مرحبا بك في منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية

انضم إلينا الآن للوصول إلى جميع ميزاتنا. بمجرد التسجيل وتسجيل الدخول ، ستتمكن من إنشاء مواضيع ونشر الردود على المواضيع الحالية وإعطاء سمعة لزملائك الأعضاء والحصول على برنامج المراسلة الخاص بك وغير ذلك الكثير. إنها أيضًا سريعة ومجانية تمامًا ، فماذا تنتظر؟
  • يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

لماذا وقعت بريطانيا اتفاقًا لنقل المهاجرين وطالبي اللجوء إلى رواندا؟

𓈙𓉔𓏲𓎡𓂋𓏭

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
22,252
مستوى التفاعل
83,922
النقاط
43
المستوي
11
الرتب
11

ملاذ بديل.. لماذا وقعت بريطانيا اتفاقًا لنقل المهاجرين وطالبي اللجوء إلى رواندا؟​

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
أرسل بريدا إلكترونياأبريل 19, 2022
6 دقائق


فاجأت المملكة المتحدة الجميع في 14 أبريل الجاري -كما اعتادت- بخبر توقيعها اتفاقًا مع رواندا لنقل اللاجئين من المملكة المتحدة، لحين النظر في طلبات لجوئهم والبت فيها، في محاولة لضبط الهجرة غير الشرعية القادمة من فرنسا. وهو الخبر الذي عدّه الكثيرون منافيًا للمعايير الدولية المنظمة للجوء والهجرة، وخطوة غير أخلاقية من جانب الحكومة البريطانية.

تفاصيل الاتفاق​

لقد أبرمت المملكة المتحدة الاتفاق مع رواندا لاستقبال طالبي لجوء ومهاجرين في المملكة المتحدة، في إطار محاولات الحكومة البريطانية ضبط الهجرة غير الشرعية. وتعهدت المملكة المتحدة بتمويل يصل إلى 157 مليون دولار (120 مليون جنيه إسترليني) كتمويل للعملية. ووفقًا للاتفاقية، سيحصل الأشخاص الذين يُرسلون إلى رواندا على الإقامة والدعم، وسيكونون أحرارًا في الخروج من أماكن إقامتهم في جميع الأوقات.
وقال رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، إن من شأن الصفقة التي عقدت بين بلاده ورواندا بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني أن “تنقذ أرواحًا لا تعد ولا تحصى” من ضحايا مهربي البشر. وفي خطاب ألقاه في مدينة كينت، قال “جونسون” إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء لمنع “مهربي البشر الأشرار” من تحويل القنال الإنجليزي إلى “مقبرة بحرية”، مضيفًا أن الخطة “الإنسانية والرحيمة” أُعدّت للقضاء على هذا النشاط.

وأردف “جونسون” قائلًا بأن: “رواندا ستكون قادرة على استيعاب عشرات الآلاف من الأشخاص في السنوات القادمة”، مشيرًا إلى أن الدولة الواقعة في شرق إفريقيا هي “واحدة من أكثر البلدان أمانًا في العالم ومعترف بها لسجلها في الترحيب بالمهاجرين واندماجهم”. وهو التعليق الذي يتنافى مع انتقاد المملكة المتحدة رواندا بسبب اختراقها لحقوق الانسان من عدة أشهر سابقة، هذا الانتقاد الذي جاء على لسان “ريتا فرينش”، السفيرة الدولية للمملكة المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، في شهر يوليو 2021.

أبرز ردود الأفعال​

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن اقتراح الحكومة البريطانية إرسال مهاجرين وصلوا البلاد بشكل غير قانوني إلى رواندا “أمر غير مقبول” وانتهاك للقانون الدولي، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية. وقال الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين “إنفر سولومون” إن ذلك لن يفعل شيئا يُذكر لردع الأشخاص اليائسين، و”سيؤدي فقط إلى المزيد من المعاناة الإنسانية”.
وأشار زعيم حزب العمال السير “كير ستارمر” إلى أن “جونسون” يحاول صرف انتباه البلاد عن فضيحة حضوره تجمعًا للاحتفال بعيد ميلاده في الوقت الذي كانت تفرض فيه حكومته الإغلاق العام في البلاد، بمخطط “غير عملي وغير أخلاقي وابتزازي”. وقال حزب “الديمقراطيون الليبراليون” إن الحكومة “تغلق الباب” في وجه اللاجئين.

وكذلك فقد دعت أكثر من 160 جمعية خيرية الحكومة إلى إلغاء الخطة، ووصفتها في رسالة مفتوحة بأنها “قاسية بشكل مخجل”. علاوة على ذلك، فقد اضطرت وزيرة الداخلية “بريتي باتيل” إلى إصدار “توجيه وزاري” نادر لتمرير الخطة، وهو ما يعني أنها تتحمل المسؤولية عنها. وهذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها الوزارة هذه الصلاحية خلال 30 عامًا. وقد قامت بذلك نظرًا لرفض عدد كبير من موظفي الخدمة المدنية بالوزارة القرار، وبهذا سيكون خيارهم إما مواكبة القرار أو ترك وزارة الداخلية.

نهج صادم ولكنه قديم​

علّق الكثيرون عند استقبالهم لبنود الاتفاق، بأنها خطوة غير مسبوقة دوليًا. ولكن للأسف فإن هذا النهج اتبعته عدة دول، ويبدو أن هناك الكثيرين يمهدون لانتهاجه. فنجد أنه قد سبق لرواندا استقبال مهاجرين غير شرعيين ولاجئين سودانيين وإريتريين من إسرائيل عام 2014. وفي عام 2021، أعلن رئيس الوزراء “ميت فريدريكسن” أن الدنمارك توصلت إلى اتفاق مع رواندا؛ لاستقبال جميع طالبي اللجوء تقريبًا مقابل المزيد من مساعدات التنمية، والتمثيل الدبلوماسي الأقوى، وبرامج التبادل.
هذا وقد فتحت المفوضية الأوروبية عبر “ميثاقها الجديد للهجرة” الباب أمام مثل هذه المبادرة، حيث أسقط حصص استقبال اللاجئين على الدول، جاعلة ذلك اختياريًا بالنسبة للحكومة التي يمكن أن تعوضه بتمويل مراكز استقبال وإيواء لطالبي اللجوء خارج أراضيها.

وترجع كل تلك المبادرات إلى الحكومة الأسترالية التي نفذت برامج أسمتها “حل المحيط الهادئ” لنقل اللاجئين إلى مراكز احتجاز بدول صغيرة وجزر بالمحيط الهادئ كبابوا غينيا الجديدة، قبل عشرين عامًا. ولهذا لا يصبح من الغريب أن نجد أن “ألكسندر داونر” وزير الخارجية الأسترالي السابق في الحكومة الأسترالية التي عملت على مثل تلك البرامج، أصبح مؤخرًا أحد مستشاري “باتيل”.

لماذا الآن؟​

خلال العام الماضي، عبر 28,526 شخصًا القنال الإنجليزي إلى بريطانيا من فرنسا، مقابل 8,404 أشخاص في عام 2020. ووفقًا لإحصاءات وزارة الداخلية، فإن حوالي 90% من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا على متن قوارب صغيرة عبر القناة العام الماضي كانوا من الذكور، ويُعتقد أن غالبية هؤلاء كانوا غير متزوجين. وبهذا فمن يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة عبر هذا الطريق هم أكثر عرضة لأن يكونوا مهاجرين لأسباب اقتصادية.
لذا، تهدف وزارة الداخلية إلى تثبيط وصول الوافدين، والذي بلغ ذروته عند حوالي 600 شخص يوميًا، ولكن قال “جونسون” إنه يمكن أن يصل إلى 1000، من خلال جعل هذا الطريق عبر الاتفاق غير قابل للتطبيق وغير جذاب، والإصرار على أن طالبي اللجوء يجب أن يتقدموا بطلب الحماية في أول بلد آمن يدخلونه، هذا يعني أن معظمهم سيضطر إلى البقاء في أوروبا القارية.

ولهذا، فإن الوصول إلى هذا الاتفاق، يُمكن اعتباره التفافًا على الضغوط الفرنسية على الحكومة البريطانية. حيث تزايدت تلك المناوشات بين البلدين منذ عملية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. وكان أبرزها وقت تبادل الاتهامات بين البلدين بعد حادثة الغرق لما يقرب من 27 مهاجرًا، في نهاية نوفمبر الماضي بالقنال الإنجليزي.
فقد صرّح على إثر تلك الحادثة وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانين”، بأن سوء إدارة الهجرة يجعل المملكة المتحدة “جذابة للغاية” للمهاجرين. وأضاف: “الجميع يعلم أن هناك أكثر من مليون مهاجر غير شرعي في المملكة المتحدة وأن أصحاب العمل الإنجليز يستخدمون هذه القوة العاملة”. وادّعى كذلك أن بلاده تُعامل مثل “كيس ملاكمة” من قبل حكومة المملكة المتحدة التي فشلت في فرز سوق العمل غير المنظم.
وكذلك فقد رفض رئيس الوزراء الفرنسي “جان كاستيكس” في ديسمبر الماضي، رسميًا فكرة اقترحها رئيس الوزراء البريطاني بقيام قوات الأمن البريطانية بدوريات على الساحل الفرنسي لمنع وصول الزوارق إلى المياه. وكتب كاستيكس “لا يمكننا قبول … قيام الشرطة أو الجنود البريطانيين بدوريات على سواحلنا. إنها مسألة سيادة وأنا أعلم حساسية حكومتك تجاه احترام سيادة الآخرين”.
وقد اتّهم أحد الصحفيين البريطانيين الحكومة الفرنسية بتساهلها المتعمد في مراقبة السواحل الفرنسية بمقال له بمنتصف نوفمبر الماضي بجريدةthe sepctator البريطانية المحافظة. وأرجع ذلك إلى رغبة الرئيس الفرنسي “ماكرون” ترحيل مشكلة الهجرة غير الشرعية للمملكة المتحدة.

حلقة جديدة في سلسلة التشدد البريطاني​

بالرغم من أنه يمكن أن يتم إرجاع توقيع الاتفاق بالوقت الحالي كوسيلة للالتفاف على الضغوط الفرنسية، وسبيل لمواجهة الهجرة المتزايدة. ولكن يُعد هذا التفسير منقوصًا؛ نظرًا لأن هذا الاتفاق لا يُعد الأول في سلسلة التشدد البريطاني أمام تسهيل الهجرة واستقبال اللاجئين. فعلي سبيل المثال لا الحصر:
  • كانت المملكة المتحدة على رأس الدول التي عملت على نزع الجنسية عن مواطنيها الذين انضموا لداعش. ورفضت كذلك اقتراح الرئيس “ترامب” في فبراير 2019 باستقبال الدول الأوروبية لمواطنيها الذين انضموا إلى داعش.
  • ونجد أن الحكومة تعمل حاليًا على المراحل النهائية لتمرير قانون جديد للجنسية وحماية الحدود، والذي يقول النقاد إنه يعاقب اللاجئين الذين يسعون إلى الحصول على اللجوء في المملكة المتحدة. فالذين يتم العثور عليهم بشكل غير قانوني قد يواجهون ما يصل إلى أربع سنوات من السجن بموجب الإجراءات الجديدة. وأيضًا بموجب قانون الجنسية وحماية الحدود، سيكون للحكومة البريطانية الحق في سحب الجنسية من شخص ما دون إخباره، في حال كان يشكل خطرًا كبيرًا على المملكة المتحدة.

  • وعلى عكس السواد الأعظم من الدول الأوروبية التي قدمت تسهيلات غير مسبوقة لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الغزو الروسي. فقد تم تقديم حوالي 28500 تأشيرة فقط، وصل منها 10800 شخص بحلول 5 أبريل. واعتبارًا من 7 أبريل، تلقت الحكومة ما يقرب من 80 ألف طلب تأشيرة لكلا البرنامجين ولكنها منحت 40900 فقط. وقد رفضت الحكومة فتح المجال للاجئين وأعلنت استقبالهم بالأساس لأشخاص ذوي الصلة المباشرة بالأوكرانيين المقيمين بالمملكة المتحدة. وأصرت كذلك على معالجة طلبات اللجوء في فرنسا.

ما المُحرك لهذا النهج إذًا؟​

حال سعينا إلى تتبع تلك القرارات المتلاحقة والتي تتسم بعدم المرونة والتشدد، سنجد أنها تقف وراءها وزيرة الداخلية “بريتي باتيل ” والتي تولت هذا المنصب منذ 2019. وبالرغم من أنها مولودة لأبوين هاربين من أوغندا بسبب القمع في الستينيات للمملكة المتحدة. إلا أنها اتخذت منذ انخرطت في العمل السياسي مثل هذا النهج المتشدد، وقد اعتبر الكثيرون أنها تعكس طبيعة دائرتها المحافظة وناخبيها من المهاجرين الذين يريدون الحفاظ على مزايا وجودهم دون انتقاصها من أطراف خارجية، مع مزيج لقيم اجتماعية محافظة.
ولهذا فقد كرّست وقتها منذ تقلدها لمنصب وزيرة للداخلية لأمرين: أولهما، إدخال نظام قائم على النقاط يهدف إلى تقليل العدد الإجمالي للمهاجرين مع منح المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى “الأفضل والأكثر ذكاءً”؛ وثانيهم، صد أولئك الذين يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة بوسائل غير شرعية.
ختامًا، يمكننا القول إن مثل هذا الاتفاق يتوافق وطبيعة وزيرة الداخلية البريطانية “بريتي باتيل”. وبالرغم من عدم الشعبية التي تتسم بها قرارتها ومنها تباطؤها في معالجة ملف اللاجئين الأوكرانيين، وتوقيعها لمثل هذا الاتفاق المجحف. إلا أن ملف الهجرة الذي كان أحد الدوافع الرئيسة للبريكست، واحتمالية تنامي شعور عدم الترحاب من قبل البريطانيين للاجئين الأوكرانيين حال ما بدأوا في الضغط على المنظومة الصحية والتعليمية لهم في ظل الضغوط المنتظرة على الأسر البريطانية بسبب تداعيات فيروس كورونا ثم الحرب الروسية، وأخيرًا مع اتجاه أوروبي عام يُمهد لهذا التشدد في ملف الهجرة، كل تلك الدوافع مجتمعة قد تسهّل قبول الرأي العام البريطاني لتحركاتها وسياساتها على المدى الأبعد.


من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!



من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

Golden Eagle

عضو معروف
إنضم
23 نوفمبر 2021
المشاركات
399
مستوى التفاعل
1,809
النقاط
3
Country flag
وممكن كمان يبقي مدخل ذو غطاء قانوني لنقل الدواعش والارهابيين الي افريقيا ، خصوصا ان الانجليز ومخابراتهم بيديروا عملية نقل الارهابيين منذ فتره
 

𓈙𓉔𓏲𓎡𓂋𓏭

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
22,252
مستوى التفاعل
83,922
النقاط
43
المستوي
11
الرتب
11
21213-780x470.jpg

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

اتفاقية اللجوء وأثرها على رواندا​

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
أرسل بريدا إلكترونيايونيو 8, 2022
6 دقائق
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
مشاركة عبر البريد


تستعد المملكة المتحدة خلال أيام لبدء تنفيذ اتفاقية ترحيل اللاجئين على أراضيها التي وقعتها مع رواندا؛ فقد تم بالفعل احتجاز اللاجئين الذين صدر قرار بترحيلهم في مقرات احتجاز لتحملهم أول طائرة يوم 14 يونيو القادم. وفي هذا السياق، أعلنت حكومة المملكة المتحدة إنها “ستستثمر 120 مليون يورو (150 مليون دولار) في التنمية الاقتصادية والنمو في رواندا”، بالإضافة إلى تمويل “عمليات اللجوء والإقامة والاندماج على غرار التكاليف المتكبدة في المملكة المتحدة لهذه الخدمات”، ووصفت الحكومتان الصفقة بأنها “شراكة في الهجرة والتنمية الاقتصادية”.
بالرغم من تعارض هذه الاتفاقية مع مبادئ قانون اللجوء وخصوصًا “مبدأ إعادة التوطين” التي يجب أن تتم طوعيا؛
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
لكن ما لم يتم قياسه هو مردود هذا القرار بإعادة التوطين في رواندا على المجتمع، وخاصة في هذا التوقيت الذي تعاني فيه رواندا من توتر العلاقات مع جيرانها من الدول الأفريقية، وخاصة الكونغو الديمقراطية.

اللجوء في المملكة المتحدة

وفقًا لإحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبدءًا من منتصف عام 2021؛ كان هناك 135,912 لاجئًا، أي ما يوازي 0.2% من إجمالي سكان المملكة المتحدة. وذكرت الإحصائيات أن هناك 83489 حالة لجوء معلقة، و3968 شخصًا عديم الجنسية في المملكة المتحدة، علاوة على تلقي المملكة المتحدة 48540 طلب لجوء جديد.
احتلت إيران المرتبة الأولى في قائمة الجنسيات طالبة اللجوء إلى المملكة المتحدة عام 2021 (9800 طلب). أما في النصف الثاني من عام 2021، فكانت الجنسيات الخمس الأولى في طلبات اللجوء هي: إيران (6002)، وإريتريا (4412)، وألبانيا (4.010)، والعراق (3042) وسوريا (2303). وأظهر التصنيف أن اجمالي اللاجئين هو سوريين (75615)، وأفغان (49905)، وفنزويليين (19235)، وكولومبيين (18.160)، وباكستانيين (17960)، وعراقيين (16.420)، وأتراك (13845).
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

أما عن الأسباب التي أدت إلى حالة اللجوء في المملكة المتحدة وأسباب اللجوء ففي الحقيقة تشمل كل الاسباب؛ أهم هذه الأسباب هي:
  • الأسباب السياسة والاضطهاد في الدولة الأم مثل إيران وباكستان وكولومبيا.
  • الهروب من ويلات الحروب الناشبة في الدولة الأم مثل سوريا والسودان وأفغانستان.
  • أسباب اقتصادية لسوء الأحوال الاقتصادية في الدولة الام وارتفاع نسب البطالة.
  • أسباب دينية مثل الاضطهاد الديني للأقليات وتغيير الدين.. إلخ
  • أسباب أخرى متنوعة منها ما هو اجتماعي وثقافي وبيولوجي وجنسي؛ كالصراعات العرقية.
    من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
رواندا ومستويات اللجوء
قامت رواندا بإعداد فنادق خاصة لاستقبال دفعة اللجوء القادمة من المملكة المتحدة؛ أحد هذه الفنادق Rouge by Desir الذي يقع على بعد حوالي 10 دقائق بالسيارة من وسط عاصمة رواندا كيجالي. ويحتوي الفندق المكون من ستة طوابق على 72 غرفة مطلة على المدينة، ويقع في منطقة سكنية بها مزيج من المنازل والشركات المستقلة. لم يكن هذا هو الفندق الوحيد الذي تعاقدت معه الحكومة الرواندية لاستقبال القادمين من المملكة المتحدة؛ فهناك فنادق عدة كلها قريبة من العاصمة، بالرغم من عدم الإفصاح حتى الآن عن العدد الفعلي للفوج الأول.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تستقبل فيها الأراضي الرواندية لاجئين من دول أخرى؛ ففي عام 2017، قبلت رواندا 4000 لاجئ تم ترحيلهم من إسرائيل، لكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على هذه العملية، وكان أغلبهم من إريتريا وجنوب السودان. ولم يبق اللاجئون في رواندا لفترة طويلة.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
كذلك تم ترحيل لاجئين من ليبيا قُدروا بأكثر من 900 طالب لجوء، وصلوا في ثماني رحلات إجلاء من ليبيا إلى منطقة العبور عبر الحدود منذ إنشائها؛ لكن 67٪ منهم أعيد توطينهم في دول أخرى.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

ومن المتوقع أن من سيلتحقون بطائرة 14 يونيو سيكونون من الذين لم يتمكنوا من الحصول على الموافقة على اللجوء؛ أي من المعلقين والمتقدمين الجدد بطلبات؛ لكونهم لم يحصلوا على حق اللجوء بعد وبالتالي لا يخضعون لـ”إعادة التوطين”. لكن يصبح السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو مدى قدرة رواندا على استيعاب هؤلاء المُرحّلين، خاصة وأن هذه الرحلة لن تكون الوحيدة؛ فالخطة الإنجليزية ستستمر لمدة 5 سنوات، وقد تجدد في السنة الرابعة لخمس أخرى.
ويبلغ عدد سكان رواندا نحو 12,952,218 نسمة لعام 2021، وبالتالي إذا تم قبول طالبي اللجوء الجدد وعديمي الجنسية ستبلغ نسبتهم لعدد السكان 0.675%؛ هذا بخلاف اللاجئين والنازحين من دول الجوار. وفي دولة تعد الدولة الأكثر كثافة سكانية في أفريقيا يعد أي طالب لجوء ضغطا على قدراتها. وهناك 5 معكسرات بعيدة عن كيجالي العاصمة وتقع على الحدود الرواندية؛ يتراوح عدد اللاجئين ما بين 10 -20 ألف في المعسكر الواحد.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

يتميز الاقتصاد بمتوسط نمو جيد بلغ 7.2٪ خلال العقد الماضي حتى عام 2019، بينما نما نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5٪ سنويًا، لكنه تراجع بسبب تدابير الإغلاق والتباعد الاجتماعي للسيطرة على جائحة COVID-19، مما أدى إلى تقليص الأنشطة الاقتصادية بشكل حاد عام 2020، فانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4٪، وهو الركود الأول منذ عام 1994.
ثم ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11.1٪ في الأشهر التسعة الأولى من 2021، مما عكس انتعاشًا واسع النطاق مقارنة 2020. وتوسع الإنتاج الصناعي بنسبة 16.5٪ وارتفع الإنتاج الزراعي إلى 6.8٪ في نفس العام، بينما زادت الصادرات التقليدية (البن والشاي والكاسيتريت والولفرام والكولتان) بنحو 35٪ في الأشهر التسعة الأولى من نفس العام.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

رواندا بين المغانم والمغارم
بالطبع لم تُقدم رواندا على التوقيع على هذه الاتفاقية بدون استهداف العديد من المغانم المحفزة لاتخاذ مثل هذه الخطوة، لكن في نفس الوقت يشوب هذه الاتفاقية العديد من الخطوط الحمراء التي قد تكلف كيجالي الكثير.
أولًا- المغانم:
  • تعهدت الحكومة الرواندية بدمج المهاجرين في المجتمع الرواندي؛ لذا ستتلقى كيجالي 120 مليون يورو (145 مليون دولار) ليس للاستضافة وحدها؛ بل للتدريب المهني وتوفير أنشطة التعليم الأخرى، والوصول لسوق العمل دون معوقات. ولن يشمل هذا البرنامج الوافدين الجدد فحسب، بل سيكون متاحًا أيضًا للروانديين، الأمر الذي يعني تحسنًا ملحوظًا في الاقتصاد الرواندي مع توفير خدمات تدريبية.
  • تحاول رواندا أن تقدم نفسها للغرب على أنها الدولة الأكثر استقرارًا، ولا غنى عنها في منطقة شديدة الاضطراب. وقد نجحت بشكل جيد في هدفها؛ من خلال المشاركة في جميع بعثات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. ولذلك تسعى إلى تحقيقه أيضًا على أساس ثنائي، وعند نجاحه مع المملكة المتحدة يمكن أن يتكرر مع فرنسا أو ألمانيا، وهما الدولتان الاكثر استقبالًا للاجئين بأعداد أضعاف لاجئي المملكة المتحدة.
  • قد يكون من بين هؤلاء القادمين من يحمل مستويات تعليمية عالية، وبالتالي يعد مكسبًا لنقل خبرات جديدة.
  • محاولة محو الصورة القديمة عن رواندا المتعلقة بالإبادة الجماعية؛ وتقديم صورة جديدة أكثر تحضرًا.
https://www.unhcr.org/rw/wp-content/uploads/sites/4/2016/06/file-page1.jpg

ثانيًا- المغارم:
  • أثيرت مخاوف في شرق الكونغو ولا سيما شمال كيفو، المتاخمة لرواندا. حيث توجد في محيط مدينة بيني الميليشيات الجهادية “تحالف القوات الديمقراطية” منذ سنوات. ويُخشى أن يتحول اللاجئون كمصدر تجنيد لتلك الميليشيا، خاصة وأنهم ناقمون بسبب ترحيلهم قسريا.
  • غضب المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش من هذه الاتفاقية؛ كونها تنتهك أهم المعاهدات الدولية للاجئين وهي اتفاقية جنيف، لقيام المملكة المتحدة بترحيل طالبي اللجوء إلى دولة متهمة بعدم احترام حقوق الإنسان، والقمع السياسي، والاعتقالات التعسفية وتسييس القضاء. فقد اتُهمت كيجالي باغتيال معارضين في الخارج وفي عام 2018، قتلت الشرطة الرواندية 12 لاجئًا بعد احتجاج في منطقة كارونجي بسبب التدافع أثناء توزيع حصص الطعام.
    من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
  • السماح للاجئين الجدد بالنفاذ إلى سوق العمل سيخلق منافسة شديدة مما يزيد من فرص عدم الاستقرار.
  • قد تتسبب التفرقة ما بين معاملة لاجئي المملكة المتحدة وباقي اللاجئين القادمين من جهات أخرى في نشوب نزاع داخلي؛ نظرًا إلى عدم المعاملة بالمثل، مما سيضع عبئًا ثقيلًا مستقبلًا على النظام لحفظ الأمن. ويتمثل الكيل بمكيالين ليس فقط في اختلاف مستوى مناطق الاستضافة من معسكرات في مناطق حدودية نائية لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية إلى فنادق مجهزة بتجهيزات أفضل؛ بل أيضًا حجم الانفاق على كل منهما.
  • اختلاف الثقافة ما بين المُرحّلين قسريًا وبين الروانديين قد يتسبب في نشوب الصراع، وخاصة أن منهم أسباب لجوئه قد لا تجعله مقبولًا في المجتمع الحاضن الجديد، ومنهم من أتى من مجتمعات غير أفريقية.
  • ما هو الضامن لعدم عودة هؤلاء المرحّلين قسرًا من المملكة المتحدة والهرب مرة أخرى؛ خاصة إذا تمت عملية الترحيل قسريًا كما هو حادث بالفعل؟ فقد نشرت الصحف البريطانية دخول 17 من المحتجزين بهدف الترحيل في حالة إضراب عن الطعام بل والتهديد بالانتحار.
    من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
  • ما الذي يضمن استمرار النظام في كيجالي في معاملة اللاجئين وفقًا للاتفاقية واستمرارهم في نفس المستوى الحالي من توفر الحياة الفندقية وقلة الأعداد مقارنة بمعسكرات اللجوء الأخرى؟
ومن ثم قد تكون هذه الاتفاقية -إذا تم تنفيذها فعليًا- طوق نجاة لنظام الرئيس الرواندي كاجامي داخليًا وإقليميًا ودوليًا؛ لكنها في نفس الوقت قد تصبح القنبلة التي يمكن أن تفجر نظامه.. وهو الاحتمال المرجح.

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
Asylum in the UK, UNHCR (Geneva: UN, 1st. May. 2022)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
أسباب مثل الهوية الجندرية والتمييز الجندري
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
What does Rwanda gain from the refugee deal with the UK?, Kris Berwouts (Brussel: Mondiaal Nieuws, 26th. Apr. 2022)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
First evacuation flight of 2022 from Libya to Rwanda brings over 100 asylum seekers to safety, UNHCR (Geneva: UN, 30th. Mar, 2022)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
Where We Work, UNHCR’s Presence in Rwanda, UNHCR (Geneva: UN, Dec, 2019)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
The World Bank in Rwanda, world Bank (Washington, D.C.,: 15th. Feb., 2022)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
UK-Rwanda asylum seekers’ deal: Good news for Kigali hotels, BBC (London: 20th. May. 2022)
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
Asylum seekers stage hunger strike as UK prepares Rwanda deportation: Mohamed Shalaby and Emir Nader, BBC (London: BBC, 3rd. Jun. 2022)
 

𓈙𓉔𓏲𓎡𓂋𓏭

ولقلبي أنتِ بعد الدين دين
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2021
المشاركات
22,252
مستوى التفاعل
83,922
النقاط
43
المستوي
11
الرتب
11
image6-2-780x470.png

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!

بعد عرقلة اتفاقية نقل اللاجئين إلى رواندا.. متى تتخلص بريطانيا من تشابكات قوانين الاتحاد الأوروبي؟​

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
أرسل بريدا إلكترونيايونيو 29, 2022
5 دقائق
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
مشاركة عبر البريد


في سابقة لم تحدث من قبل، تم إلغاء رحلة طيران قبل إقلاعها بدقائق وحظر خطة حكومة بأكملها لنقل طالبي لجوء بتدخل من قرار صدر من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حدث هذا بالفعل في بريطانيا؛ إذ صدر قرار بمنع نقل لاجئين منها إلى رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، وإلغاء أغلى رحلة طيران كلفت خزينة الدولة 500 ألف جنيه إسترليني في آخر لحظة، واضعًا الحكومة البريطانية في مأزق، باحثة عن تشريع جديد من شأنه أن يتجاهل هذا القرار.

خطة بريطانية مهددة بالفشل

zVw74ebLTZtP0oxY1WD7WNu6M2jaNXVlGlShp9Pqqz0OushlxyUleRqJD85b0NS_0gE8XeMwnhkbde5_55bhmKHYE6KZSFwpCM3_olxSLXgDVngKUaXj6TUwuBGnaPQaN7xWcpKbQ4IrcaA9mg

تقتضي الخطة التجريبية التي مدتها خمس سنوات إرسال طالبي اللجوء الذين قدموا إلى المملكة المتحدة بشكل غير شرعي إلى رواندا- التي تستضيف حوالي 150 ألف لاجئ من دول أخرى- لتقديم طلباتهم هناك، وقد يحصل هؤلاء الأشخاص على إقامة دائمة بها كلاجئين، والتقدم للحصول على جنسيتها، وإذا لم يحصلوا عليها فبإمكانهم التقدم بطلب للاستقرار هناك اعتمادًا على أسباب مختلفة، أو يمكنهم أخيرًا السعي إلى اللجوء في “دولة ثالثة آمنة”.
تم التصديق على هذا القرار من قبل الحكومة البريطانية، وكان الهدف منه هو الحد من عمليات عبور بحر المانش ” القناة الإنجليزية” من فرنسا التي ارتفعت على الرغم من الوعود المتكررة بالتصدي لهذه الظاهرة منذ
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
ووُقع الاتفاق بين البلدين في منتصف أبريل الماضي، مطبقًا على أي شخص يدخل المملكة المتحدة بصورة غير شرعية. وبموجب الاتفاق، بمقدور رواندا أيضًا أن تطلب من المملكة المتحدة استيعاب بعض من اللاجئين لديها الأكثر عرضة للضرر، وستتكلف بريطانيا وفق هذه الخطة ما يقدر بـ 1.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وأعلنت أنها ستدفع مبلغ 120 مليون جنيه إسترليني كدفعة مقدمة إلى رواندا، متعهدة بالمزيد من الدفعات لمعالجة القضايا المختلفة.
ويتوقع أن تدفع بريطانيا المزيد من الأموال في حالة استقبال رواندا المزيد من المهاجرين وطالبي اللجوء، وسط غموض حيال الرقم الحقيقي لإجمالي الأعداد التي ستنقل إلى رواند؛ إذ توقع المسؤولون في البداية حوالي 130 عملية ترحيل قسري، وبالطبع من يشاهد الصورة من بعيد يعلم جيدًا أن رواندا ستستغل هذه الموقف على أكمل وجه.
SKl60hcIJjWiD9khrsIx7AGHRTb-2BVSXsIUdx55ViNlOITkeJczHOpz0Z-jilg09y0mAYOoy5rbYQjEhbwqsaSFNQeFmDLWGqEDfFWDb0iZ7rlUi5GBbQYSbI_xb8th6lR4p9eANacGmud7Zw

قرار الترحيل أثار انتقادات وتشكيكات من قبل عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمحامين، مقدمين عددًا من الطعون ضد هذه السياسة، ومستندين في ادعاءاتهم إلى أن “رواندا” وجهة غير آمنة، وأن هذا القرار ينتهك الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، ووصل الأمر إلى توجيه اتهامات الاتجار بالبشر ضد البلدين، وسط شكوك أخرى تتعلق بكون رواندا دولة لا تحترم حقوق الإنسان والحقوق المدنية والسياسية.
وأثار الأمر تساؤلات حيال الأسباب وراء إبرام رواندا هذا الاتفاق مع بريطانيا وماذا سيعود على كيغالي، فيما شكك كثيرون في تأكيد الحكومة الرواندية على رغبتها في إعادة توطين ودمج المهاجرين الأفارقة على أراضيها، ومنحهم فرصة لبناء حياة جديدة.
وحذرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وزارة الداخلية البريطانية مرتين من أن القيام بترتيبات ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا شيء غير قانوني، وقُدم ذلك كطعن قانوني لوقف العملية الجارية، وإثبات حقوق المهاجرين، معلنة خوفها من أن طالبي اللجوء، بعد نقلهم إلى رواندا، لن يتمكنوا من الوصول إلى إجراءات “عادلة وفعالة” لتحديد وضعهم كلاجئين.
وبالفعل، استُبعد بعض الأفراد من الرحلة الأولى وتقلص العدد من 37 شخص إلى 7 بعد أن رفض القضاء البريطاني طعونًا لمنع الرحلة بالكامل. ولكن مع تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، ألغيت الرحلة قبل دقائق من مغادرتها يوم 14 يونيو الجاري، بعد أن قررت أن هناك رجلًا عراقيًا يواجه خطرًا حقيقيًا وقد يتعرض لضرر لا رجعة فيه إذا تم إرساله إلى رواندا.
PnFP5WMgeMvlaE0iXPBi5SCmFWipgLt6CjkXFdzjiP8rpiaqZZsp5lvhbzkxHy9luil5XLj9mUKGcxOptO-s1Drcnwk_rymhSw186lt-4uKQFCsvmpoI8Z8dYAE4FH0xeYQhttZHlvh6UcMQ-Q

الجدير بالذكر أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هي هيئة لا تتبع الاتحاد الأوروبي، وإنما هي جزء من مجلس أوروبا الذي لا تزال المملكة المتحدة عضوًا فيه، تأسست عام 1959 بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، وتعمل على احترام
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
، وتصدر أحكامًا ملزمة قانونًا عندما يتم انتهاك حقوق الإنسان لأي شخص تحت سلطة أي من الدول الأعضاء، بما في ذلك الحق في الحياة، وحظر التعذيب، والحق في الخصوصية وغيرها.
عادة ما تتعامل المحكمة مع الانتهاكات التي تحدث على أراضي الدولة العضو، ولكن “الترحيل” يعد من الاستثناءات، فيمكن للمحكمة أن تمنع ترحيل شخص معرض لخطر التعذيب في البلد المستقبِل؛ لأن ذلك مبدأ راسخ في قانون حقوق الإنسان. ومن المقرر أن تعقد المحكمة العليا جلسة مراجعة قضائية للسياسة التي تقتضي إرسال اللاجئين إلى رواندا، وإعادة النظر في قانونيتها، وإذا قالت إنها غير قانونية فإن أي طالب للجوء تم إرساله إلى هناك يمكن إعادته.
Y-LCZscqI3u1GTwIIq2M0ra3AoRN2cUYChuT1xBF9bBwMt7w6Th7zpR5HTn5E7qHaIEFSg579etlIYIcCSR_9mayNhYQVQb1qqYJdpMc7M8R8o-b5bQSWECBHHUV7qYiOyHunMFAxNq4ZAIKqQ

تسبب القرار في موجة غضب من الحكومة البريطانية إزاء أن يكون لمحكمة مقرها في بلد آخر حق إيقاف رحلة جوية بريطانية، ولا سيما بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، فقامت بتقديم طعون قانونية أخرى على حكم المحكمة، ولكن في نهاية المطاف ألغيت الرحلة، ونزل كل من على متن الطائرة الجاهزة للإقلاع من قاعدة عسكرية إنجليزية، والتي عادت بعد ذلك إلى إسبانيا.
وخرجت الحكومة بتأكيدات ضمنية أن قرارات القضاء الأوروبي لن توقف خططها لترجيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وأكدت تحضيرها لرحلة أخرى، وأنها لن تتنازل عن موقفها. ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية “برتي باتل” قرار المحكمة الأوروبية بأنه “مخزٍ جدًا”، وأنه قد تم اتخاذه بطريقة “مبهمة”، مؤكدة أن هناك دوافع سياسية مؤكدة وراء اتخاذ القرار. فيما علّق رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” واصفًا القرار بأنه ” عقبة غريبة في اللحظات الأخيرة”، خاصة وأن كل محاكم بريطانيا وجدت أنه لا توجد عقبة، ولم تحكم بعدم دستورية هذه السياسة.
ومن جانبها، أكدت الحكومة الرواندية أنها ستبقى على التزامها تجاه استقبال اللاجئين من بريطانيا، وأنها ستعمل بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة من أجل إنجاح الشراكة بين البلدين، وتوفير الأمن والفرص لطالبي اللجوء.

الرد البريطاني على قرار المحكمة الأوروبية

xKUFOegd-bjSmVFPpye8TX-AHAlKQfW2zVHk9v2DRq_gA5u9OLEYxACnQOhSAFtbe15wvP2O908DvCuZf1iLowUAVSDPh91_2GP712ei62oe3Yy16ZWNbSCfiDr45Wc0PQSRMk3KbA-hJifoXA

في العقد الأخير، تعالت أصوات نواب وأعضاء بحزب المحافظين الحاكم مطالبين بانسحاب المملكة المتحدة من المحكمة والميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، ولكن في نفس الوقت رأى القادة البريطانيون أن ثمة ضرورة لتغيير طريقة عمل المحكمة بدلًا من الانسحاب، لأنه من الخطأ نقض صلاحيات البرلمان البريطاني. وهو ما يفعله رئيس الوزراء البريطاني حاليًا، فهو يضع احتمال الانسحاب قائمًا، لتسهيل عملية ترجيل اللاجئين من البلاد، لنستنتج أن جونسون وحكومته يمنحون هذه القضية بالذات اهتمامًا متزايدًا، لدرجة تحويلها إلى رمز يقيس مدى فاعلية الدولة في السيطرة على حدودها.
وعقب الأحداث الأخيرة، اجتمعت الحكومة البريطانية حول هدف جديد وهو إبطال الحظر الذي قررته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا؛ وذلك عن طريق خطة جديدة يتم إعدادها لتقديمها إلى مجلس العموم تقتضي “تجاهل” أوامر المحكمة، وتغيير أجزاء من قانون حقوق الإنسان، بوضع ثغرات قانونية أكثر صرامة.
وأكد نائب رئيس الوزراء “دومينيك راب”، والمسؤول عن التغييرات في القوانين الدستورية، أن مشروع القانون الذي اقترحه سيعمل على حل مشاكل قانون حقوق الإنسان الحالي دون التخلي عنه تمامًا، وكشف عن الخطة التي تؤكد أن حكومته لن تنسحب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ولكنها ستعزز تقاليد الحرية في بريطانيا. فيما يرى المنتقدون أن هذه الخطوة من شأنها أن تخلق مستويين من الحقوق، وقد تمنح المسؤولين فرصًا لاستغلال سلطتهم ونفوذه.
وعن الخطة الجديدة للحكومة البريطانية ردًا على قرار المحكمة الأوروبية، فهي تتضمن تدابير تم اقتراحها العام الماضي تشمل:
  • وعد بتوضيح القانون للقضاة حتى يتم وضع القوانين البريطانية فوق أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان؛ أي أن المحكمة العليا في لندن هي صانع القرار النهائي بشأن قضايا حقوق الإنسان.
  • خطة لفحص بعض دعاوى حقوق الإنسان ضد الحكومة أو الهيئات العامة الأخرى، من خلال مطالبة الناس بأن يثبتوا في أقرب وقت ممكن أنهم سيعانون من ضرر كبير، من أجل تقليل القضايا التافهة.
  • وضع حد لما يمكن للمحاكم أن تأمر به الهيئات العامة لتصحيح مشكلة ناجمة عن انتهاك حقوق الإنسان.
  • تغييرات في تفسير الحق في الحياة الأسرية يعتقد الوزراء أنها ستعني إمكانية ترحيل المزيد من المجرمين المولودين في الخارج حتى لو كان لديهم أطفال في بريطانيا.
  • تجاهل الأوامر القضائية الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهو الأمر المستحدث هذه الأيام، في أعقاب الخلاف حول نقل اللاجئين إلى رواندا.
تمت مناقشة هذا الاقتراح -ما عدا النقطة الأخيرة- في أواخر العام الماضي، في أعقاب تضمين تعهد بإصلاح قوانين حقوق الإنسان في البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين عام 2019، ولكنه قوبل بانتقادات واسعة تؤكد أن من شأنه أن يخلق فئة مقبولة من انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، وأنه خطوة إلى الوراء بالنسبة للعدالة البريطانية.
ووفقًا لما سبق، يبدو أن الخلافات حول قضية اللاجئين من شأنها إعادة إحياء ضعف الدعم لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي نجا من اقتراع سحب الثقة منذ أسابيع قليلة، وقد يكون قرار المحكمة الأوروبية بإلغاء رحلة ترحيل اللاجئين علامةً على عدم كفاءة الحكومة البريطانية التي تواجه الآن اضطرابات داخلية تشهد إضرابًا للسكك الحديدية، ومحاولة إزالة التشابكات العالقة فيما يخص بروتوكول أيرلندا الشمالية والخروج من الاتحاد الأوروبي، متوقعة أن هذه القضايا قد تلهي وتشتت الانتباه عما يواجه المملكة المتحدة من تصاعد للفقر والفساد الحكومي.
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن

أعلى أسفل