروس بالتوثيق الفوتوغرافي تدمير طائرتين من نوع ميغ 29 معدلة وخمسة قاذفات من نوع السياج سوخوي 24 ام المعدلة إلى الموصفات الغربية، ليتبقى منها أربعة قاذفات فقط.
أما اللعبة الأخيرة التي تلعبها اليوم الإدارة الأمريكية قبل نهاية الهجمات الأوكرانية التي قرر نهايتها رئاسة الأركان الأمريكية، في أواسط شهر أكتوبر القادم، وهي دراسة تخفيف تدفقات السلاح للقوات المسلحة الأوكرانية، فهل هي لعبة لخداع الروس أو محفز غير مباشر لحث الأوكران على تنشيط الجبهة في المرحلة الحالية، ليسهل إقناع الكونغرس بمعاودة الاستمرار بالتمويل أو زيادته للجبهات الأوكرانية؟!
وبالفعل هذا التلويح بهذا القرار السلبي، جعل الأوكران يتصرفون بجنون ضد الجبهات الروسية، فقاموا بزج ولأول مرة مجموعة من الدبابات مكونة من خمسة دبابات غالباً من نوع "ت-72 ام" السوفيتية المطورة للمستوى الرابع من هذا الجيل، مع تعديلات خاصة غربية، والمرتبطة وتحت قيادة دبابة ليوبارد تو الأحدث 2A6 بالترسانة الألمانية ونظيرتها السويدية الأحدث منها من ناحية الحماية وإدارة النيران، ولكن هذه المرة كانت بأطقم غربية ارتزاقية ألمانية وسويدية! لتؤدي أفضل أداء وتستثمر أفضل استثمار قتالي، وليلتحق بها وفق الأداء المختلف والمميز الجديد، التحكم بالعشرات من الدبابات السوفيتية المعدلة، التي تقودها الدبابات الغربية بالأطقم الأجنبية، والمدرعات المجنزرة الأمريكية برادلي الجيل الثالث، وجميعها كانت معززة بالدروع الثنائية الرد التفجيري التفاعلية، التي دمرت بمساعدة مدافع هاوتزر المتحركة ودانات الهاون جميع النقاط الدفاعية الثابتة والمحصنة بالمواجهة الأمامية الروسية، وتمكنت القوات الأوكرانية من اختراق الخط الدفعي الأول الأمامي، وولجت إلى الثاني واخترقته تجاه قرية فيربوف الحصينة، ولم يبقى أمامها إلا الخط الثالث من خط الدفاع الأول الأساسي!
والغاية الأوكرانية غير الولوج لقرية فيربوفا، كما أسلفنا في بداية هذا المقال، هو جعل طريق مهم يمد شرق الجبهة الروسية، باللوجستيات تحت سيطرة النيران الأوكرانية، لتسهيل تقدم القوات الأوكرانية غرب رابوتينو نحو قرية نوفوبركويفكا، لإحكام السيطرة على هذا الطريق اللوجستي الهام، من خلال تشكيل دلتا هجومية شرقية وغربية، وقد عول الأوكران على موقع حصين في أقصى جنوب غرب رابوتينو بنته وأسسته القوات الروسية، ساعد القوات المهاجمة جنوب غرب رابوتينو على احداث خرق مؤقت تجاه قرية نوفوبركويفكا، فضربة الروس واعني التحصين الداعم، بقنبلتين جويتين من نوع RBK-500 ذات القاء حر عنقوديات اللتان نشرتا 20 مقذوف فرعي زنة المقذوف 10 كغ، من نوع بيتاب ام Betab-M الاختراقية بدفع صاروخي بعد التهدئة بالباراشوت لتركيز التسديد ولكن بشكل أعمى عشوائي، فلم تعطي النتيجة المرجوة فعاودت الضربة بقنبلة RBK-500U الانزلاقية المباغتة، التي تحمل النموذج الذكي الأحدث من مقذوفات بيتاب التي تتبع المجاميع البشرية بطريقة الرصد الحراري، وتطلق قذيفتها الجوفية بطريق دفع انفجارية فرط صوتية، لتنفذ عملية أقوى اختراقية تفجيرية بحشوة خليط تراكمية ضاغطة حرارية.
وعلى محور جنوب باخموت زجت أمريكا بثلاثة ألوية قتالية أوكرانية مدرعة وميكانيكية ومشاة ارتجالية، استقبلها من الطرف الروسي لواء المشاة الراجلة أو مشاة البنادق الآلية 36 الذي كمن لها في الحزم الشجرية، كونه لا يوجد في هذا المحور القتالي خطوط دفاعية منتظمة قويه كما في باقي الجبهات الروسية،، إلا أنه ووفق ما ذكر الأوكران فقد أغرقوا أماكن انتشار وتواجد الروس بقذائف المدفعية العنقودية الأمريكية التي يفوق تأثير القذيفة الواحدة منها عشرة قذائف مماثلة اعتيادية، إضافة للاستخدام المكثف لقذائف المدفعية هاوتزر ومورتارز والأنبوبية الراجمة الصاروخية السوفيتية، بغزارة مساحية أيضاً، مما أوقع بصفوف الروس خسائر كارثية، وفق المصادر الأوكرانية والغربية، بعد أن عززوا وأعني الروس المجابهة بلواءين مشاة بنادق آلية إضافيين هما اللواء 37 و39، وتمكنت بعدها القوات الأوكرانية على جعل خط إمداد هام لجبهة باخموت تحت السيطرة النارية بعد الاستيلاء على قرية أندريفكا، والغاية من كل ذلك منع أو إضعاف القدرة الروسية على تنفيذ العمليات الهجومية في حالة تحول الأوكران إلى الوضع الدفاعي بالطريقة الأمريكية.
وحتى يتوقف هذا النزيف الكبير بالقوات الروسية، إن صدق الإعلام الأوكراني والغربي بهذا الخبر، قام الروس بالرد بالنيران الكثيفة للمدافع السوفيتية الميدانية والصاروخية، وقذائف هاوتزر العنقودية الروسية، والعنقودية الجوية ضد الأفراد الأوكران الانشطارية التراكمية والحارقة الحرارية، ومن راجمات توس الفراغية وراجمات العواصف الروسية، مما أفشل الهجمات الأوكرانية، وانسحبت القوات الراجلة الروسية إلى أماكن أكثر أمناً وموثوقية من الناحية الدفاعية.
وبالمقابل سرعت روسيا في مقاطعة لوهانسك تقدمها نحو كوبيانسك كونها مركز إمداد لوجستي هام يدعم ويسرع تقدم القوات الروسية المهاجمة نحو قطاع مدينة كرامينا وقطاع مدينة كراسني ليمان التي تحشد روسيا نحوها فقط 110 آلاف محارب، وفق معهد دراسات الحرب الأمريكي، الذي توقع أن يبدأ هذا الهجوم الكبير نحو كراسني ليمان في نهاية شهر ديسمبر (أيلول) الحالي بعد تمكن اللواءين الميكانيكيين 36 و164 الروسيان من تخطي نهر زربتس وتأمينه بعد نصب الجسور العائمة من خلال السيطرة على المرتفعات المشرفة على مدينة كراسني ليمان بمساعدة وحدات من قوات سبتسناز المجوقلة الخاصة وتشكيلات من القوات المجوقلة الاقتحامية.
وبرأي لم يكن النجاح الأوكراني في جبهة جنوب باخموت ووسط زابورجيا يعتمد على التكتيكات الجديدة الأوكرانية، بل على مقومات هذا النجاح الأمريكية، المتمثلة بوجود حزمة جديدة وكبيرة جداً من أنواع الدرونات الأمريكية، الفردية الاستطلاعية التوجيهية الميكرونية (الصغيرة) التي يصعب رؤيتها أو رصدها على الارتفاعات الكبيرة، إلا أنها أكبر بالحجم من درونات الدبابير السوداء "بلاك هورنيت" الفائقة الصغر، وعلى ما يبدو مجهزة بكمرات عالية الدقة ليفية ضوئية ومزودة أيضاً بمضيئات توجيه ليزرية، ودل على ذلك وجود مجموعات درونات على مستوى كتيبة وربما أكبر بلغ عددها من 5 إلى 7 مجموعات، إضافة إلى وجود عدد كبير لدرونات "سويتش بليد "300 التسكعية الكميكازية ودرونات بيرقدار الضاربة التركية ونظيرتها الألمانية المسيرة بالأقمار الصناعية، أي المعركة كانت معركة درونات بالدرجة الأولى لذلك بدء الروس يدخلون أنواع جديدة من الدرونات المتطورة ويزودوا استخدامها مع عدد الدرونات الأساسية، والتي الجديد منها درون "باست 80" التي تطلق بطريقة درون سويتش بليد 300 أي بشكل يشبه مدفع الهاون، وزنها أقل من 2 كغ وتحمل راس حربي يزن 500 كغ ويمكن أن يصل بنماذج أخرى إلى 2 كغ، ومدى هذا الدرون الكميكازي التسكعي الفائق الذكاء الذي يتفجر بطريقة تقاربية مسددة بطريقة أمامية مخروطية 30 كم، والنوع الثاني نموذج اقتصادي مقتبس من درون لانسيت يطلق بشكل يدوي كالرمح حتى مدى 40 كم، كما تم مضاعفة أمدية دونات لانسيت إلى الضعف حتى أنها ضربت نفاثة ميغ 29 أوكرانية في قاعدة كنت فيها فردية، وقامت روسيا أيضاً بزيادة نشاط وعدد درونات أوريون الضاربة المقادة بواسطة الأقمار الصناعية الروسية غلوناس.
وكانت الرسالة الأمريكية لروسية أنها قادرة على إرباك الروس وزيادة خسائرهم بأسلحة غير مأهولة وتكاد تكون غير مرئية.
والآن نعود لصلب الموضوع حول المقامرات الأمريكية بالنصر على الإرادة الروسية في الحرب الأوكرانية، وهل سوف يكون دور لنفاثات ف 16 الأمريكية؟ بهذه المقامرات بعد فشل نفاثات ميغ 29 السوفيتية المعدلة للمستويات الغربية.
من أهم المقومات التسليحية الحيوية التي تقامر عليها أمريكا لنجاح هجوم الربيع القادم الأوكراني المضاد بالقيادة الأمريكية، هو مقاتلة ف 16 النفاثة المتعددة المهام، التي سوف تكون بالظاهر من فئة بلوك 40 وحتى بلوك 50 ولكن بالحقيقة سوف تكون من مستوى بلوك 70 فيابر من الناحية التجهيزية التقنية الداخلية، والتجهيز الخارجي من ناحية تقليل البصمة الرادارية حتى نسبة 80% بحيث يتمكن رادار ملكة المقاتلات الروسية سوخوي 35 سوبر فلانكر كشفها من مسافة 200 كم وهو يتجاوز مدى كشفه 400 كم وحتى 500 لطائرات مثل سوخوي 27 الروسية وف 15 الأمريكية المتقادمة وتورنادو البريطانية، أي أقل من نصف المسافة بالتحليق الطبيعي المتوسط الارتفاع، لذلك قد ينخفض حتى 120 كم في حالة الطيران المنخفض الصامت أي أقل من ثلث المسافة، وهو ما يجعلها بمأمن تام في حالة استخدام الذخائر الجوية المباعدة، هذا إذا ما أهملنا وجود حواضن الحرب الإلكترونية التشويشية التي من المفترض أن تكون ناجعة ضد وسائل الكشف والرصد الرادارية الروسية، كما أن هذه الإجراءات السابقة تجعل مسافة الأمان أمام رادار منظومة اس 400 المتطورة، بالتحليق المتوسط 175 كم وحتى 100 كم في حالة الطيران المنخفض الصامت، والذي يجعل هذا الأمر ناجح تماماً هو تقيد رادارات روسيا الأرضية والجوية ضمن أماكن السيطرة الروسية، بسبب غابة الدفاعات الجوية الأوكرانية، أما نجاتها من براثن الروس عند عودتها أنها سوف تهبط بقواعد حدودية مع وجود أنفاق سرية تدخلها بالأراضي البولندية!
وفي حالة تعرض هذه القواعد لضربات صواريخ مباعدة مجنحة (كروز) وفرط صوتية، والطائرات على المدارج تحضر لعميات جديدة هجومية فإنها سوف تقلع وتهبط في قواعد جوية بولندية.
وما أعتقده بتقديري الشخصي أن أمريكا سوف تكتفي فقط بستين مقاتلة ف 16 من أوربا الشرقية، لأنها لن تكون طائرتها الرئيسية!
إنما طائرة ف 35 ايه لايتننغ تو التي سوف تأتي من قواعد الدول الأوربية الحدودية، وربما أيضاً مقاتلة ف 22 سي سوبر رابتور الأكثر خفاء لدرجة الضعف، وهي مقاتلات متسللة شبحية يصعب رصدها من قبل أفضل رادارات الرصد الروسية، فرادار سوخوي 35 من فئة ايسا يرصد مقاتلة لايتننغ تو من مسافة 58 كم فقط (سوبر رابتور 36 كم) في حالة تحليقها المتوسط، ورادار اس 400 من فئة بيغ بيرد يرصدها من مسافة 34 كم (سوبر رابتور 21 كم) الذي يبلغ مدى كشفه 600 كم، ومقاتلة ف 35 المتعددة المهام الشبحية تصل بهذه المسافة لتحقق أهدافها الهجومية، لذلك سوف تقنع عملياتها بعمليات ف 16 الشبه خفية.
كما أنها أكثر أمان من ف 16 من ناحية السيطرة وعمليات الاعتراض الجوية فأحدث صواريخ أمرام الخاصة بطائرة ف 16 مداها 120 كم، بينما لايتننغ تو مداه 160 كم، هذا إذا تناسينا عامل تأخر كشفها من طرف الرادارات الكشف الجوية.
كما أنها قادرة على حمل نفس الذخائر الذكية التي تحملها الفالكون ف 16 الأمريكية المتوسطة المدى مثل قنابل الهجوم المباشر المشتركة "جدام" الموسعة المدى JDAM-ER حتى أكثر من 70 كم وقنابل القطر الصغير SDB التي يصل مداها حتى 110 كم، والبعيدة مثل السلاح البعيد المدى المشترك "جسوو" JSOW الذي يصل مداه بوجود محرك نبضي حتى أكثر من 300 كم إضافة إلى الصاروخ البعيد المدى جو أرض المشترك "جاسم" JASSM الذي يصل مداه تى 400 كم.
وكل ذلك سوف ينسب لمقاتلة ف 16، فمقومات المقامرة بالنجاح يكون بالتطوير السري لأحدث إصدارات ف 16 ودعم وتقنيع ذلك بأحدث طائرات مقاتلات أمريكا الخفية من الجيل الخامس، وفي حالة سقوط ف 16 فهي طائرة متقادمة من الناحية التقنية، فلن يضر ذلك بسوق الطائرات المتقدمة من الناحية التقنية.
إلا أن الروس كانت رسالتهم واضحة بقدرتهم على السيطرة على أحدث نماذج لايتننغ تو الشبحية!
السلاح الثاني الذي تقامر عليه أمريكا لكسب الحرب ضد روسيا أو على الأقل الوصول إلى تسوية تبقي على مكانة أمريكا وهيبتها وهيمنتها القطبية، هو راجمات هيمارس الأصعب على روسيا بكشفها وملاحقتها ومعرفة أماكنها السرية، إضافة إلى حزمة أسلحتها الذكية بدءاً بصواريخ جملرس الفائقة الدقة حتى أنها تسمى ببندقية القناص لشدة دقتها في بداية الحرب أو لنقل أول دخولها هذه الحرب، والتي فيما بعد قلل من دقتها في كثير من المواضع منظومات الحرب الإلكترونية، ومجموعة من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية، إضافة إلى صواريخ جملرس المطولة المدى ER التي يبلغ مداها 160 كم أي ضعف مدى جملرس الأساسية، التي تحمل رؤوس عنقودية تحمل إما 655 قنيبلة كروية أو ثمانية حواضن أفكوسيكت الناشرة 24 أسطوانة سكيت الباحثة الذكية، وظهر بعدها قذائف مرتبطة بقنابل القطر الصغير التي أوصلت مداها حتى 150 كم، واليوم تريد أمريكا أن تزودها بصواريخ أتاكمس التكتيكية برؤوس عنقودية عمياء وذكية، ويمكن تزويدها بصواريخ حاسم المتسللة الخفية تنطلق من أنابيب رباعية لمئات الكيلومترات لأمدية تفوق أمدية صواريخ أتاكمس التكتيكية، أي أنها تغني عن استخدام الطائرات الأمريكية من الناحية الهجومية، إلا أنها لا توفر أي سيادة جوية.
أما المقامرة التي تلي ذلك هي دبابة القتال الرئيسية أبرامز ولكن بعد تسليحها بأفضل جيل من قذائف ستاف الذاتية التوجيه بالأقمار الصناعي الذي كان في نماذج حرب عام 2003 في العراق وكان مداها 4 كم ليتحول لتوجيه ثلاثي أي بإضافة وحدة المقياس الذاتي البرمجة المتغيرة بموجات البرمجة بالأقمار الصناعية، والموجات الرادارية الميلمترية لتصبح قادرة على اصطياد الأهداف المتحركة براس ترادفي بدل الرؤوس الحرارية وحتى مدى 6 كم بطريقة الهجوم العلوي Top Attack مثل جافلين Javelin المقذوف الفردي، وهو بذلك يمثل منافس خطير لصواريخ الدبابات الروسية الذكية.
أما السلاح الثاني فهو قذيفة اليورانيوم المنضب سابو الجيل الثالث المعروفة بالطلقة الفضية، والتي يزيد مداها كيلومتر إضافي بعد أن كان مداها 2 كم بالحرب العراقية، ولتصل سرعتها حتى 1800 م/ث بعد أن كانت نهاية سرعتها 1500 م/ث وبحرارة اختراق تتجاوز 5000 درجة مئوية وبكتلة أكبر لتتجاوز الدروع السلبية الخارجية وحتى التفاعلية الردية ثم تتجاوز الدروع الرئيسية لدبابات القتال الرئيسية.
والأهم من نقاط التفوق تلك كلها في هذه الدبابة تدريعها القوي الذي فيه خليط خاص متجانس من اليورانيوم والفولاذ الصامد يفوق قوة الفولاذ المكثف الذي تدرع به دبابات ت 72 بأكثر من ضعفين وبطريقة طبقية، ويمكن دعم جوانب الدبابة والبرج بصناديق درعية تفاعلية ووضع في مقدمتي البرج جنبي المدفع الرئيسي درعي صدمة إلكترونية عالية الطاقة الإلكترومغناطيسية تؤدي لتعطيل إلكترونيات المقذوف الذكي أو تفجير حشوته الكيميائية بطريقة فيزيائية،، ويمكن تزويد أطراف مقدمة البرج القتالي بنظام تروفي للحماية النشطة القاذفة لدروع موقوتة صديه بالضغط التفجيري، حيث تغطي كل زاوية 180 درجة، وينطبق الأمر على مجنزرات برادلي المدرعة الناقلة للجند المرافقة لدبابات أبرامز بالدروع التفاعلية والدروع الإلكترونية ولكن من ناحية الحماية النشطة فتعتمد على مقذوفات فاست المتفجرة بطريقة تقاربية.
أما مميزات أبرامز الفنية القتالية، فهي سرعة إقلاعها وتسارعها لأنها مزودة بمحرك نفاث يعمل الحديث منه بكيروسين الطائرات! ونظام تسديد ألية على أهم الأهداف المرصودة وأخطرها أو أقربها مع الإطباق الآلي على الهدف المسدد عليه بالقذائف المباشرة الصماء الحركية والحرارية والترادفية التي يتم اختيارها وفق الهدف أيضاً بطريقة آلية، هذا عدا عن وسائل النجاة الناجحة.
وآخر ما تقامر عليه أمريكا من مقومات النجاح التسليحي هو أحدث أنواع مدفعية هاوتزر بلادين المجنزرة المدرعة الذاتية الحركة، التي تطلق القذائف الهاوتزر المتعددة الأغراض حتى مدى 40 كم والعنقودية حتى مدى 30 كم وكذلك الذكية الليزرية أما الذكية الذاتية التوجيه فيصل مداها حتى مدى 70 كم.
وما تقدم هي مقومات النجاح التي تقامر عليها أمريكيا، ولكن تتضح هذه المقومات من الناحية التطبيقية في حالة الدفاع والهجوم أمام خطوط الدفاع القوية، وجحافل القوات المدرعة الروسية الهجومية؟
وننتقل الآن إلى مقومات العمليات التكتيكية العسكرية الدفاعية والهجومية.
بتقديري سوف تستخدم أمريكا أسلوب روسيا الحقيقي بالدفاع أي الدفاع النشط الذي يعتمد على الخط الرمادي أو المحرم في الأمام ثم خط الألغام الذكية المتجددة وفق المواقف الميدانية، وخط الكمائن الدفاعية النشطة الخفية الذي يتخفى به النخبة الراجلة الأوكرانية والتي قد تسلح بأفضل الأسلحة الفردية الغربية، والذي يعتمد بالتحصن والتخفي، على الخنادق السطحية العالية التمويه، وفي والأحراش والأماكن الحضرية.
وأما الخط الثاني فهو الخط الداعم وهو خط المدرعات الثقيلة المجنزرة، والخط الثالث هو خط المدرعات والمصفحات ذات العجلات، وهو مخصص لدعم وتوفير حماية إضافية لدبابات ومجنزرات الخط الثاني أو لمشاركة المدرعات في حالة تنفيذ الهجمات الارتدادية، أما الخط الرابع فهو حط الدعم الناري النشط المباعد الخاص بسلاح المدفعية الميدانية وربما الصاروخية.
وآخر خط هو الخط باللوجستيات ومراكز القيادة والسيطرة المركزية أما القيادة الميدانية فتكون بالخط السابق لهذا الخط أي خط النيران المدفعية ضمن عربات علية الحماية والتجهيز تندفع بطريقة مناورة نحو الخط الثلث والثاني دون أن تدخل ضمن دائرة المواجهة القتالية، هذا في حال الدفاع.
أما في حالة الهجوم فيكون الخط الثاني المدافع، خط المدرعات هو الأول المهاجم، والخط الثاني هو الخط الثالث الدفاعي المكون من أليات العجلات المدرعة مثل وسترايكر وميراب والمصفحة مثل عربة هامفي، أما الخط الثالث فهو الخط الأول الدفاعي أي خط المشاة الراجلة ولكن ضمن شاحنات ناقلة للجند، أما المشاة الميكانيكية فتكون موزعة على المدرعات المجنزرة وذات العجلات.
ومن ثم يأتي خط المدفعية المتحركة ومراكز القيادة المتحركة وآليات الحمولات اللوجستية، وكل هذه التشكيلات تكون تحت غطاء جوي منتظم عابر ومواكب لذلك لا استبعد حوامات أباتشي الهجومية التكتيكية والنفاثات التكتيكية التحت صوتية من نوع إيه 10 ثاندربولت وسوخوي 25 السوفيتية، بالإضافة لدفاع جوي مواكب ميداني منتشر ضمن جميع الخطوط الهجومية.
وكما أسلفنا السلاح الحيوي والفعال في حالة تغيب القوى الجوية هي راجمة هيمارس على أن تكون موجودة لدا الأوكران بالمئات!
التعديل الأخير: