- إنضم
- 30 يوليو 2022
- المشاركات
- 975
- مستوى التفاعل
- 3,045
- النقاط
- 0
الاستراتيجية الروسية في خلق قوة منافسة لدولة الكيان الصهيونية
الحرب الروسية الأوكرانية، فتحت المجال لروسيا لاستعادة أمجاد الإمبراطورية السوفيتية من جديد، وذلك من خلال السعي لخلق قوة موازية لقوة دولة الكيان الصهيونية في الشرق الأوسط! فمن يريد أن يسود العالم، يجب أن يكون له موطئ قدم قوية بالشرق الأوسط، فكانت في بداية الأمر أنظارها متجهة على ما يبدو نحو مصر كونها القوة الثانية في الشرق الأوسط بعد قوة المملكة العربية السعودية، حتى أنها كانت تنوي تزودها بأحدث أسلحتها والتي في مقدمتها ملكة المقاتلات الروسية، وأعني سوخوي 35 اس ٍSU-35S Super Flanker ذات التكنولوجية الثورية، إلا أن الأمر توقف فجأة واتجهت الأنظار بعد تسليح الجزائر نحو إيران ذات الصبغة الثورية الدينية، فالفكر التوسعي الروسي والأيدلوجيا القتالية عندها تميل إلى خلق تحالفات إسلامية أكثر منها عربية!
والعلاقة المشتركة اليوم بين الدولتين وأعني روسيا وإيران، أنهما محاصرتين، من قبل دول حلف الناتو! من الناحية الاقتصادية.
إلا أن مشكلة إيران أنها في الواقع نمر من ورق! نعم فإيران لا تمتلك جيش حقيقي، فأسلحة إيران البرية الثقيلة إما قديمة أو متقادمة أكثرها من عقد السبعينات من القرن الماضي! أي ليس لديها أسلحة مواجهة قتالية فعالة سوى نوعاً ما من خلال الأسلحة الفردية! فحرس الثورة الإيرانية (الباستدران) لا يمتلك قوة التدخل السريع الخارجية، إنما قدرته بالحقيقة قمعية داخلية!
واستراتيجية الباستدران الخارجية معتمدة على تشكيل وتدريب ودعم الفصائل المسلحة والمليشيات الخارجية حالياً في العراق وسوريا واللبنان وحتى اليمن.
واستراتيجية الردع الإيراني اليوم ترتكز على الردع بالساعد الطويلة الصاروخية البالستية والجوالة المجنحة والمسيرات الضاربة والكميكازية، وقد كانت متخلفة بهذا المجال وتعتمد البروباغندا العسكرية حتى وقت قريب! بسبب التطور الدائم للوسائل المضادة الغربية والصهيونية، حتى وصلت لإيران القفزة التقنية النوعية، وأعني الأسلحة الفرط صوتية، وحقيقة الأمر أن استراتيجية الساعد الطويلة أرهقت بشكل ملحوظ الاحتياطات المالية الإيرانية، وأخذت نصيب الأسد من الميزانية العسكرية!
وكل سلاح فعال اليوم في استراتيجية ردع الساعد الضاربة البعيدة، كان بفضل مساعدة روسية أو صينية بوصاية وتنسيق من الحليف المشترك الروسي للدولتين وحتى كوريا الشمالية.
وشمل التخلف التسليحي الإيراني مع التسليح الأرضي، الدفاعات الصاروخية الجوية التي تطورها إيران وفق ادعائها بجهود محلية ومساعدة رمزية صينية، أما على مستوى سلاح الطيران فقد بلغ أقصى مستويات التخلف القتالي بكافة المستويات الدفاعية والهجومية.
وبقي الأمر على هذا الحال حتى بدأت تتدخل روسيا بداية الأمر على المستوى الدفاعي السلبي الفعال، حيث زودت روسيا إيران بمنظومات الدفاع المركزية الصاروخية، بداية الأمر بواسطة منظومة تور الصاروخية ثم المنظومة الأحدث المهجنة بانتسير!
وحدثت القفزة النوعية في هذا المجال عندما زودت روسيا في عام 2017 إيران بمنظوماتها الصاروخية القوية فافوريت S-300 PMU2 Favorit علماً أن تصنيف منظمة تريومف اس 400 التسللي هو S-300 PMU3Triumf والذي اشترته لتوفير الحماية الفعالة لمنشأتها الاستراتيجية وخاصة النووية، حيث اليوم تسارع إيران بامتلاك قنبلتها الرادعة النووية، بمساعدة روسية بالدرجة الأولى، ومن ثم صينية وكورية شمالية.
ومنظومة فافوريت الصاروخية المتطورة الروسية تعتبر رادع فعال ضد الأخطار الجوية الضاربة وكذلك الصاروخية البالستية والجوالة الغربية، وخاصة الأمريكية والصهيونية، ولكنها سلاح عاجز أمام طائرات الجيل الخامس الشبحية الأمريكية والصهيونية!
لذلك منذ عام 2019 وإيران تضغط على روسيا لتزويدها بمنظومة تريومف الاستراتيجية S-400 Triumph المتطورة الصاروخية، ولكن مع مجموعته الرادارية نيبو ام NEBO-M الكاشفة للأهداف الشبحية.
والحقيقة أن منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المتطورة الإيرانية بمجهود محلي مشكوك بجدوها رغم الادعاءات الإيجابية الإيرانية، بما في ذلك أحدثها وأعني منظومة خرداد 15 المبنية على أساس صواريخ باتريوت الأمريكية! ومنظومة بافار 373 الصاروخية الدفاعية لحماية الأهداف الهامة الاستراتيجية، وهاتان المنظومتان بصواريخها صياد الجيل الثالث والرابع تمثلان القبة الحديدية الإيرانية.
والحقيقة أن إمكانيات إيران الدفاعية تلك والتي تشمل منظومة فافوريت الروسية، لن تستطيع ردع الضربة الجوية الانتقامية الصهيونية بطائرات أدير الصهيونية، وحتى لو أرادات أن تكتفي إيران باحتواء الضربة الصهيونية، بطريقة سلبية أي بتدمير الذخائر الجوية الفرعية فقط؛ إلا أن هذا قد لا ينجح مع عدم كشف الطائرات الضاربة الشبحية، مع عدم وجود إنذار بوجودها لتستعد الدفاعات المركزية لتدمير تلك الذخائر الانزلاقية، قبل ظهورها المفاجئ على راداراتها، الذي يقلل فرص تدميرها أو التعامل معها، بسبب صغر مقاطها الرادارية.
ولكن من الممكن جداُ، أن تكون روسيا قد زودت إيران بمنظومة NEBO-M مع منظومة فافوريت المتوفرة لدا إيران أو مع منظومة تريومف اس 400 وربما ملكة المقاتلات الروسية SU-35S Super Flanker المتعددة الوسائط الكشفية لطائرة ادير الشبحية.
والسبب لهذه الإمكانية الظنية؛ هو موقف إيران الإيجابي من روسيا بالحرب الأوكرانية، بدءاً بإعارتها درونات شاهد 129 الضاربة الإيرانية، ثم إعطائها مسيرات شاهد 136 الكميكازية، وأخيراً صواريخ "خيبر شكن" الفرط صوتية!
وكونه لم يثبت وصول أي مكون من تلك المكونات المتطورة الروسية لإيران، إلا أن هذا ممكن أن يتم داحل إيران بطريقة تجميعية لتلك المكونات المفككة الروسية، أو أن يتم ذلك بطريقة تصنيعية إنشائية!
وفي حالة تمكنت إيران من احتواء الضربة الصهيونية المتوقعة الشبحية، أو إسقاط طائرة أدير واحدة وأسر طيراها، لفتح حالة من المفاوضات الدبلوماسية لفض الاشتباك، فهذا يعني أن إيران أصبحت القوة الاستراتيجية لروسيا الاتحادية، في المنطقة العربية!
أما الأهداف المتوقعة للضربة الجوية الصهيونية في إيران فقد تنحسر بمنصات ومخازن ومخابئ إيران الخاصة بالصواريخ الفرط صوتية، وممكن أن تشمل المنظومات الدفاعية الصاروخية المضادة للجو المتطورة الروسية والإيرانية، وقد يتعدى الأمر إلى فكرة تعطيل أو اخراج عن لخدمة أهم المنشآت النووية التي قد تسرع عملية انتاج القنبلة النووية الإيرانية، لكن الناطق العسكري الصهيوني صرح بان ضربة دولة الكيان، سوف يراعى بها تجنب العملية التصعيدية.
والأمر المهم المفروغ منه، ان دولة الكيان رغم قرارها بحتمية الرد على الرد الإيراني، إلا أنها متخوفة من النتائج السلبية الذي تتحمل تبعاته بشكل منفرد، لأن قرار الرد الصهيوني لم يجد مباركة أو موافقة أمريكية، ولا حتى رضا روسي.
وتهديد أمريكا الجديد لإيران بدخول المعركة اليوم مشروط بقيام إيران برد جديد على الرد الصهيوني! أما إن فشلت العملية الصهيونية فغالباً لن يكون هناك تدخل أمريكي، إلا من ناحية الوساطة الدوبلوماسية.
كما أن الهياجان الشعبي الصهيوني المناهض لفكرة الرد على إيران، سوف يحول النوايا الصهيونية إلى تنفيذ عملية محدودة ومركزة غالباً هي عملية اغتيال لقادة وضباط حراس الثورة الإيراني الذين خططوا وقادوا الضربة الإيرانية الانتقامية، بواسطة قنابل القطر الصغير الجديدة الأمريكية الموسعة المدى ER حتى مدى 200 كم، وهو ما قد يضيق دائرة الخطر عن طائرات أدير الشبحية، في حالة وجود كافة الاحتمالات المضادة السلبية!
إلا أن ذلك غالباً لن يلغي الرد الإيراني السريع! فوفق صحيفة "زي كريدل" الأمريكية فقد تمكن مسؤولين أمريكان من التواصل مع إيران بوساطة سويسرية، وأخطروا الإيرانيين أن الضربة المضادة الصهيونية سوف تكون محدودة جداً ورمزية أو صورية، إلا أن الرد الإيراني كان مفاجئ وفق تلك الصحيفة، بضرورة الرد حتى ولو كانت الضربة محدودة أو رمزية! وهو ما يعزز فكرة أن إيران اليوم تحظى بدعم روسي مميز واستراتيجي.
كما أن الرد الإيراني هذه المرة غالباً سوف يكون مختلف تماماً، من ناحية السرية حول حجم الضربة، وطبيعة أهدافها ولن تحظى دولة الكيان بالدعم الدفاعي الخارجي للناتو! ولن يتم احتواء 99% من الضربة الجديدة، بل سوف يتم إيصال 99%! وسوف تكون معجلة فورية وبأسلحة متسللة وفرط صوتية وشبه فرطيه مثل صاروخ سجيل البالستي، وليست مؤجلة بأسلحة عاجزة عن تخطي الدفاعات الصهيونية.
وإلا فإن الأمر سوف يصبح بالفعل مسرحية هزلية، وتفقد إيران مصداقيتها لدا الجميع! ولن يحول عن الرد الإيراني هذه المرة، بتقديري سوى فشل الضربة المضادة الصهيونية!
وفي حالة التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد إيران، ووفق وكالات أنباء روسية موثوقة، فإن روسيا تعهدت بتوريد منظومات دفاعية متطورة إضافية متمثلة بمقاتلات ومنظومات صاروخية! وغالباً وهذا أفضل من الناحية العملية هذه المنظومات وردت بالفعل لإيران، ولكن سوف يتم السماح بإظهارها وفك تشفيراتها الاستخدامية!