- إنضم
- 18 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 14,508
- مستوى التفاعل
- 67,349
- النقاط
- 43
- المستوي
- 10
- الرتب
- 10
- الإقامة
- مصر العظيمة
الذكرى 103 لثورة 1919 التحررية العظيمة .. ثورة البعث للقومية المصرية الوطنية
9 مارس الماضي حلت ذكرى أعظم ثورة فى تاريخ مصر المعاصر وهى ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول، والتى جاءت نتيجة سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية فى مصر عقب الحرب العالمية الأولى.
السبب الرئيسى لثورة 1919 هو قيام البريطانيون بنفى زعيم الوفد سعد زغلول وعدد من رفاقه، لترد البلاد بتمرد عام شمل عمال النقل والمحاميين والبيروقراطيين، ضد الاحتلال الإنجليزى، وسرعان ما بدأت المواجهات وسط البلاد وصولا إلى الريف، ما دفع الاحتلال البريطانى إلى قطع اتصالات الهاتف والتلجراف والسكك الحديدية، إضافة إلى ترشيح بطل الحرب الجنرال إدموند اللنبى لاستعادة السلام.
البداية
بداية الأزمة، كانت محور الأحداث، خصوصا أنها جاءت فى أعقاب مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصرى بالمشاركة فى مؤتمر الصلح بباريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة، أصر سعد زغلول عليها، فاضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، لينفجر المصريين غضبا
أول مشاركة للنساء
وتعتبر ثورة سنة 1919 أول ثورة تشارك فيها النساء فى مصر، بقيادة صفية زغلول، حيث طالبت بالإفراج عن سعد زغلول، إلى أن رضخت السلطة البريطانية، وقامت بالإفراج عنه.
الحقيقة أن انفجار المصريين وغضبهم لم يأت من فراغ، لا سيما فى ظل المعاملة القاسية من قبل البريطانيين وفرضهم الأحكام العرفية، لتتعالى الأصوات منادية بالاستقلال، إلى أن انفجرت شرارة ثورة 19، لتصبح أول ثورة شعبية فى إفريقيا وفى الشرق الأوسط، وتبعتها الهند وثورة العراق وليبيا.
أحد أبرز الأسباب التى ساهمت فى اندلاع الثورة، زيادة احتقان الشارع المصرى، هو مصادرة ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحصول لأجل المساهمة فى تكاليف الحرب، بل وإجبار الفلاحين على زراعة المحاصيل التى تتناسب مع متطلبات الحرب، إضافة إلى تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين بشكل قسرى للمشاركة وراء خطوط القتال فى سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها.
واستمرت عملية القمع بحق المصريين، والتضييق عليهم، خصوصا فيما يتعلق بالسلع الأساسية التى كانت بمثابة شرارة متفجرة، حيث سجلت الأرقام القياسية للأسعار ارتفاعا بلغ 216% عام 1918 مقارنة بسنة 1914، وارتفع سعر القمح بمعدل 131% والسكر 149% والفول 114% والبترول 103% كما بلغ سعر الفحم فى نهاية الحرب تسعة أمثال ما كان عليه قبل اندلاعها.
ومع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية لسكان الريف والمدن، عبرت القاهرة والإسكندرية عن غضبهما، معلنين عن مظاهرات للعاطلين والجائعين، فى ظل عجز الحكومة عن مواجهة الغلاء، والتخفيف من حدة الأزمة
ورغم الكساد الذى عاشه المصريون فى كافة المناطق، إلا أن سنوات الحرب أدت إلى ازدهار بعض أقسام الرأسمالية بسبب إغلاق الطرق البحرية، ما أتاح فرصة للتوسع الصناعى والتجارى، لترتفع معدلات العمالة.
التفاؤل من انخفاض معدلات البطالة، لم يدم طويلا، لا سيما أن التوسع الصناعى والتجارى، جاء بالتزامن مع ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء، إضافة إلى تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التى تحرم التجمهر والإضراب، رغم تدفق الاستثمارات الأجنبية والتوسع فى شبكات النقل.
واستمرت الإضرابات العمالية يوما تلو الآخر
للمطالبة برفع الأجور وتقليل ساعات العمل، كما تشّكلت مجموعة من النقابات للدفاع عن حقوق العمال، مثل الرابطة الدولية لعمال السجائر والورق فى القاهرة، ونقابة عمال الصناعة اليدوية، ولكن مع نشوب الحرب تم إجهاض النشاط النقابى وأصبح العمال عاجزين عن الدفاع عن حقوقهم.
الحماية البريطانية
عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1918، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التى انتهت فى نوفمبر عام 1918، وهو ما أُرغم فقراء مصر خلالها على تقديم العديد من التضحيات المادية والبشرية، إضافة إلى ما ارتبط بهذا من تفاقم القهر والاستغلال لشعوب المستعمرات، وقيام الثورة الروسية وما طرحته من إمكانية قلب الأنظمة السائدة، ومن ثم اندلعت ثورة 1919 فى ظل موجة من الحركات الوطنية شملت الهند والصين وأيرلندا وبعض مناطق أمريكا اللاتينية.
تشكيل الوفد
قام
وقام الوفد بجمع توقيعات من المصريين وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية، وطالب بالسفر للمشاركة فى مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال، ومع تمسكه بهذا المطلب، وتعاطف قطاعات الشعب الواسعة مع هذا التحرك، ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زعلول و3 من أعضاء الوفد.
أحداث الثورة
فى اليوم التالى لاعتقال الزعيم سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة فى القاهرة شرارة التظاهرات، وفى غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بمن فيهم طلبة الأزهر، وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت فى جميع الأنحاء من قرى ومدن.
انتفاضة فى ربوع مصر
فى القاهرة نظم عمال الترام إضرابا مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها من الطلبات، فيما تعرضت حركة الترام لشلل كامل، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية، والذى جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر فى بولاق للحلول محل العمال المصريين فى حالة إضرابهم، ما عجّل بقرار العمال بالمشاركة فى الأحداث.
ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية، التى أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.
كذلك أضرب سائقو التاكسى وعمال البريد
والكهرباء والجمارك، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية.
ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان فى الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، فى حين قطع الفلاحون خطوط السكك الحديدية فى قرى ومدن الوجهين القبلى والبحرى، وتمت مهاجمة أقسام الشرطة فى المدن، بينما هاجم البدو فى الفيوم القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت على المتظاهرين.
تعزيزات بريطانية
أمام تلك الموجة أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، لكن المفاجأة أن مئات الفلاحين هبطوا إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة، فردت القوات البريطانية بشكل عنيف مستهدفة الطلبة أثناء المظاهرات السلمية، وخلفت مئات القتلى والمصابين.
كما أحرقت القوات البريطانية قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، ونهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.
استقلال مصر
مع تزايد الخسائر البشرية، اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطانى وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لجنة ملنر
فى 7 ديسمبر 1919، أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، وبموجب ذلك، دعا اللورد ملنر الوفد المصرى فى باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا، غير أن الوفد رفض المشروع وتوقفت المفاوضات.
بعدها تم استئناف المفاوضات مجددا، وقدمت لجنة ملنر مشروعا آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأى العام المصرى، إلا أنه قدم بعض التحفظات التى دفعت "ملنر" لرفض المناقشة، ليغادر إلى لندن فى نوفمبر 1920، ويتزايد الاحتقان بين الشعب المصرى مع فشل مفاوضات الصلح، ويعود المصريون إلى الثورة ويزداد حماسهم، ويقاطعوا البضائع الإنجليزية.
لكن سرعان ما ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زغلول مرة أخرى، وتم نفيه إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى "سيلان حاليا"، فازدادت الثورة اشتعالاً، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت. وفى 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914، وفى 1923، صدر الدستور المصرى وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية
9 مارس الماضي حلت ذكرى أعظم ثورة فى تاريخ مصر المعاصر وهى ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول، والتى جاءت نتيجة سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية فى مصر عقب الحرب العالمية الأولى.
السبب الرئيسى لثورة 1919 هو قيام البريطانيون بنفى زعيم الوفد سعد زغلول وعدد من رفاقه، لترد البلاد بتمرد عام شمل عمال النقل والمحاميين والبيروقراطيين، ضد الاحتلال الإنجليزى، وسرعان ما بدأت المواجهات وسط البلاد وصولا إلى الريف، ما دفع الاحتلال البريطانى إلى قطع اتصالات الهاتف والتلجراف والسكك الحديدية، إضافة إلى ترشيح بطل الحرب الجنرال إدموند اللنبى لاستعادة السلام.
البداية
بداية الأزمة، كانت محور الأحداث، خصوصا أنها جاءت فى أعقاب مطالبة سعد زغلول بالسماح للوفد المصرى بالمشاركة فى مؤتمر الصلح بباريس، وعندما رفضت بريطانيا هذه المشاركة، أصر سعد زغلول عليها، فاضطرت إلى نفيه هو ومحمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقى إلى مالطة، لينفجر المصريين غضبا
أول مشاركة للنساء
وتعتبر ثورة سنة 1919 أول ثورة تشارك فيها النساء فى مصر، بقيادة صفية زغلول، حيث طالبت بالإفراج عن سعد زغلول، إلى أن رضخت السلطة البريطانية، وقامت بالإفراج عنه.
الحقيقة أن انفجار المصريين وغضبهم لم يأت من فراغ، لا سيما فى ظل المعاملة القاسية من قبل البريطانيين وفرضهم الأحكام العرفية، لتتعالى الأصوات منادية بالاستقلال، إلى أن انفجرت شرارة ثورة 19، لتصبح أول ثورة شعبية فى إفريقيا وفى الشرق الأوسط، وتبعتها الهند وثورة العراق وليبيا.
أحد أبرز الأسباب التى ساهمت فى اندلاع الثورة، زيادة احتقان الشارع المصرى، هو مصادرة ممتلكات الفلاحين من ماشية ومحصول لأجل المساهمة فى تكاليف الحرب، بل وإجبار الفلاحين على زراعة المحاصيل التى تتناسب مع متطلبات الحرب، إضافة إلى تجنيد مئات الآلاف من الفلاحين بشكل قسرى للمشاركة وراء خطوط القتال فى سيناء وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وغيرها.
واستمرت عملية القمع بحق المصريين، والتضييق عليهم، خصوصا فيما يتعلق بالسلع الأساسية التى كانت بمثابة شرارة متفجرة، حيث سجلت الأرقام القياسية للأسعار ارتفاعا بلغ 216% عام 1918 مقارنة بسنة 1914، وارتفع سعر القمح بمعدل 131% والسكر 149% والفول 114% والبترول 103% كما بلغ سعر الفحم فى نهاية الحرب تسعة أمثال ما كان عليه قبل اندلاعها.
ومع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية لسكان الريف والمدن، عبرت القاهرة والإسكندرية عن غضبهما، معلنين عن مظاهرات للعاطلين والجائعين، فى ظل عجز الحكومة عن مواجهة الغلاء، والتخفيف من حدة الأزمة
ورغم الكساد الذى عاشه المصريون فى كافة المناطق، إلا أن سنوات الحرب أدت إلى ازدهار بعض أقسام الرأسمالية بسبب إغلاق الطرق البحرية، ما أتاح فرصة للتوسع الصناعى والتجارى، لترتفع معدلات العمالة.
التفاؤل من انخفاض معدلات البطالة، لم يدم طويلا، لا سيما أن التوسع الصناعى والتجارى، جاء بالتزامن مع ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء، إضافة إلى تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسبب إعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التى تحرم التجمهر والإضراب، رغم تدفق الاستثمارات الأجنبية والتوسع فى شبكات النقل.
واستمرت الإضرابات العمالية يوما تلو الآخر
للمطالبة برفع الأجور وتقليل ساعات العمل، كما تشّكلت مجموعة من النقابات للدفاع عن حقوق العمال، مثل الرابطة الدولية لعمال السجائر والورق فى القاهرة، ونقابة عمال الصناعة اليدوية، ولكن مع نشوب الحرب تم إجهاض النشاط النقابى وأصبح العمال عاجزين عن الدفاع عن حقوقهم.
الحماية البريطانية
عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1918، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التى انتهت فى نوفمبر عام 1918، وهو ما أُرغم فقراء مصر خلالها على تقديم العديد من التضحيات المادية والبشرية، إضافة إلى ما ارتبط بهذا من تفاقم القهر والاستغلال لشعوب المستعمرات، وقيام الثورة الروسية وما طرحته من إمكانية قلب الأنظمة السائدة، ومن ثم اندلعت ثورة 1919 فى ظل موجة من الحركات الوطنية شملت الهند والصين وأيرلندا وبعض مناطق أمريكا اللاتينية.
تشكيل الوفد
قام
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!
بتأليف الوفد المصرى للدفاع عن قضية مصر سنة 1918، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف "فى قصر سعد زغلول بجوار جسر النيل" عابرين كوبرى خشبى يعتبر سريًا فى تلك الفترة، وقد دُمر هذا الكوبرى فيما بعد لمنع الوصول إلى قصر سعد باشا زغلول، وتم تشكيل الوفد المصرى الذى ضم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وأحمد لطفى السيد وآخرين.وقام الوفد بجمع توقيعات من المصريين وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية، وطالب بالسفر للمشاركة فى مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال، ومع تمسكه بهذا المطلب، وتعاطف قطاعات الشعب الواسعة مع هذا التحرك، ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زعلول و3 من أعضاء الوفد.
أحداث الثورة
فى اليوم التالى لاعتقال الزعيم سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة فى القاهرة شرارة التظاهرات، وفى غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بمن فيهم طلبة الأزهر، وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت فى جميع الأنحاء من قرى ومدن.
انتفاضة فى ربوع مصر
فى القاهرة نظم عمال الترام إضرابا مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها من الطلبات، فيما تعرضت حركة الترام لشلل كامل، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية، والذى جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر فى بولاق للحلول محل العمال المصريين فى حالة إضرابهم، ما عجّل بقرار العمال بالمشاركة فى الأحداث.
ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية، التى أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.
كذلك أضرب سائقو التاكسى وعمال البريد
والكهرباء والجمارك، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية.
ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان فى الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، فى حين قطع الفلاحون خطوط السكك الحديدية فى قرى ومدن الوجهين القبلى والبحرى، وتمت مهاجمة أقسام الشرطة فى المدن، بينما هاجم البدو فى الفيوم القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت على المتظاهرين.
تعزيزات بريطانية
أمام تلك الموجة أرسل الإنجليز سفينة مسلحة إلى أسيوط، لكن المفاجأة أن مئات الفلاحين هبطوا إلى النيل مسلحين بالبنادق القديمة للاستيلاء على السفينة، فردت القوات البريطانية بشكل عنيف مستهدفة الطلبة أثناء المظاهرات السلمية، وخلفت مئات القتلى والمصابين.
كما أحرقت القوات البريطانية قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، ونهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.
استقلال مصر
مع تزايد الخسائر البشرية، اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطانى وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لجنة ملنر
فى 7 ديسمبر 1919، أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، وبموجب ذلك، دعا اللورد ملنر الوفد المصرى فى باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا، غير أن الوفد رفض المشروع وتوقفت المفاوضات.
بعدها تم استئناف المفاوضات مجددا، وقدمت لجنة ملنر مشروعا آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأى العام المصرى، إلا أنه قدم بعض التحفظات التى دفعت "ملنر" لرفض المناقشة، ليغادر إلى لندن فى نوفمبر 1920، ويتزايد الاحتقان بين الشعب المصرى مع فشل مفاوضات الصلح، ويعود المصريون إلى الثورة ويزداد حماسهم، ويقاطعوا البضائع الإنجليزية.
لكن سرعان ما ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زغلول مرة أخرى، وتم نفيه إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى "سيلان حاليا"، فازدادت الثورة اشتعالاً، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت. وفى 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914، وفى 1923، صدر الدستور المصرى وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية