محللون يكشفون لـRT السيناريوهات المحرجة لفرنسا وسفيرها واعتقاله في النيجر
تاريخ النشر: 02.09.2023 | 19:37 GMT
RT / Youtube - Élysée
أجمع محللون سياسيون على غرابة ما يجري في فرنسا ومواقفها بخصوص أحداث النيجر وخاصة في ما يتعلق بسلوكها بعد قرار القضاء النيجري طرد سفير باريس في نيامي وتجريده من صفته الدبلوماسية.
فأكد الباحث السياسي إسماعيل صبري مقلد لـRT، عدم فهمه معنى إصرار دولة مثل فرنسا - وهي من علّم العالم الدبلوماسية - على الإبقاء على
وعدم استعادته أو استدعائه أو تنفيذ قرار إبعاده.
إحراج للسفير ووضعه في مواجهة السلطات
وأشار مقلد إلى أن ما يجري هو إحراج للسفير عبر وضعه في مواجهة سلطة حاكمة كانت هي من ناصبها العداء منذ اللحظة الأولى لوثوبها إلى السلطة، ولا تعترف بشرعيتها ولا
التي تصدر عنها، بل وتجاهر علنا باستعدادها للتدخل عسكريا لإسقاطها والتخلص منها، وكيف يُمكن أن تكون هذه أجواءَ علاقات سياسية ودية وطبيعية بين دولتين؟
وأكد مقلد أن ما يحدث شيء لم نسمع به إطلاقا من قبل، وكان على
وحكومته أن يسألوا أنفسهم عمّا يُمكن لهذا السفير المطرود وغير المرغوب فيه أن يفعله بعد أن فقد اعتباره للمهمة التي تم إيفاده من أجلها، وبعد أن سحبت النيجر منه ومن عائلته حصانتهم الدبلوماسية وأصبحوا جميعا قيد الترحيل.. وأتصوّر أنهم يقبعون الآن حيث يتم احتجازهم وقد قطعت عنهم كل وسائل اتصالهم بالعالم الخارجي ومع دولتهم نفسها؟
واختتم: "ماذا سيفعل سفير هذا حاله، وهو لا يستطيع إجراء اتصال واحد مع أي قناة دبلوماسية أو حكومية في النيجر في مثل هذا المناخ العدائي من العلاقات بين الدولتين؟ وإلى متي سيظل منبوذا ومقاطَعا ومحاصرًا من قبل النيجر حكومة وشعبا؟، وكيف يمكن لحكومة مسؤولة أن تقبل ذلك على حساب كرامة سفيرها؟.
استقلال بوجه استعماري
من جهته، أكد أستاذ التاريخ المعاصر أحمد الصاوي أن فرنسا لم تقدّر الأمور كما يجب وهي تعلن استقلال النيجر في أغسطس 1960 عندما اتخذت لسفارتها مبنى إدارياً يفصله عن سكن السفير شارع رئيسي في العاصمة نيامي.
وبالطبع، بحسب الصاوي، لم تكن هناك حاجة لمجرد التفكير في أن السفير الفرنسي يعمل خارج بلاده. فذاك الاستقلال عن فرنسا لم يكن ليعني شيئا يتجاوز واجهة بوجوه سمراء وعلم من 3 ألوان تخفي وراءها سلطات الاستعمار ذاتها.
إمكانية اعتقال السفير وترحيله
وأضاف: "اليوم وبعد إصرار باريس على عدم الاعتراف بسلطات الانقلاب الأخير ومن ثم رفض الامتثال لقرارها بطرد السفير الفرنسي، لا يستطيع السفير مغادرة المبنى الإداري للسفارة ليخلد إلى النوم في منزله. فهو بمجرد خروجه من بابها سيتعين عليه أن يمر على التراب الوطني للنيجر التي يحاصر جنودها السفارة بهدف إلقاء القبض عليه لترحيله بمجرد أن تطأ قدمه أرض النيجر".
يعيد الوجه الاستعماري القبيح لفرنسا
بدوره، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن بديع إن إصرار فرنسا على بقاء سفيرها في النيجر ورفض قرار ثوار النيجر بطرده بل وتمسكها باستمرار قوات الاحتلال الفرنسي، وعلى مواصلة النهب المنظم لثروات النيجر وعدم الاستجابة لمطالب شعب وثوار النيجر، يؤكدان عودة الوجه الاستعماري القبيح لفرنسا واستعادة الذكريات المريرة لاحتلالها الجزائر العربية الإفريقية وعدم خروجها إلّا بالدم وبالنضال المسلّح. كما يؤكدان أن الاستعمار الفرنسي مثله مثل الأمريكي والبريطاني لا يخرج إلّا بالدم ويدخل القارة الإفريقية في حروب ومواجهات مسلحة ويكشف بوضوح الوجه القبيح للاستعمار.
وقال: "هذا ما يتطلب وحدة إفريقية ترفض التدخل الاستعماري وتتضامن مع شعب النيجر، وأيضا ضرورة تعديل وتغيير موقف الاتحاد الإفريقي من رفض التغيير في النيجر إلى التضامن الكامل مع شعب النيجر لأن الواجب الأول للاتحاد الإفريقي الدفاع عن المصالح الإفريقية وليس الدفاع عن النهب الاستعماري من قبل دول الغرب لثروات إفريقيا كما على المجتمع الدولي أن يتدخل لإجلاء القوات الفرنسية، وليس لمجرد طرد السفير الفرنسي".
المصدر: RT