جدير بالذكر هنا أن الطائرات الهدفية بدون طيار القياسية شهدت أيضًا المزيد من الإضافات خلال نسخة هذا العام من معرض “إيديكس”، وذلك عبر الطائرة الهدفية “عرابي-1″، وهي مخصصة لتدريب وحدات الدفاع الجوي قصير المدى، ويتم إنتاجها في شركة بنها للصناعات الإلكترونية، وتستطيع التحليق بسرعة تصل إلى 120 كيلو متر في الساعة، على ارتفاعات تصل إلى 2 كيلو متر، ومدى يصل إلى 40 كيلو متر. تستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة ساعة كاملة، ويتم تحميلها أيضًا بعواكس لأشعة الرادار ونافثات المشاعل الحرارية.
الطائرات الهجومية بدون طيار كان لها حضور أول في معرض هذا العام، عبر الطائرة المصرية “30 يونيو”، المصنعة في مصر اشتقاقًا من تصميم الطائرة الهجومي بدون طيار “يبهون – فلاش 20″، المصنعة بشكل مشترك بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا البيضاء.
هذا النوع الذي يتميز بتعديلات جذرية تمت على بعض أنظمته، خاصة المحرك الخاص به الذي يختلف عن النسخة الإماراتية، يعد ضمن فئة الطائرات بدون طيار متوسطة الارتفاع طويلة المدى، التي تستطيع تنفيذ المهام القتالية والاستطلاعية على ارتفاعات تصل إلى 7 كيلو متر، وسرعات تصل إلى 260 كيلو متر في الساعة، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 70 ساعة، مع حمولة قتالية أو استطلاعية تتراوح زنتها بين 250 و500 كيلو جرامًا.
هذه المواصفات تيسر لهذا النوع تنفيذ طائفة واسعة من المهام، وبشكل خاص المهام الهجومية. المعلومات المتاحة تشير إلى أن هذا النوع ما زال قيد التطوير، خاصة أن الذخائر الخاصة به لم تظهر حتى الآن، ولكن المتوقع أنه بحلول النسخة القادمة من معرض إيديكس، ستكون كافة تجارب التحليق الخاصة بهذا النوع قد تمت بشكل كامل.
لم تقتصر المنتجات المصرية من الطائرات بدون طيار على هذا الحد، فقد تم الإعلان عن الطائرة الاستطلاعية “طيبة-30″، التي تنتجها شركة مصرية من شركات القطاع الخاص تدعى “ICER”، وهي ملائمة بشكل كبيرة لعمليات الاستطلاع والمراقبة والرصد، سواء كانت هذه العمليات عسكرية أو مدنية، حيث تستطيع حمل معدات تصل زنتها إلى 250 كيلو جرامًا، بسرعة قصوى تصل إلى 250 كيلو مترًا، على ارتفاعات تصل إلى 7 كيلو مترًا، ومدة تحليق تصل إلى 30 ساعة. وتتميز هذه الطائرة بإمكانية برمجة عمليات إقلاعها وهبوطها بشكل آلي.
يضاف إلى ما سبق بعض الشراكات التصنيعية التي توافرت مؤشرات على أن مصر قد بدأتها مع دول أخرى في مجال الطائرات بدون طيار، مثل الطائرة “Sarisa SRS-1A” وهي طائرة هجومية بدون طيار ذات إقلاع عمودي، تنتجها شركة “أميستون” اليونانية، وظهرت خلال المعرض بجانب علمي مصر واليونان.
تستطيع هذه الطائرة حمل ذخائر هجومية عبر منصات يمكن تعديلها وتغييرها حسب نوع الذخيرة المستخدمة، بحد أقصى للوزن يبلغ 25 كيلو جرامًا، مثل قاذف رباعي خاص بالصواريخ غير الموجهة من عيار 70 ملم “هيدرا”، وتمتلك هذه الطائرة القدرة على تنفيذ المهام الاستطلاعية ومهام نقل الحمولات العسكرية، وتستطيع التحليق بشكل متواصل لمدة 20 دقيقة.
مهام مكافحة الطائرات بدون طيار ورصدها
خلال النسخة الأولى مع معرض “إيديكس” عام 2018، عرضت الصناعات العسكرية المصرية لنوعين من أنواع وسائل إعاقة واستهداف الطائرات بدون طيار، الأول هو بندقية تشويش كهرومغناطيسي، تستهدف قطع الاتصال بين الطائرة المعادية بدون طيار ومحطة التحكم الخاص بها، والثاني هو منظومة الإعاقة الإلكترونية “AD-21″، التي تستهدف تحييد إشارات التحكم بالطائرات بدون طيار، سواء كانت تلك الإشارات لاسلكية قادمة من وحدات التحكم، أو خاصة بمنظومات تحديد المواقع العالمية.
أما في نسخة هذا العام، تعددت الوسائط الجديدة الخاصة بهذا المجال، حيث أعلنت شركة بنها للصناعات الإلكترونية عن جهاز الإعاقة المضاد للطائرات بدون طيار “G0A-G0B”، وهو عبارة عن محطة محمولة لقطع إشارات الملاحة بالقمر الصناعي عن الطائرات المعادية بدون طيار -خاصة الأنواع الصغيرة والمتناهية الصغر- ما يؤدى إلى فقدانها التوجيه وخروجها عن السيطرة، وتتميز هذه المحطة بقدرة على بث الترددات بشكل ثابت يضمن جودة البث وعدم انقطاعه، وتتراوح قدرة البث الخاصة بها بين 10 و30 وات، لمدى يصل إلى 4 كيلو مترًا، على جميع النطاقات الخاصة بمنظومتي تحديد المواقع العالمية سواء الأمريكية “جي بي أس” أو الروسية “جلوناس”.
من المنتجات الجديدة أيضًا في هذا الصدد جهاز الإعاقة الإلكترونية المضاد للطائرات بدون طيار “DJ-400” والذي يعد تطوير لمنظومة الإعاقة “AD-21″، وهو عبارة عن منصة عمودية يمكن تثبيتها في المواقع التي تتواجد بها شخصيات هامة، أو على متن العربات المتحركة، بهدف التشويش في نطاق تبلغ زاويته 360 درجة على أية طائرات بدون طيار تقترب من نطاق يبلغ نصف قطره 4 كيلو متر، مع قدرة عالية على العمل بشكل متواصل لفترات طويلة وفي ظل ظروف جوية صعبة.
يضاف إلى ذلك الإعلان عن تطوير الرادار المصري “P-01 برداويني”، وذلك عبر تعاون مشترك بين الكلية الفنية العسكرية ومصنع بنها للصناعات الإلكترونية، وهو رادار مصمم للعمل ضمن تردد “إكس”، لرصد الطائرات بدون طيار الصغيرة ومتناهية الصغر، حيث يمتلك القدرة على كشف طائرة بدون طيار متناهية الصغر يصل مقطعها الراداري إلى 0.01 متر من مدى يصل إلى 3 كم، بجانب إمكانية رصد الأهداف البرية على نطاقات تتراوح بين 7 و25 كيلو مترًا.
كذلك يمتلك هذا الرادار القدرة على مقاومة وسائط التشويش والإعاقة، عبر تغيير الترددات التي يستخدمها في حيز يبلغ 150 ميجا هرتز. جدير بالذكر هنا أن الشركة العربية العالمية للبصريات، بدأت بشكل فعلي في إنتاج أنظمة الرصد والتصويب الخاصة بالطائرات بدون طيار، بالتعاون مع بعض الشركات الفرنسية وعلى رأسها شركة “تاليس”، وهي أنظمة أساسية لعمل الطائرات بدون طيار.
الأنظمة الأرضية المسيرة حاضرة في معرض إيديكس
نعود مرة أخرى إلى التجربة الميدانية للجيش المصري شمالي سيناء، فقد انبثقت عن التعامل بشكل مستمر مع مخاطر العبوات الناسفة مختلفة الأنواع خبرة كبيرة في مواجهة هذا التهديد الذي يعد أساسيًا في المواجهات مع العناصر الإرهابية بشكل عام. هذه الخبرة أدت إلى تطور لافت في مجالين أساسيين من مجالات التصنيع العسكري، الأول هو مجال تصنيع العربات المقاومة للألغام “MRAP”، والثاني هو مجال مكافحة الألغام والعبوات الناسفة عبر أنظمة متحكم بها عن بعد.
خلال عمليات شمال سيناء استخدم الجيش المصري عددًا من كاسحات الألغام غربية الصنع المتحكم بها عن بعد، للكشف عن الألغام وتدميرها، بجانب استخدامه للمنظومة الصاروخية محلية الصنع المصممة لفتح حقول الألغام “فاتح-3″، وكذلك إجراء بعض التجارب الخاصة بتطوير مركبة ذاتية القيادة لمكافحة الألغام، عن طريق تعديل دبابات “أم-60 ” الأمريكية.
هذه التجارب وغيرها أفضت إلى إحدى مفاجآت النسخة الثانية من معرض “إيديكس”، وهي عرض نوعين مختلفين من أنواع الروبوتات المخصصة للتعامل مع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، هما “إكس-300” و”إم-300″، وهما نتاج تعاون مشترك بين إدارة البحوث الفنية والتطوير في وزارة الدفاع المصرية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارة الإنتاج الحربي. يبلغ وزن الروبوت “إم-300” نحو 2800 كيلو جرامًا، وتصل سرعته إلى 18 كيلو مترًا، ويستطيع العمل بشكل مستمر لنحو 4 ساعات، وتم تزويده بست كاميرات للرؤية النهارية والليلية، بجانب ذراع يبلغ طولها 275 سنتيمتر للتعامل مع العبوات الناسفة.
الروبوت “إكس-300″، يعد خطوة متقدمة في مجال مكافحة العبوات الناسفة، فقد تم تزويده بثماني كاميرات للرؤية النهارية والليلية في مختلف الاتجاهات، وذراع قاطعة للأسلاك الخاصة بالشراك الخداعية، يمكن استخدامها أيضًا في إبعاد أو فحص العبوات الفوق أرضية، وكذا الحفر لاستخراج العبوات المدفونة تحت الأرض، بزاوية حركة قدرها 180 درجة.
هذا بجانب تزويده بجرافة سفلية لأعمال الحفر والتجهيز الهندسي. يتم تشغيل هذا الروبوت بمحرك يعمل بالسولار تصل قدرته إلى 75 حصان، ويتم التحكم به عن طريق وحدة لاسلكية تستطيع تشغيله من مسافة 500 كيلو مترًا، مع إمكانية توسيع هذه المسافة بشكل أكبر عن طريق التحكم السلكي.
نقلة نوعية في مجال التسليح البحري
شاركت القوات البحرية المصرية بشكل لافت في نسخة هذا العام من معرض “إيديكس”، ممثلة في ترسانة القوات البحرية والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن. كان من الواضح أن التصنيع العسكري المصري في المجال البحري بدأ يتخذ نمطًا أكثر نوعية، يتم فيها تجاوز المرحلة السابقة التي صنعت فيها مصر بشكل كامل طائفة مختلفة من فئات السفن العسكرية والمدنية والمساندة والمساعدة، وصولًا إلى تصنيع زوارق الدورية والمرور السريع، وزوارق القوات الخاصة “RHIB”.
هذا لتدخل مصر مرحلة جديدة يتم فيها تصنيع الكورفيتات ذات الطبيعة الشبحية والقطع البحرية المتوسطة، وهذا يعد من ثمار سياسة نقل تكنولوجيا التصنيع التي اتبعتها القوات البحرية في كافة صفقاتها الخارجية، خاصة صفقة فرقاطات الفئة “ميكو-إيه200” مع ألمانيا، علمًا بأنه بالتزامن مع نسخة هذا العام من معرض “إيديكس”، أعلنت ترسانة الإسكندرية البدء في تصنيع أول فرقاطة من هذه الفئة.
تضمنت نسخة هذا العام من المعرض عرضًا لنموذج الكورفيت الشبحي المصري “CC-60” الجاري العمل على تطويره، بحيث يكون متعدد المهام، ويبلغ طوله 60 مترًا، وتصل سرعته القصوى إلى 32 عقدة بحرية، ومداه الكلي إلى 2400 ميل بحري، مع مدة إبحار متواصل تصل إلى 20 يوم.
تم تزويد هذا الكورفيت برادار فرنسي الصنع من نوع “Smart-S MK2” يصل مداه إلى 250 كيلو مترًا، وتم تسليح الكورفيت بـ ٨ خلايا إطلاق عمودية لصواريخ الدفاع الجوي، ومدفعين في منتصف البدن من نوع “DS30M” بريطاني الصنع، من عيار 30 ملم، وهذا المدفع مزود أيضًا بصواريخ الدفاع الجوي الموجهة بالليزر “مارتليت”.
النموذج الثاني المثير للاهتمام في هذا الصدد، هو زورق صاروخي سريع يسمى “PV-43″، تم اشتقاق تصميمه من الزورق الكرواتي الصنع “OOB-31″، ويصل طوله إلى 43 مترًا، وسرعته القصوى 30 عقدة بحرية، بمدى كلي يصل إلى 1500 ميل بحري، ومدة إبحار متواصل تصل إلى عشرة أيام. يتسلح هذا الزورق بمدفع أمامي من نوع “DS30M” بريطاني الصنع عيار 30 ملم، ملحق به منصة لإطلاق صواريخ الدفاع الجوي الموجهة بالليزر “مارتليت”، وتم تزويد هذا الزورق أيضًا بمنصة إطلاق خلفية رباعية لصواريخ “أوتومات” المضادة للقطع البحرية.
المشروع الثالث الجديد الذي تم عرضه في نسخة هذا العام، هو زورق الدورية “NAVY-1″، الذي يصل طوله إلى نحو 12 مترًا، ويستطيع نقل عشرة أفراد، وتصل سرعته القصوى إلى 45 عقدة. واللافت هو تسليحه بمحطة قتالية آلية يتم التحكم بها عن بعد ومزودة بآلية تهديف كهروبصرية، وهو توجه سيتم تعميمه في معظم الزوارق الحربية المصرية، بالنظر إلى أن الشركة العربية العامة للبصريات باتت تنتج هذه المحطات محليًا.
من المعروضات اللافتة التي تضمنتها نسخة هذا العام من معرض “إيديكس”، قذيفة الأعماق “نورس-1″، وهي من عيار 250 ملم، مخصصة لاستهداف الغواصات وإصابتها بأضرار كبيرة عن طريق الموجات التضاغطية التي يسفر عنها انفجار الشحنة المتفجرة الخاصة بهذه القذيفة، وزنتها 30 كيلو جرام.
يتراوح مدى هذه القذيفة بين 1700 و3600 متر، وتستطيع العمل حتى عمق 300 متر تحت سطح الماء، وهو ما يجعلها فعالة ضد كافة أنواع الغواصات. يتم إطلاق هذا النوع من القذائف من قاذف “RBU-1200” وهو قاذف سوفيتي التصميم تتسلح به كافة القطع البحرية ذات المنشأ الشرقي.
جدير بالذكر أن فعاليات المعرض تضمنت توقيع اتفاقية بين قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد مع إريك بيرانجر الرئيس التنفيذي لشركة “MBDA” الأوروبية، وظهر خلال التوقيع على هذه الاتفاقية مجسمان؛ الأول لصاروخ “اوتومات” المضاد للقطع البحرية، وصاروخ الدفاع الجوي “ميكا”، وهو ما قد يشير إلى أن هذه الاتفاقية تتعلق بكلا النوعين. قائد القوات البحرية أعلن أيضا خلال المعرض عن تدشين المعرض البحري الأول “Naval Power” للقوات البحرية المصرية، والذي سيقام في سبتمبر المقبل، وهو ما يعكس رغبة القوات البحرية في تعزيز مكتسباتها الحالية في مجال التصنيع البحري.