لماذا قفز البرهان واعلن الانقلاب علي القاهرة ؟
عقب استقبال البرهان لرئيس الوزراء الاثيوبي امس أعلن ان السودان
متفق مع إثيوبيا حول كافة قضايا سد النهضة وتجاهل اي إشارة لمصر
تصريح يحمل كل معاني المكايدة السياسية للنظام المصري
فلماذا انقلب البرهان علي السيسي ؟
هذا الانقلاب هو رد المجلس السيادي السوداني علي المبادرة المصرية التي قدمها مدير المخابرات المصرية
تحت عنوان آفاق التحول الديمقراطي في السودان ..
وربما سر الغضب برهان السودان من السيسي
هو التقارب الواضح بين القاهرة وقبائل شرق السودان
حتي ان الأخيرة لوحت بالانفصال الايام الماضية عن السودان والانضمام لمصر
وشرق السودان هو الرائة الاقتصادية للسودان ومنفذها البحري وهذا الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمنطقة شرق السودان باعتبارها تقع على البحر الأحمر وهي مفتاح أمن الطاقة و وردات السلع الاستراتجية والفوضي المنتشرة في هذا الاقليم علي مدار العامين الماضيين وأغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين الموانئ السودانية على ساحل البحر الأحمر وبقية مدن البلاد الأخرى
جعل حكومة الخرطوم تدفع ثمن سياسي واقتصادي مرتفع التكلفة واضعفها كثيرا
وبمرور الوقت ظهر تقارب قبائل شرق السودان مع القاهرة فظنت القيادة السودانية ان مصر تتلاعب بها
ولكن هل ملف شرق السودان هو السبب الأوحد لانقلاب البرهان علي السيسي ومكايدة القاهرة بورقة ابي احمد ؟
بالقطع لا
فمجلس السيادي السوداني لاحظ في الفترة الأخيرة زراعة و نمو أوراق سودانية سياسية تحت مسمي الكتلة الديمقراطية وقوي سياسية وحزبية اخري
تعمل لحساب الأجندة المصرية دون تنسيق مع الخرطوم .
وهذه الأوراق بمثابة اذرع مصرية منتشرة في كافة الجغرافيا السودانية وتحظي بدعم شعبي خاصة بعدة عودة
الزعيم محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني للخرطوم علي متن طائرة مصرية خاصة .
هذه التطورات ازعجت البرهان وجعلتها يعجل بتوقيع اتفاق إطاري مع جبهة الحرية والتغيير والتي سبق وأن انقلب عليها وخلع رئيس حكومتها حمدوك .
وبمقتضي هذا الاتفاق الاطاري سيتنازل عسكر السودان عن الكثير من نفوذهم في المجال السياسي والاقتصادي..
هذا الاتفاق الاطاري تؤكد الشواهد انه يحظي بدعم إماراتي سعودي تركي..
ويبدو ان الدول الثلاثة تري فيه فرصة لبسط نفوذهم علي السودان علي حساب المصالح المصرية ..
فلقاء البرهان مع رئيس الوزراء الاثيوبي
البصمات التركية والاماراتية والسعودية تبدو واضحة عليه جدا فهو عقب زيارة مدير المخابرات التركية للخرطوم
مباشرة وتري انقرة ان الوجود المصري في السودان سيكون علي حساب مشروعها الاستراتيجي في البحر الاحمر ومقره
جزيرة سواكن السودانية ..
وفي الوقت نفسه تري الرياض ان اي دور للقاهرة في السودان ومنطقة البحر الاحمر يكون هدفه تهميش المملكة خاصة بعد تراجع القاهرة بدعم أمريكي عن تسليمها جزيرتي تيران وصنافير وفي الوقت نفسه أسندت للقاهرة قيادة قوة المهام المشتركة 153 في البحر الأحمر
اما أبوظبي فهي في حالة صراع مستمرة حول موانئ وموارد البحر الأحمر لضمان استمرار موقعها الجغرافي كممر تجاري عالمي ويبدو انها انزعجت بشدة من زيارة الرئيس المصري للهند خاصة ان في هذه الزيارة جانب هام وهو جذب الهند للاستثمار في المواني المصرية وإنشاء محطات دعم لوجسني هندية تخدم أكثر من 200 مليار دولار هي حجم تجارة الهند التي تمر عبر المياه المصرية مع إمكانية توطين بعد الصناعات الهندية
وتري الدول الثلاثة ان رغم أزمة مصر الاقتصادية واحتياجها للدعم المالي الا ان الجيش المصري لا يهتم ولا ينوي تقدم التنازلات التي يحلمون بها في ليبيا والسودان و منطقة البحر الأحمر والمتوسط حتي لا يتعرض الأمن القومي المصري لمزيد من الأخطار الجيوسياسية. فالأمر هنا لا يتعلق بقرار الرئيس السيسي وحده .
لذلك كان من السهل جدا ان تصدر انقرة والرياض وابوظبي تعليمات لدميتهم رئيس الوزراء الاثيوبي آبي حمد بالذهاب الي الخرطوم ومقابلة الغاضب من القاهرة الجنرال عبدالفتاح البرهان واعلان الاخير الانقلاب علي السيسي عبر تصريحه بالتوافق التام مع إثيوبيا علي كل ما يتعلق بسد النهضة وتجاهل ابي احمد عواقب حربه الحدودية مع السودان والصراع علي اقليم الفشقة واعلن ان علي القوي السياسية السودانية تجاهل اي مبادرة يكون مصدرها غير سوداني في تحريض واضح علي المبادرة المصرية .
فهو يدرك جيدا ان الاتفاق الاطاري يحقق مصالح إثيوبيا عبر تقليص دور الجيش السوداني فالاطار الدستوري للاتفاق الاطاري رغم أنه خرج من نقابة المحامين الا انه يمثل أجندة إثيوبية اماراتية تركية وحتي جنوب افريقا لم تكن غائبة عنه وهو ما جعل فصائل سودانية ثورية عديدة ترفضه
مما يؤكد ان المشهد السوداني الفترة القادمة لن يختلف كثيرا عن حالة المشهد الليبي .
عقب استقبال البرهان لرئيس الوزراء الاثيوبي امس أعلن ان السودان
متفق مع إثيوبيا حول كافة قضايا سد النهضة وتجاهل اي إشارة لمصر
تصريح يحمل كل معاني المكايدة السياسية للنظام المصري
فلماذا انقلب البرهان علي السيسي ؟
هذا الانقلاب هو رد المجلس السيادي السوداني علي المبادرة المصرية التي قدمها مدير المخابرات المصرية
تحت عنوان آفاق التحول الديمقراطي في السودان ..
وربما سر الغضب برهان السودان من السيسي
هو التقارب الواضح بين القاهرة وقبائل شرق السودان
حتي ان الأخيرة لوحت بالانفصال الايام الماضية عن السودان والانضمام لمصر
وشرق السودان هو الرائة الاقتصادية للسودان ومنفذها البحري وهذا الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمنطقة شرق السودان باعتبارها تقع على البحر الأحمر وهي مفتاح أمن الطاقة و وردات السلع الاستراتجية والفوضي المنتشرة في هذا الاقليم علي مدار العامين الماضيين وأغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين الموانئ السودانية على ساحل البحر الأحمر وبقية مدن البلاد الأخرى
جعل حكومة الخرطوم تدفع ثمن سياسي واقتصادي مرتفع التكلفة واضعفها كثيرا
وبمرور الوقت ظهر تقارب قبائل شرق السودان مع القاهرة فظنت القيادة السودانية ان مصر تتلاعب بها
ولكن هل ملف شرق السودان هو السبب الأوحد لانقلاب البرهان علي السيسي ومكايدة القاهرة بورقة ابي احمد ؟
بالقطع لا
فمجلس السيادي السوداني لاحظ في الفترة الأخيرة زراعة و نمو أوراق سودانية سياسية تحت مسمي الكتلة الديمقراطية وقوي سياسية وحزبية اخري
تعمل لحساب الأجندة المصرية دون تنسيق مع الخرطوم .
وهذه الأوراق بمثابة اذرع مصرية منتشرة في كافة الجغرافيا السودانية وتحظي بدعم شعبي خاصة بعدة عودة
الزعيم محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني للخرطوم علي متن طائرة مصرية خاصة .
هذه التطورات ازعجت البرهان وجعلتها يعجل بتوقيع اتفاق إطاري مع جبهة الحرية والتغيير والتي سبق وأن انقلب عليها وخلع رئيس حكومتها حمدوك .
وبمقتضي هذا الاتفاق الاطاري سيتنازل عسكر السودان عن الكثير من نفوذهم في المجال السياسي والاقتصادي..
هذا الاتفاق الاطاري تؤكد الشواهد انه يحظي بدعم إماراتي سعودي تركي..
ويبدو ان الدول الثلاثة تري فيه فرصة لبسط نفوذهم علي السودان علي حساب المصالح المصرية ..
فلقاء البرهان مع رئيس الوزراء الاثيوبي
البصمات التركية والاماراتية والسعودية تبدو واضحة عليه جدا فهو عقب زيارة مدير المخابرات التركية للخرطوم
مباشرة وتري انقرة ان الوجود المصري في السودان سيكون علي حساب مشروعها الاستراتيجي في البحر الاحمر ومقره
جزيرة سواكن السودانية ..
وفي الوقت نفسه تري الرياض ان اي دور للقاهرة في السودان ومنطقة البحر الاحمر يكون هدفه تهميش المملكة خاصة بعد تراجع القاهرة بدعم أمريكي عن تسليمها جزيرتي تيران وصنافير وفي الوقت نفسه أسندت للقاهرة قيادة قوة المهام المشتركة 153 في البحر الأحمر
اما أبوظبي فهي في حالة صراع مستمرة حول موانئ وموارد البحر الأحمر لضمان استمرار موقعها الجغرافي كممر تجاري عالمي ويبدو انها انزعجت بشدة من زيارة الرئيس المصري للهند خاصة ان في هذه الزيارة جانب هام وهو جذب الهند للاستثمار في المواني المصرية وإنشاء محطات دعم لوجسني هندية تخدم أكثر من 200 مليار دولار هي حجم تجارة الهند التي تمر عبر المياه المصرية مع إمكانية توطين بعد الصناعات الهندية
وتري الدول الثلاثة ان رغم أزمة مصر الاقتصادية واحتياجها للدعم المالي الا ان الجيش المصري لا يهتم ولا ينوي تقدم التنازلات التي يحلمون بها في ليبيا والسودان و منطقة البحر الأحمر والمتوسط حتي لا يتعرض الأمن القومي المصري لمزيد من الأخطار الجيوسياسية. فالأمر هنا لا يتعلق بقرار الرئيس السيسي وحده .
لذلك كان من السهل جدا ان تصدر انقرة والرياض وابوظبي تعليمات لدميتهم رئيس الوزراء الاثيوبي آبي حمد بالذهاب الي الخرطوم ومقابلة الغاضب من القاهرة الجنرال عبدالفتاح البرهان واعلان الاخير الانقلاب علي السيسي عبر تصريحه بالتوافق التام مع إثيوبيا علي كل ما يتعلق بسد النهضة وتجاهل ابي احمد عواقب حربه الحدودية مع السودان والصراع علي اقليم الفشقة واعلن ان علي القوي السياسية السودانية تجاهل اي مبادرة يكون مصدرها غير سوداني في تحريض واضح علي المبادرة المصرية .
فهو يدرك جيدا ان الاتفاق الاطاري يحقق مصالح إثيوبيا عبر تقليص دور الجيش السوداني فالاطار الدستوري للاتفاق الاطاري رغم أنه خرج من نقابة المحامين الا انه يمثل أجندة إثيوبية اماراتية تركية وحتي جنوب افريقا لم تكن غائبة عنه وهو ما جعل فصائل سودانية ثورية عديدة ترفضه
مما يؤكد ان المشهد السوداني الفترة القادمة لن يختلف كثيرا عن حالة المشهد الليبي .