سد الثغرات في الدفاعات الجوية السعودية
02 أكتوبر 2019من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
514466 4
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
و
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
/ليس هناك سرّ غامض في أسباب فشل المملكة العربية السعودية في اعتراض الهجوم الأخير على بقيق وخريص: فقد فاقت دفاعاتها الجوية طاقتها، وافتقرت بشكل كبير إلى التنسيق، ناهيك عن عدم تشغيلها في ظل أجواء مهيّأة للحرب.
ولا يعني هذا الفشل أن الصواريخ الإيرانية الجوالة وضربات الطائرات بدون طيار ستنجح في كل مرة، لكنها تؤكد ضرورة تقديم مساعدة دفاعية عملية من الخارج، واستعادة الردع من خلال فرض تكاليف على إيران.
كيف يعمل الدفاع الجوي السعودي
يمكن مقارنة نظام الدفاع الجوي المتكامل كالذي تملكه السعودية بالجسم البشري، حيث يمثّل قسم المراقبة الجوية العينين والأذنين، بينما يُعتبر نظام إدارة المعركة بمثابة الدماغ والجهاز العصبي الذي يعالج المعلومات ويتخذ القرارات ويوزّع المهام على أعضاء الجسم الأخرى. أما أنظمة التحكم في الأسلحة واعتراضها (صواريخ أرض ـ جو، والبنادق، ووحدات الحرب الإلكترونية) فهي العضلات والأطراف التي تنفّذ العمل الفعلي.
ولا يمكن لأي نظام دفاع جوي متكامل أن يكون فعالا ما لم تعمل جميع هذه الأنظمة سويّة؛ ويتطلب هذا المستوى من التنسيق تدريبا منتظما.
تبدو طهران مصممة على مواصلة تصعيدها ضد السعوديين وسوق الطاقة العالمي
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، خصصت السعودية مبالغ طائلة لمثل هذه الأنظمة، ولكن حتى نظام الدفاع الجوي المتكامل الحسن التجهيز لا يستطيع تأمين الحماية من كل خطر داهم، وخاصة عندما لا تغطي أنظمة الرادار والاعتراض في المملكة سوى قطاعات استراتيجية من البلاد.
ومن المهم تحديد أولويات التهديدات في دولة كبيرة مثل السعودية، التي لديها مساحات شاسعة من التضاريس الفارغة، والأهداف الاستراتيجية المنفصلة على نطاق واسع، والجهات الفاعلة العدائية المحتملة على حدود متعددة.
وتاريخيا، واجهت السعودية أربعة أنواع من التهديدات لمجالها الجوي، التي ساهمت جميعها في تحديد شكل نظام دفاعها الجوي المتكامل، وهي:
- الغارات الجوية الإيرانية: في ثمانينيات القرن الماضي، شنّت إيران هجمات جوية وصاروخية على السعودية خلال الحرب مع العراق، الأمر الذي دفع الرياض إلى تركيز اهتمامها على الناحية الشمالية الشرقية. وفي عام 1984، قامت طائرة اعتراضية سعودية بإسقاط مقاتلتين إيرانيتين في منطقة اعتراض الدفاع الجوي إلى الشرق المعروفة باسم "خط فهد".
- صواريخ سكود من العراق وإيران: بعد قيام العراق في عهد صدام حسين باستهداف المملكة من خلال قيامها بإطلاق 41 صاروخا من طراز "سكود" في عام 1991، ركزت الرياض على بناء دفاعات قادرة على مواجهة تهديدات الصواريخ البالستية العالية الارتفاع من الشمال (العراق) أو الشمال الشرقي (إيران).
- هجمات الحوثيين من اليمن: أدّت الحرب المستمرة في اليمن إلى إرغام الرياض على تحويل العديد من قوات الدفاع الجوي نحو الجنوب الغربي من البلاد. ووفقا للبيانات السعودية، أطلق المتمردون الحوثيون 1204 طائرة بدون طيار و1207 صاروخا باليستيا بعيدة المدى عبر الحدود بين مارس 2015 وأغسطس 2019.
وشملت بعض تلك الضربات صواريخ باليستية بعيدة المدى تصل إلى الرياض وينبع، بينما ركزت هجمات أخرى على صواريخ قصيرة المدى ومنخفضة الارتفاع، الأمر الذي يمثل تحديا دفاعيا جويا معقدا. - التوغل الإيراني المنطلق من العراق: في 14 مايو، تم استهداف محطات سعودية لضخ النفط بطائرتين بدون طيار بعيدتَي المدى، تم إطلاقهما من العراق. وبذلك سجّلت هذه الضربات تجديدا في نقاط الانطلاق والتحليق على ارتفاع منخفض.