- إنضم
- 19 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 1,461
- مستوى التفاعل
- 8,284
- المستوي
- 3
- الرتب
- 2
أوهام العظمة لواقع قزم .. الدولة الأثيوبية كمثال.
خاص لمنتدي الشرق الأوسط للعلوم العسكرية
عرضت اثيوبيا يوم السبت الماضي خلال حفل تخرج للطيارين العسكريين طائرات مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 التركية ووينغ لونغ 1 صينية الصنع في عرض يعكس التباهي بالقدرات العسكرية الأثيوبية المتعاظمة .. كان عرضاً مثير للغاية ، ويرسل رسائل في غاية القوة للمراقبين العسكريين وخاصة المصريين منهم .. ولعل أكثر ما أثار التساؤل هو العلاقة بين هذه المسيرات بحفل تخرج لطيارين مقاتلين ! .. فهل تخرج هؤلاء الطيارين للقتال ركوباً علي اجنحة هذه المسيرات ؟!
لدي الاثيوبيين شعور متضخم بقدرات هذه الطائرات ما يفوق قدرات هذه المسيرات العملياتية أصلاً ، وحولوها لأسلحة خيالية كـ تنين عملاق ينفث النيران علي كل الأعداء في كل انحاء القارة .. ولعل أقصي استفادة حاذتها اثيوبيا من هذه المسيرات كانت في قصف أقليم تجراي الذي يعاني منذ فترة من مذابح قادتها القوات الفيدرالية الحكومية وسط فوضي تضرب اثيوبيا بالكامل .. فقد قتل ما لايقل عن 300 شخص علي الأقل خلال هذا العام في اقليمي تيجراي وعفار بسبب ضربات نفذتها القوات الفيدرالية الاثيوبية واعلن مجلس حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة أن هناك عدد ضخم آخر من المصابين بخلاف الهجمات التي لم يتمكن المجلس من أحصاؤها.
يستمر الجيش الأثيوبي في اطلاق يده الباطشة علي المدنيين قليلو الحيلة حيث استخدم الأسلحة الثقيلة خلال استهدافه لأقليم تيجراي خلال النزاع الي نشب منذ أشهر .. مما أدي إلي تشريد الآلاف بالإضافة الي هجومه الجديد الممنهج علي قليم عفار وما نتج عنه من تدمير العديد من المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس ومئات حالات الاغتصاب .
وزادت المأساة .. فقد مازال الجيش الأثيوبي يمنع وصول المساعدات لأقليم تيجراي مما أدي إلي تفاقم الأزمة الإنسانية هناك فالجيش الأثيوبي الخارق وصل من القوة الغاشمة إلي انه قادر علي محاربة أبناء شعبه نفسه وتجويعهم في دولة تعدي تعداد سكانها المائة مليون نسمة ، ولن يضيره كثيراً موت البعض منهم من الجوع والأوبئة التي تفشت في اقليم تيجراي خصوصاً .. وركزت ضربات المسيرات علي "ميكيلي" عاصمة اقليم تيجراي المدمر أساساً بالتزامن مع هجمات شنتها قوات من الجيش الأريتيري الحليف علي الأقليم مما أدي الي توقف شبه تام لإمدادت المساعدات الإنسانية للأقليم وانهيار كامل للنظام الصحي .
لا تنتهي الحكاية هنا ، فهناك نزاعات اخري اقل شهرة تفتك باثيوبيا العظمي .. فقد قال ناجون إن مئات الأشخاص الذين ينتمون إلى جماعة أمهرة العرقية قتلوا على أيدي متمردين في منطقة أوروميا الإثيوبية خلال شهر يناير الماضي ، لكن المتمردين الأمهرة نفوا هذه المزاعم ، وحملوا القوات الحكومية مسؤولية الوفيات.
للعلم فإن هناك قتال مستمر حالياً في منطقة جيمبي في أوروميا بين القوات الموالية للحكومة وجيش تحرير أورومو، وهي جماعة متمردة تصفها الحكومة الإثيوبية بأنها منظمة إرهابية ..ويشكل الأمهرة والأورومو معا الغالبية العظمى من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 115 مليون نسمة.
ووصف مجلس الشؤون الإسلامية في أمهرة، المنطقة التي تقع فيها غوندار، الهجوم الذي وقع على مقبرة بأنه "مذبحة" فقد أطلق المهاجمين وابلاً من المدافع الرشاشة الثقيلة والقنابل اليدوية .. تاركين العديد من القتلى بينما تم نقل آخرين أصيبوا إلى المستشفى .. و شهد هذا الهجوم أيضا نهب ممتلكات المسلمين في المنطقة وحرق مقدسات المسلمين الدينية وتدمير مساجدهم.
ووفق الموسوعة البريطانية، تأتي على رأس أبرز القوميات العرقية في إثيوبيا، الأورومو، المتمركزة في أوروميا بوسط البلاد ويشكلون نحو 34 في المئة من عدد السكان، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا ويشكون منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش.
أما الأمهرة وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية، فيشكلون نحو 27 في المئة من عدد السكان، وتُعدّ لغتها، اللغة الرسمية للجمهورية الإثيوبية، وينتمي إليها عدد من الرموز في التاريخ الإثيوبي، مثل الإمبراطور هيلا سيلاسي والزعيم الشيوعي منغستو هيلا ماريام.
أظهرت الإضطرابات الحالية كيف أن بذور عدم الاستقرار في هذه البلاد ظلت مزروعة منذ نهاية القرن الـ19، إذ لم تشهد سلاماً داخلياً إلا نادراً، فمن السهل رؤية الانقسامات في إثيوبيا على أنها نتيجة حتمية للحجم الهائل للبلاد وتنوعها الإثني، فهي البلد رقم 27 في العالم من حيث كبر المساحة وموطن لأكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة، لكن لا الجغرافيا ولا الديموغرافيا تشكّل السبب الوحيد ، فالقادة الإثيوبيون المتعاقبون أثاروا التوترات العرقية والمناطقية، وحكم كل منهم بطريقة أعطت مجتمعاً واحداً على الأقل سبباً للشعور بالظلم .
حالياً هناك ما لا يقل عن 13 مجموعة عرقية مختلفة تطالب إما بمزيد من الحكم الذاتي أو الانفصال الذي يكفله الدستور.. على سبيل المثال، تطالب مناطق مثل تيغراي وأمهرة بأجزاء من أراضي بعضها البعض، وقد ظلت عالقة في نزاعات حدودية طويلة الأمد. وهناك نزاعات أخرى أكثر تعقيداً تجري بين سكان الإقليم الواحد مثل إقليم سيداما حول الانفصال أو الوحدة. وتؤكد مثل هذه الأمثلة الصعوبة الهائلة في إدارة الفسيفساء العرقية المعقدة في إثيوبيا والحاجة الملحة إلى رؤية موحّدة إذا كان للبلاد أن تنجو من التفكك .
من هنا ظهرت ضرورة انتاج مشروع وطني يجمع الشعب الأثيوبي المفكك حوله ، وخلق عدو خارجي يتم شيطنته وابرازه للشعب الأثيوبي كخطر أكبر يثير الغبار امام مطالبات اي قومية محلية بحقوقها .. ويتم استخدام ذلك العدو كمبرر مقدس لعمليات القمع والقتل الممنهج لكل من يحاول ان يخرج برأسه عن حالة التجييش التي تحاك لذلك العدو .
مصر كانت تدرك الهدف الأساسي من السد الأثيوبي فعلي الرغم من الادعاءات الاثيوبية بأن السد لتوليد الكهرباء ، لا تملك اثيوبيا اي قدرات لنقل الطاقة الكهربائية المولدة من السد للداخل الاثيوبي ، وأهمية السد الأساسية تكمن في انه اداة سياسية ستحاول اثيوبيا استخدامها لتعظيم نفوذها الأفريقي علي حساب الدور المصري ..
و ظهرت النوايا الاثيوبية الحقيقة اعلامياً بتصريح ساذج من "دينا مفتي" المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية .. حينما صرح بأنهم سيعملون لاحقاً علي بيع مياه نهر النيل قبل ان يتراجع عن ذلك التصريح لكن بعد فوات الأوان .
حاولت اثيوبيا عقد اي اتفاقات لنقل الطاقة الكهربائية الهزيلة المولدة من السد لدول الجوار ، لكن الطاقة المولدة من السد مازالت محل شك .. لا يعمل أي مولد من مولدات السد حتي الآن بشكل دائم .. في الوقت نفسه تحركت مصر لتقطع الباب علي اثيوبيا في حلم تصدير الكهرباء فعقدت اتفاقات لزيادة قدرة خط الربط الكهربائي مع السودان لدرجة ان شمال السودان يقتات بالكامل علي الكهرباء المصرية وتم فصله تماماً عن الشبكة السودانية .. وتحركت مصر لفرض عضلاتها في القارة لتعلم الجميع كيف تبني السدود وعقدت صفقة مع دولة تنزانيا لبناء سد "جوليوس نيريري" الذى يُنفذه التحالف المصرى لشركتى “المقاولون العرب” و”السويدى إليكتريك” على نهر روفيجى بدولة تنزانيا،وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات علي أمل تزويد 17 مليون اسرة تنزانية بكهرباء ثابتة ومستقرة .. كاد العمل ان ينتهي في هذا السد ومازالت اثيوبيا منذ اكثر مايزيد عن 10 سنوات تحارب طواحين الهواء وتضرب بالفؤوس علي أمل صنع حفرة وسط مياه المحيط .. ومازالت تلهث خلف شركة "ساليني" الأيطالية المقاول الأساسي لسد النهضة علي أمل ان تنهي بناء السد يوماً ما .
جاء فيضان النيل العام الماضي مروعاً للسودان فقد غرقت ولايات كبيرة من السودان خاصة التي تجاور نهر النيل .. وقد بدا واضحاً ان سد النهضة لن يوفر أي حماية للسودان من الفيضانات وهو ما أدي جزأياً إلي تغير الموقف الرسمي السوداني تجاه سد النهضة .. بعكس الموقف الشعبي المتردي الذي يري ان سبب الفيضان ان مصر لم تفتح بوابات السد العالي لتصريف مياه بحيرة ناصر ! ويحاول منتسبو هذه الأفكار منذ فترة الي تدمير شعرة معاوية الباقية بين مصر والسودان وآخرها اغلاق شريان التجارة الشمالي الأساسي مع مصر فيما يطلق عليه "ترس الشمال"!
عقد الجيش المصري والسوداني منذ فترة مناورات عسكرية اطلق عليها "حماة النيل " في اشارة واضحة لهدف المناورة وهو حماية تدفق نهر النيل .. مصر تستعد عسكرياً وتناور سياسياً للوصول إلي أفضل حل للطرفين بما يضمن ازدهار الشعب الأثيوبي وضمان حقوق الشعب المصري .. لكن الوصول لهذا الهدف لا تضمنه باقات الزهور بل يحتاج احياناً للمشي علي الأشواك .. فعقدت مصر مجموعة من الاتفاقات العسكرية مع اغلب الدول المحيطة باثيوبيا استعداداً لأي نزاع قد ينشب .
كما انها تعمل علي زيادة قدراتها العسكرية باستمرار ما يمكنها من قيادة اكثر من معركة علي اكثر من جبهة في نفس الوقت ، فهي تقوم بإنشاء وتمويل تجهيزات لأكثر من جيش وأسطول بأستطاعاتهم التحرك بانفراد علي جميع المحاور في نفس الوقت .. كما انها تعمل علي عقد صفقات العديد من المقاتلات الضاربة بذخائر مخصصة لضرب التحصينات والسدود ، و تستطيع السفر آلالاف الأميال لضرب السد الأثيوبي إن لزم الأمر .. وهو مايعيدنا لنفس السؤال الذي طرحناه في أول الموضوع ..
بما ستفيد المسيرات الأثيوبية الجيش الأثيوبي أمام طُغْمة من المروحيات تضرب من البحر .. واشباح لاتري تقصفهم من الجو ( الرافال الميج وقريباً السوخوي ).
تحياتي
TOPOL
خاص لمنتدي الشرق الأوسط للعلوم العسكرية
- عروض القوة الهزيلة لإخافة اعداء الحبشة
عرضت اثيوبيا يوم السبت الماضي خلال حفل تخرج للطيارين العسكريين طائرات مسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 التركية ووينغ لونغ 1 صينية الصنع في عرض يعكس التباهي بالقدرات العسكرية الأثيوبية المتعاظمة .. كان عرضاً مثير للغاية ، ويرسل رسائل في غاية القوة للمراقبين العسكريين وخاصة المصريين منهم .. ولعل أكثر ما أثار التساؤل هو العلاقة بين هذه المسيرات بحفل تخرج لطيارين مقاتلين ! .. فهل تخرج هؤلاء الطيارين للقتال ركوباً علي اجنحة هذه المسيرات ؟!
لدي الاثيوبيين شعور متضخم بقدرات هذه الطائرات ما يفوق قدرات هذه المسيرات العملياتية أصلاً ، وحولوها لأسلحة خيالية كـ تنين عملاق ينفث النيران علي كل الأعداء في كل انحاء القارة .. ولعل أقصي استفادة حاذتها اثيوبيا من هذه المسيرات كانت في قصف أقليم تجراي الذي يعاني منذ فترة من مذابح قادتها القوات الفيدرالية الحكومية وسط فوضي تضرب اثيوبيا بالكامل .. فقد قتل ما لايقل عن 300 شخص علي الأقل خلال هذا العام في اقليمي تيجراي وعفار بسبب ضربات نفذتها القوات الفيدرالية الاثيوبية واعلن مجلس حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة أن هناك عدد ضخم آخر من المصابين بخلاف الهجمات التي لم يتمكن المجلس من أحصاؤها.
- لن يوقف سقوط المدنيين الاثيوبين خطة اثيوبيا للوصول إلي المجد
يستمر الجيش الأثيوبي في اطلاق يده الباطشة علي المدنيين قليلو الحيلة حيث استخدم الأسلحة الثقيلة خلال استهدافه لأقليم تيجراي خلال النزاع الي نشب منذ أشهر .. مما أدي إلي تشريد الآلاف بالإضافة الي هجومه الجديد الممنهج علي قليم عفار وما نتج عنه من تدمير العديد من المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس ومئات حالات الاغتصاب .
وزادت المأساة .. فقد مازال الجيش الأثيوبي يمنع وصول المساعدات لأقليم تيجراي مما أدي إلي تفاقم الأزمة الإنسانية هناك فالجيش الأثيوبي الخارق وصل من القوة الغاشمة إلي انه قادر علي محاربة أبناء شعبه نفسه وتجويعهم في دولة تعدي تعداد سكانها المائة مليون نسمة ، ولن يضيره كثيراً موت البعض منهم من الجوع والأوبئة التي تفشت في اقليم تيجراي خصوصاً .. وركزت ضربات المسيرات علي "ميكيلي" عاصمة اقليم تيجراي المدمر أساساً بالتزامن مع هجمات شنتها قوات من الجيش الأريتيري الحليف علي الأقليم مما أدي الي توقف شبه تام لإمدادت المساعدات الإنسانية للأقليم وانهيار كامل للنظام الصحي .
لا تنتهي الحكاية هنا ، فهناك نزاعات اخري اقل شهرة تفتك باثيوبيا العظمي .. فقد قال ناجون إن مئات الأشخاص الذين ينتمون إلى جماعة أمهرة العرقية قتلوا على أيدي متمردين في منطقة أوروميا الإثيوبية خلال شهر يناير الماضي ، لكن المتمردين الأمهرة نفوا هذه المزاعم ، وحملوا القوات الحكومية مسؤولية الوفيات.
للعلم فإن هناك قتال مستمر حالياً في منطقة جيمبي في أوروميا بين القوات الموالية للحكومة وجيش تحرير أورومو، وهي جماعة متمردة تصفها الحكومة الإثيوبية بأنها منظمة إرهابية ..ويشكل الأمهرة والأورومو معا الغالبية العظمى من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 115 مليون نسمة.
- استهداف المسلمين في اثيوبيا ؟ .. لا بأس علي الأطلاق
ووصف مجلس الشؤون الإسلامية في أمهرة، المنطقة التي تقع فيها غوندار، الهجوم الذي وقع على مقبرة بأنه "مذبحة" فقد أطلق المهاجمين وابلاً من المدافع الرشاشة الثقيلة والقنابل اليدوية .. تاركين العديد من القتلى بينما تم نقل آخرين أصيبوا إلى المستشفى .. و شهد هذا الهجوم أيضا نهب ممتلكات المسلمين في المنطقة وحرق مقدسات المسلمين الدينية وتدمير مساجدهم.
- التحرش بالجيران آمر بديهي ومقدس لدولة ذات نفوذ
- التشبث بورقة السد لإنقاذ ما يمكن انقاذه
ووفق الموسوعة البريطانية، تأتي على رأس أبرز القوميات العرقية في إثيوبيا، الأورومو، المتمركزة في أوروميا بوسط البلاد ويشكلون نحو 34 في المئة من عدد السكان، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا ويشكون منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش.
أما الأمهرة وهي ثاني أكبر مجموعة عرقية، فيشكلون نحو 27 في المئة من عدد السكان، وتُعدّ لغتها، اللغة الرسمية للجمهورية الإثيوبية، وينتمي إليها عدد من الرموز في التاريخ الإثيوبي، مثل الإمبراطور هيلا سيلاسي والزعيم الشيوعي منغستو هيلا ماريام.
أظهرت الإضطرابات الحالية كيف أن بذور عدم الاستقرار في هذه البلاد ظلت مزروعة منذ نهاية القرن الـ19، إذ لم تشهد سلاماً داخلياً إلا نادراً، فمن السهل رؤية الانقسامات في إثيوبيا على أنها نتيجة حتمية للحجم الهائل للبلاد وتنوعها الإثني، فهي البلد رقم 27 في العالم من حيث كبر المساحة وموطن لأكثر من 80 مجموعة عرقية مختلفة، لكن لا الجغرافيا ولا الديموغرافيا تشكّل السبب الوحيد ، فالقادة الإثيوبيون المتعاقبون أثاروا التوترات العرقية والمناطقية، وحكم كل منهم بطريقة أعطت مجتمعاً واحداً على الأقل سبباً للشعور بالظلم .
حالياً هناك ما لا يقل عن 13 مجموعة عرقية مختلفة تطالب إما بمزيد من الحكم الذاتي أو الانفصال الذي يكفله الدستور.. على سبيل المثال، تطالب مناطق مثل تيغراي وأمهرة بأجزاء من أراضي بعضها البعض، وقد ظلت عالقة في نزاعات حدودية طويلة الأمد. وهناك نزاعات أخرى أكثر تعقيداً تجري بين سكان الإقليم الواحد مثل إقليم سيداما حول الانفصال أو الوحدة. وتؤكد مثل هذه الأمثلة الصعوبة الهائلة في إدارة الفسيفساء العرقية المعقدة في إثيوبيا والحاجة الملحة إلى رؤية موحّدة إذا كان للبلاد أن تنجو من التفكك .
من هنا ظهرت ضرورة انتاج مشروع وطني يجمع الشعب الأثيوبي المفكك حوله ، وخلق عدو خارجي يتم شيطنته وابرازه للشعب الأثيوبي كخطر أكبر يثير الغبار امام مطالبات اي قومية محلية بحقوقها .. ويتم استخدام ذلك العدو كمبرر مقدس لعمليات القمع والقتل الممنهج لكل من يحاول ان يخرج برأسه عن حالة التجييش التي تحاك لذلك العدو .
- لإدراك العظمة أبحث عن عدو عظيم
مصر كانت تدرك الهدف الأساسي من السد الأثيوبي فعلي الرغم من الادعاءات الاثيوبية بأن السد لتوليد الكهرباء ، لا تملك اثيوبيا اي قدرات لنقل الطاقة الكهربائية المولدة من السد للداخل الاثيوبي ، وأهمية السد الأساسية تكمن في انه اداة سياسية ستحاول اثيوبيا استخدامها لتعظيم نفوذها الأفريقي علي حساب الدور المصري ..
و ظهرت النوايا الاثيوبية الحقيقة اعلامياً بتصريح ساذج من "دينا مفتي" المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية .. حينما صرح بأنهم سيعملون لاحقاً علي بيع مياه نهر النيل قبل ان يتراجع عن ذلك التصريح لكن بعد فوات الأوان .
حاولت اثيوبيا عقد اي اتفاقات لنقل الطاقة الكهربائية الهزيلة المولدة من السد لدول الجوار ، لكن الطاقة المولدة من السد مازالت محل شك .. لا يعمل أي مولد من مولدات السد حتي الآن بشكل دائم .. في الوقت نفسه تحركت مصر لتقطع الباب علي اثيوبيا في حلم تصدير الكهرباء فعقدت اتفاقات لزيادة قدرة خط الربط الكهربائي مع السودان لدرجة ان شمال السودان يقتات بالكامل علي الكهرباء المصرية وتم فصله تماماً عن الشبكة السودانية .. وتحركت مصر لفرض عضلاتها في القارة لتعلم الجميع كيف تبني السدود وعقدت صفقة مع دولة تنزانيا لبناء سد "جوليوس نيريري" الذى يُنفذه التحالف المصرى لشركتى “المقاولون العرب” و”السويدى إليكتريك” على نهر روفيجى بدولة تنزانيا،وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات علي أمل تزويد 17 مليون اسرة تنزانية بكهرباء ثابتة ومستقرة .. كاد العمل ان ينتهي في هذا السد ومازالت اثيوبيا منذ اكثر مايزيد عن 10 سنوات تحارب طواحين الهواء وتضرب بالفؤوس علي أمل صنع حفرة وسط مياه المحيط .. ومازالت تلهث خلف شركة "ساليني" الأيطالية المقاول الأساسي لسد النهضة علي أمل ان تنهي بناء السد يوماً ما .
جاء فيضان النيل العام الماضي مروعاً للسودان فقد غرقت ولايات كبيرة من السودان خاصة التي تجاور نهر النيل .. وقد بدا واضحاً ان سد النهضة لن يوفر أي حماية للسودان من الفيضانات وهو ما أدي جزأياً إلي تغير الموقف الرسمي السوداني تجاه سد النهضة .. بعكس الموقف الشعبي المتردي الذي يري ان سبب الفيضان ان مصر لم تفتح بوابات السد العالي لتصريف مياه بحيرة ناصر ! ويحاول منتسبو هذه الأفكار منذ فترة الي تدمير شعرة معاوية الباقية بين مصر والسودان وآخرها اغلاق شريان التجارة الشمالي الأساسي مع مصر فيما يطلق عليه "ترس الشمال"!
عقد الجيش المصري والسوداني منذ فترة مناورات عسكرية اطلق عليها "حماة النيل " في اشارة واضحة لهدف المناورة وهو حماية تدفق نهر النيل .. مصر تستعد عسكرياً وتناور سياسياً للوصول إلي أفضل حل للطرفين بما يضمن ازدهار الشعب الأثيوبي وضمان حقوق الشعب المصري .. لكن الوصول لهذا الهدف لا تضمنه باقات الزهور بل يحتاج احياناً للمشي علي الأشواك .. فعقدت مصر مجموعة من الاتفاقات العسكرية مع اغلب الدول المحيطة باثيوبيا استعداداً لأي نزاع قد ينشب .
كما انها تعمل علي زيادة قدراتها العسكرية باستمرار ما يمكنها من قيادة اكثر من معركة علي اكثر من جبهة في نفس الوقت ، فهي تقوم بإنشاء وتمويل تجهيزات لأكثر من جيش وأسطول بأستطاعاتهم التحرك بانفراد علي جميع المحاور في نفس الوقت .. كما انها تعمل علي عقد صفقات العديد من المقاتلات الضاربة بذخائر مخصصة لضرب التحصينات والسدود ، و تستطيع السفر آلالاف الأميال لضرب السد الأثيوبي إن لزم الأمر .. وهو مايعيدنا لنفس السؤال الذي طرحناه في أول الموضوع ..
بما ستفيد المسيرات الأثيوبية الجيش الأثيوبي أمام طُغْمة من المروحيات تضرب من البحر .. واشباح لاتري تقصفهم من الجو ( الرافال الميج وقريباً السوخوي ).
تحياتي
TOPOL
التعديل الأخير:
