طائرة حُر جيت النفاثة التي طورتها شركة توساش التركية بإمكانات وطنية خالصة وينتظر أن تحلق في السماء التركية بحلول عام 2023. (AA)
انتقلت تصميم ورسومات طائرة تركيا النفاثة حُر جيت (Hürjet) من البيئة الافتراضية على أجهزة الكومبيوتر إلى الحياة الواقعية، وذلك بعد أن بدأت شركة شركة الطيران والفضاء التركية توساش بتصنيع القطع وتجميعها لإنتاج النماذج الأولية من الطائرة التي يتوقع أن تحلق في سماء تركيا بحلول عام 2023.
وكشفت تركيا لأول مرة عن طائراتها النفاثة محلية الصنع حُر جيت خلال معرض فارونبروه (Farnborough Airshow) للطيران الذي انعقد بلندن في يوليو/تموز 2018، والذي يُعد واحداً من أكبر المعارض العالمية في مجال الطيران والصناعات الجوية.
يُذكر أن شركة توساش كانت بدأت العمل على مشروع حُر جيت بالتنسيق مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية منذ عام 2017، فيما بدأت اليوم أنشطة الإنتاج والتجميع لتجهيز نموذجين أوليين من أجل اختبارهما والتحليق بهما في عام 2023، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية. ومن المتوقع أن تكون الشركة قادرة على تسليم هذه الطائرة للقوات الجوية التركية بحلول عام 2025.
مواصفات طائرة حُر جيت الوطنية
صممت حُر جيت لتكون طائرة تدريب وطنية خفيفة، بجانب تقديم خدمات الدعم القريبة، لما تملكة من قدرة على حمل حمولات أسلحة كبيرة، فضلاً عن امتلاكها أحدث الأنظمة والتقنيات المستخدمة في عالم الطيران الحربي.
وانتقلت شركة توساش التركية، مطورة طائرة حُر جيت الوطنية، من مرحلة التصميم المفاهيمي إلى مرحلة التصميم الأولي والإنتاج المبدئي اعتماداً على الخبرات والموارد المحلية بنسبة 100%. كما من المقرر أن تُزود بصواريخ (MK-81) و(MK-82-L) الموجهة بالليزر محلية الصنع.
وسيكون النموذج النهائي للطائرة النفاثة بطول 13.4 متراً، وطول جناحيها 11 مترا،ً وارتفاعها 4 أمتار. وستصمم لتحلق على ارتفاع 45 ألف قدم. فيما ستزود بمحرك نفاث واحد ومقعدين من أجل تسهيل عمليات التدريب.
ومن شأن البديل المسلح لحُر جيت أن يشكل عامل قوة مهم في ساحات القتال من خلال قدرته على تفيذ مجموعة واسعة من المهام وقدرته على حمل أسلحة وحمولات فائقة.
الأسباب وراء تصنيع حُر جيت
وصل عدد العاملين في مشروع الطائرة النفاثة قرابة 1400 شخص بين مهندسين وفنيين، يعملون بجد لتجميع 7794 جزءاً من الطائرة، لتكون جاهزة للخروج من الحظيرة بمجرد الانتهاء من تجميع أجزائها بشكل كامل خلال العام الجاري.
وسبق أن صرح مسؤولون في الشركة أن المشروع يحمل أهمية بالغة من ناحية تطور الصناعات الفضائية في تركيا. فيما أشار نائب المدير العام لشركة توساش، أتيلا دوغان، إلى أن طائرة حُر جيت ستضم أحدث التقنيات في عالم الطيران، ما سيجعلها تتفوق على نظيراتها من حيث التحكم في الطيران أثناء مهام التدريب وتنفيذ العمليات على حد سواء.
وبدأت تركيا مشروع الطائرة النفاثة الوطنية من أجل تضمينه في مخزون القوات الجوية التركية بدلاً من طائرة (T-38) الأمريكية المستخدمة في مهام التدريب، وطائرة (F-5) الأمريكية المستخدمة في عروض (Acrotim). كما وستستخدم كبديل لطائرة (Jet Trainer) التي تخدم في سلاح الجو التركي كطائرة تدريب منذ ما يزيد عن 20 عاماً.
ومن المقرر أن تستخدم الطائرة في تدريب الطيارين الذين سيلحقون بمقاتلات الجيل الخامس مثل المقاتلة الوطنية (MMU) التي من المتوقع أن تدخل مخزون القوات الجوية التركية بحلول عام 2029، فضلاً عن مقاتلات (F-16) التي تشكل العمود الفقري لسلاح الجو التركي.
وإلى جانب كل ما ذكرنا، من شأن الخبرة التي سيكتسبها مهندسو الطيران الذين يعملون على مشروع الطائرة النفاثة "حُر جيت" ستعمل على تسريع المشاريع الوطنية لتطوير وإنتاج الطائرات القتالية المحلية.
يمكن استخدامها كطائرة قتالية
على الرغم من تطوير "حُر جيت" كطائرة تدريب بالأساس، إلا أنه يمكن تسليحها بصواريخ وأنظمة إطلاق محلية واستخدامها في مهام قتالية ومهام دعم قريبة.
وبشكل عام، يمكن مقارنة الطائرة التركية بالطائرة (JAS-39 Gripen) السويدية التي تعتبر واحدة من أحدث الطائرات المقاتلة اليوم، إذ تبلغ حمولتها الفارغة بين 6 و7 أطنان ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 14 طناً. في الواقع، فإن قوة إقلاع حُر جيت الوطنية أكبر قليلاً من الطائرة السويدية التي طُورت منذ البداية كطائرة مقاتلة لقواتها الجوية بشكل مشابه لمشروع المقاتلة الوطنية MMU.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن حُر جيت لن تصبح طائرة مقاتلة خفيفة. ومن المتوقع بالفعل أن تكون حُر جيت قادرة على حمل جميع الصواريخ والقنابل المحلية المنتشرة في الجو، بما في ذلك "جوك دوغان" و(SOM)، بالإضافة لرادار (AESA) الذي تنتجه أسيلسان التركية.
ومن المتوقع أن يكون للنسخة المسلحة من حُر جيت 7 محطات أسلحة. ثلاث منهم على الأجنحة وواحد تحت الجسد. بالإضافة إلى مدفع عالي الدقة من عيار 20 ملم في المقدمة. كما سيكون هناك نظام رؤية مُثبَّت على خوذة الطيارة، وستمتلك الطائرة القدرة على التزود بالوقود بالجو أيضاً