الجزء التاسع
بعد يوم 22 أكتوبر، أحداث قوية جدا
ول حدث، والله سبحانه وتعالى أرسل لنا مدد من عنده، والمدد كان في الكمين يوم 22 أكتوبر، والكمين الثاني في هذه المنطقة، العدو أخلوا إصاباتهم وهربوا، وأخلوا أسلحتهم التي تم تدميرها، حملوها وتقدموا، ونحن نسمع صوت الدبابات، لفوا ودخلوا، المسافة في هذا المنعطف إلى بيت الفلاحين (الذي تصورت عنده، جالسا بعدما أعطوني الموقع الأمامي وأنا جالس فترة الراحة آكل مع الجنود وأرفع معنوياتهم، ونعمل لياقة، نرعب الإسرائليين لا نتركهم يناموا، كل يوم نعمل عليهم إغارة، كل يوم، ونحدث فيهم خسائر يوميا) هنا بيت الفلاحين ويلفوا الثلاث دبابات داخلين والكمين في طريقهم وأنا فيه، وابل من النيران، وحصل الآتي...
بعدما أخليت "نبيل غراب" (هنا) وعبرت به وسبحت به، والمقدم "محمد محمود ابراهيم" هو الذي أخرج لي العربة الجيب وحملت فيها... أنا و"سيد الباز" الحي الوحيد الذي تبقى من مجموعتي، وحملت وأخليت المصابين، ضربوا علينا نار، لم يكن معنا كلمة سِر الليل، قاعدة الدفاع الجوي لمحمد محمود ابراهيم، ضربوا علينا نار، من رحمة الله سبحانه وتعالى أننا كنا راقدين تحت التبة التي يضربوا من عليها، يضربون من مكان عال ونحن تحت، ليس معنا كلمة سِر الليل ويظنوا أننا يهود، لأن الطيران مستمر.. ما حصل بعد ذلك؟ مقدم محمد ابراهيم دخلتُ له الملجأ وكانوا خلصوا ذخيرتهم وأنا سيد الباز ونبيل غراب مصاب، خلصوا ذخيرتهم ولم يصب منا أحد،
أنادي أنا ملازم صاعقة... ولم يكن أحد منا علق رتب، عرفوا ودخلنا ملجأ المقدم محمد محمود ابراهيم، نزلت له وهو يجلس في الملجأ تكلمت معه وكنا في الأول في حالة نفسية سيئة معي مصاب وتغمرنا المياه من سباحة ترعة الإسماعيلية ونزحف في الرمل كيلو ونصف، وضُرِبَ علينا نيران، ونزلت له الملجأ، صراحة هاجمته وكنت منفعل جدا وهو كان هادئا جدا، قال "أنا أخذت تعليمات" (وهو صادق) لأننا رأينا بأعيننا ونحن في الداخل ونُضرَب بالطائرات الصاروخ كاد أن يقترب يضرب في الطائرة الأمريكية، ويخطيء يمين، شِمال، خلف،... هذا رأيته، الطيران الأمريكي درس جيد جدا يضرب ومسيطر على أرض المعركة وقوات الصاعقة والمظلات تُباد، وهم مقاتلون من الدرجة الأولى لكن هناك من الناحية الإسرائيلية الأمريكية تفوق جوي أسميه في الحرب أو المعركة أنه داخل يبيد قوات،
قال مقدم "محمد محمود ابراهيم" أن عنده تعليمات ولو أخرج هذه القاعدة سيتم إبادتها (وهذا عرفناه بعد ذلك، ليس في ذلك الوقت) عرف أن يعالج غضبي وهو ذكي جدا، تعامل معي بهدوء وقدم لي مياه، شربتها وكنت عطشان جدا، وقال ما يقدر أن يفعله؟ قلت معي "نبيل غراب" مصاب وينزف، أول ما قلت له في ثواني قال العربة الجيب، طلعها لي، بسائق، عربيته الجيب الخاصة وهو قائد القاعدة، وضعنا "نبيل غراب" وركب معي "سيد الباز" ودخلنا مباشرة اتجه لنا السائق مباشرة إلى الملجأ يسمونه المستشفى الميداني، تحت الأرض وكان موقعها بين قيادة الجيش الثاني الميداني (التي كانت خلف نفيشة) وقاعدة الدفاع الجوي ـ لأن وصلنا لها في وقت قليل. ونزلنا الملجأ وجدت ملجأ طويل جدا عبارة عن جيش أو سَرية من الأطباء ومحاليل... مضيء تحت الأرض... مستشفى حقيقية، يسمونها مستشفى ميداني (يعني تحت الأرض).
أول ما سلمته، أول دكتور، فتح عينيه قال "الحمد لله". وضع له قطرة، حركت عينيه، نقلوه للمحاليل. ركبت العربة الجيب وقولت للسائق أن يعود بي إلى الجلاء وفي الطريق قال لا يستطيع أن يتخطى قيادة الجيش (ولم أكن أعرف أن قيادة الجيش قريبة)
سبحان الله، أنا دخلت قيادة الجيش و"سيد الباز" كان معي في الخلف في العربة.
هذا كلام لم يذكره أحد حتى لواء "نبيل شُكري" رحمه الله.
لماذا لم تسقط مدينة الإسماعيلية.
الجندي سائق المقدم "محمد محمود ابراهيم" قال لا يقدر أن يوصلني لما بعد قيادة الجيش، قلت هنا قيادة الجيش؟ (لا أعرف) وهم يعرفون، وقواعدهم في هذه المنطقة تحت الأرض
دخلت قيادة الجيش قبل آخر ضوء يوم 22 أكتوبر، وجدت في مركز قيادة الجيش "نبيل شُكري" قائد الصاعقة، وباقي القيادات ، وفي هذا اليوم أعطى لي ربع سندوتش صغير مربى (وهو كان يعرفني من بطولات السباحة، وحضر بطولة السباحة سنة 1972 وأخذت المركز الأول على القوات المسلحة) معنوياتي مرتفعة لأني أنقذت زميل لي الحمد لله واطمأنيت عليه وسلّمته، فكانت معنوياتي طيبة... وربنا كرمني أن أصبحت في قيادة الجيش، كيف حصل ذلك، غير مخططا، السائق كي يوصلني مبنى الإرشاد الذي كان فيه "مدحت عثمان" (وذهبت له بعد ذلك، كان موجود في مبنى على بعد 3 كيلو من عزبة أبو عطوة، في الحديقة يدير المعركة، وبدون رُتَب)
دخلت مركز القيادة، فيه نبيل شُكري، معي سلاحي والشَّدّة الخفيفة (الحزام فقط) والأفرول، ليس معي شَدّة ثقيلة ولا خوذة، كنا عبرنا الترعة (عبرت بـ"نبيل غراب" رغم أن التيار كان شديد جدا، عبرت به ورجعت لأحمل "سيد الباز")
دخلنا مركز قيادة الجيش، أول شيء وهو يعطيني السندوتش "خذ هذه ياعِلمي" وهو يعرفني من بطولة القوات المسلحة والسباحة قلت له "يافندم اليهود هنا" ليسوا في نفيشة أو شيء، أنا داخل مبلول مياه وبعدها رمل، وفعلا مركز قيادة الجيش بينه وبين المكان الذي دخل فيه اليهود في نفيشة يعتبر في حدود حوالي 400 متر (ان حسبت ترعة الإسماعيلية ومركز القيادة في الخلف بعد الترعة في الداخل) والدبابات وقفت قبل الكوبري لما نُسِف، وفُم ماسورة الدبابة تجاة قيادة الجيش التي لا تظهر من فوق الأرض، أنا لا أعرفها، هي ملجأ، مركز قيادة تحت الأرض، الدبابات دخلت رأيتها بعيني وأنا أخلي دخلَت وقفَت ونحن تحت، والترعة منخفضة، عبرنا وربنا كرمنا وأنقذنا الملازم أول نبيل غراب وسلمناه الحمد لله.
كيف وصلت قيادة الجيش، تدابير الله، السائق أريد أن يوصلني إلى الجلاء كي ألحق سَريّتي هناك والحدائق عند شونة السوداني،
نبيل شكري كان قائد بمعنى الكلمة، رحمه الله، بسرعة فائقة أخلوا مركز القيادة في أقل من دقائق وجدت نفسي وحدي، أنا و"سيد الباز" نمشي على أقدامنا ، كوبري الجلاء تم نسفه، لفينا ودخلنا من عند مبنى الإرشاد، وجدنا في الحدائق مدحت عثمان جالسا بدون رُتَب ومعه جهاز لاسلكي، وجندي مراسلة، وصلت له قلت اليهود هنا وصلوا نفيشة قال "إلحق علي أمين" هذا كل ما قاله لي...
لمستشفى الميداني وقيادة الجيش قريبين من بعض، ملجأ المستشفى الميداني خلف قيادة الجيش، والناحية الخلفية هناك قاعدة الدفاع الجوي يعني مسافة قريبة، كلها حوالي كيلومتر، بين قاعدة الدفاع الجوي وقيادة الجيش،
ليس معنا كلمة سِر الليل، هذه المسافة 3 كيلومتر، يجب أن نرجعها بأقصى سرعة،
قلت له اليهود هنا وأنا أبلغت اللواء أركان حرب نبيل شكري، فقال مدحت عثمان
إلحق علي أمين،
إلى أن وصلت أنا وسيد الباز ضُرِب علينا كمية ذخيرة من قواتنا لأن ليس معنا كلمة سِر الليل، والطريق إلى مدحت عثمان إلى أبو عطوة كمائن، هذه مسافة 3 كيلومتر، قطعناها جري ويُضرَب علينا نيران، ماذا نفعل؟ نزلنا في الحدائق، شِمال، كي نخلي الطريق ولا نكون ظاهرين، دخلنا خبطنا في الكمين الأخير،
في هذا الوقت سني 23 سنة، داخل حرب، في الطريق لم أفكر في أهلي أو مستقبلي، وأتمني شهادة. وأقول تقبلني شهيد.
(أخذت نوط الجمهورية في الميدان من الرائد على أمين قائد الكتيبة)
رجعت من لقائي مع مدحت عثمان، إلحق علي أمين،
وهو مشغول، جالسا في الخلف، على مسافة 3 كيلومتر من مكان الكمين ويدير معركة نفيشة، كتيبتين، 223 و 133، بصفته رئيس عمليات ورئيس أركان مجموعة 139 صاعقة.
أحمد أسامة ابراهيم لم يكُن موجود في مركز القيادة ولا يدير العمليات،
بعدنا عن الطريق جرينا ويُضرَب علينا نار لأن ليس معنا كلمة سِر الليل، وصلنا للمكان بأقصى سرعة وسمعنا صوت الدبابات وهي داخلة، هذا ليلا، عندما دخلت الدبابات لا تزال في المنعطف(Curve) صوتها في المنعطف الذي استشهد فيه ابراهيم الدسوقي، وهي تلف داخلة في اتجاه أبو عطوة عند بيت الفلاحين الذي ضُرِبَ عنده، بيت من الطين والكمين في هذا المكان، في ظهرنا هذا البيت (وأنا تصورت عنده بالجنود)
كفرد معه رشاش بدبشك ينطوي، أمام هذه الدبابات... بالرشاش والشَّدّة الخفيفة، لا أقول ما سأفعل في هذه المعركة وأنا أجري، الأمر روح إلحق علي أمين، أعرف أن هنالك معركة لأني أخليت نفيشة وضابط مصاب، وأرى هجوم عدو تجاه مدينة الإسماعيلية فأرى الموقف أمامي، أنفذ الأمر كما قيل لي "زاوية 90" كما يقول لك أحد "حريقة" أمر جلل وهجوم شرس، قبلها 48 ساعة طيران يضرب، وقواعد دفاع جوي تُضرَب وسيطرة جوية من الطيران الأمريكي ودبابات داخلة، ونحن داخلين هذه المعركة، عندما يقول لك قائد "إلحق علي أمين" أنتقل من موقع لموقع... هذه حرب، هناك من أصيب، ومن استشهد، ومن وقف دافع...
ليس لدي فِكر في هذا اللحظة إلّا أن أنضم إلى "علي أمين" ويحصل ما يحصل (واللواء "على أمين" لا زال حي ويجب عليه أن يقول هذا التاريخ).
وقفنا عند نقطة نسمع جنازير الدبابات، الكمائن في أماكنها من أول من بعد كوبري الجلاء التي تم ضربه، توجد الكمائن حتى عزبة أبو عطوة قبل المنعطف الذي استشهد فيه في الكمين الأول "ابراهيم الدسوقي". هذا الكمين الثاني، غير الكمين الأول الذي استشهد فيه ابراهيم الدسوقي،
وهؤلاء الصهاينة سحبوا الدبابات ومشيوا وبعد ذلك تقدموا في نهاية يوم 22 أكتوبر.
عندما وصلت للخط الأول في الكمين الثاني، في آخر ضوء، وجدت العساكر والضباط في الكمائن لا أعرف لمن أتجه، انضممت للكمين في توقيت صعب جدا، أنقذت وأخليت مصابين ، مهمة ليست سهلة، وأنقذت قيادة الجيش، وأتلقى أمر جديد من رئيس عمليات المجموعة وهو يدير العمليات على مسافة 3 كيلو، ويقول لي "إلحق..." إذا عنده معلومات على جهاز اللاسلكي ان العدو تقدم مرة أخرى،
موقف جلل، لم يبلغهم أني ذاهب إليهم، كلنا في هذه اللحظات من يقدر أن يفعل شيء يفعله، عمليات فدائية من الدرجة الأولى... كل منا يقوم بمهمة، ما يقدر عليه يفعله، أنا غيرت تسليحي في المعركة، لم يغيره لي أحد،
تسليح ضابط الصاعقة مسدس 9 مللي، وبندقية آلي... بدلت كل هذا وأخذت رشاش جرينوف، أقاتل به لكمية الذخيرة التي فيه، سلاح ثقيل وقاتلت به.
لم أعترف بالبندقية الآلية لأني أحتاج كَمّا من الذخيرة، وآر بي جيه، واستلمت آر بي جيه وضَرَبتُ به...
عندما وصلت للكمين، لا أري فيه أي شيء لأني دخلت في آخر ضوء.
وقف إطلاق النار كان 8 إلَا عشر دقائق، وعرفنا وأعلن السادات أن وقف إطلاق النار 8 إلا 10 دقائق. وأنا كنت في قاعدة الدفاع الجوي وعرفنا وقف إطلاق النار.
إسرائيل تريد أن تكسب أرض، ولا تعترف بوقف إطلاق النار، وتريد أن تصل الإسماعيلية، هي ثلاثة كيلومترات يقطعها عندما يقضي على باقي المقاتلين وعددهم قليل. لأن القوات انتشرت من أصيب ومن رجع ومن تحرك للخلف... المعركة تُدار بمجموعات صغيرة، عمليات فدائية،
من تحركي من كتيبة الدفاع الجوي، إلى قيادة الجيش، و"مدحت عثمان" والرجوع للكمين، فترة من العصر للمغرب، لم أر أي دبابات أو مدرعات مصرية،
موجود في أرض المعركة رجال 133 صاعقة، صمدوا.
رجعنا باقي بالضبط دقائق، ودخلَت الدبابات موقع الكمين، طلعنا من تحت الأرض من الحُفَر البرميلية وسيل من الآر بي جيه والدانات على الدبابات الثلاث لدرجة أن الدبابة الأولى... أول واحد في الكمين اسمه زكريا أو عوض، لا أتذكر بالضبط، وجلّت (أخطأ) منه أول دانة، ورأيت هذا، الدبابات الثلاثة داخلة ودخلت في نطاق الكمين ونحن على مسافة 5 متر، جلت دانة آر بي جيه، طلعت الدانة فوق برج الدبابة، ودانة أخرى أمام البرج، والدبابات داخلة، الدبابة الأولى لم تُضرَب أولا، والدبابة الثانية التي في المنتصف عندما ضُرِبَت وتدمرت برجها طار لأعلى لا يقل عن حوالي 10 ، 15 متر، وكان شيء عجيب، برج دبابة بهذا الثقل بماسورته يطير هكذا في الهواء، من كم الذخيرة التي دخلوا بها ووضعوها فيه، والآر بي جيه اخترق وانفجرت الدبابة وطار البُرج،
الدبابة الثالثة دخلت في الدبابة الثانية،
الدبابة الأولى وقفت وكأنك ميدان رماية، سيل من النيران، معنويات، "الله أكبر" ضرب آر بي جيه نفدت الدانات وذخيرتنا كلها بالكامل وانتهت الدبابة، نُطِرَت جثتان، على موقع الكمين مسكوا في بعضهم وتفحموا، واشتعلت الجثث الإسرائيلية لليوم التالي صباحا، وأصبحت جثث الجنود الإسرائيلية فحم.
لم يكُن وراء الثلاث دبابات شيئا.
بعدما سحبوا دباباتهم في الكمين الأول (وهذا كلام دقيق جدا أقوله) ودخلَت الثلاثة دبابات، بعدما لفت الطريق ودخلَت أمام بيت الفلاحين المبني بالطين، كان هؤلاء الإسرائيليون صيد طيبا لنقيم عليه حفلا، فرح، نصر من عند الله.
ظهر منهم أفراد على برج الدبابة ولذلك نضرب بالرشاشات والبنادق،
(عندما كان الشهيد ابراهيم الدسوقي كل أمله يُحضر من على البُرج هذا أسيرا، هذف بالنسبة له، ونال الشهادة) الحمد لله نجحنا،
ما حصل بعدما دمرنا الدبابات الإسرائيلية وأصبحت تشتعل نيران، وطار برج والجثث الإسرائيلية ملقاة ومفَحّمة،
موقف لابد أن أقوله وأذكره، "علي أمين" قال "عِلمي أرجوك إهدأ " في وسط هذه النيران بعض من الجنود يبكي بكاء نصر، موقف جلل، لا أقدر أن أعبر عنه، و"حامد شعراوي" واقفا (وهو قائد سرية بعد استشهاد الرائد ابراهيم الدسوقي في الكمين الأول) واقفا أسد، قلبه ميت، ليس لديه قلب، واقف يعطي تعليمات يهديء المقاتلين، في موقف صعب جدا، مما واجهوه بعد هذا الكمين...
إرهاق وتعب، حالة من البكاء، لواحد أو اثنان من الشد العصبي، هذه معركة فيها كل شيء، بكاء منتصر، وبطل،
اللواء "علي أمين" كان رائد في هذا الوقت، و"صادق عبد الواحد، واقفون جنب بعض، قال "على أمين لـ"صادق عبد الواحد" أنا أحتاج لأن أنام نصف ساعة فقط،
هذا الكلام ليلا حوالي الساعة 10 أو 11، بعد ساعتين من المعركة، يريد أن يرتاح وهذا حقه.
"صادق عبد الواحد" قال لي أنت وحامد شعراوي... (وهو قائد سَريَة وأنا قائد فصيلة) علمي يمسك ساعة عليا (وهو يريد أن ينام هو الآخر) وحامد شعراوي يمسك ساعة، يعني نبدل.
تحولت من ضابط مقاتل أنا واللواء حامد شعراوي، إلى فرد خدمة (حراسة على القائد، ينام)، عملت ذلك بصدر رحب جدا وأنا أيضا مُرهَق،
الحمد لله في هذا الوقت برتبة ملازم، ولياقة وأصغر سنا.
ونام فعلا "علي أمين" في وسط النار نصف ساعة، والدبابات محترقة، ناموا في بيت الفلاحين المبني من طين، ناموا على الأرض، ليس هناك سجادة ولا حصيرة، ناموا على الأرض، ولا تعرف نام على أي شيء، لا يهم