وتشرح المؤلفة في كتابها، مستندةً إلى وثائق تاريخية وملفّات رفعت عنها السرية، كيف عمل أحفاد حكّام خزاريا على تأسيس الحركة الصهيونية، وكيف اشترَوا قادة الدول الكبرى حينها للموافقة على نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين، كما تذكر في الكتاب كيف تعاملت الحركة الصهيونية والبنوك الدولية التابعة لها مع الفاشيين في ألمانيا، وموّلت حملة هتلر الانتخابية وأوصلته إلى الحكم عام 1933، وتذكر الكاتبة حقائق تؤكّد دفعهم الأموال للفاشين ليقوموا بمجازر ضد اليهود (الذين ليسوا يهودًا حقيقيين بمفهومهم إنّما من أم خزرية وأب يهوديّ كما أسلفنا) في أوروبا لإجبارهم على الهجرة لفلسطين، ووثقت غراتشوفا جميع تلك المعلومات بمصادر تاريخية مع تسمية الأشخاص الذين نسّقوا بين جميع الجهات.
غراتشوفا تذكر في الكتاب أنّ الولايات المتحدة هي دولة خزاريا الثانية المخفيّة ويحكمها سرًّا أحفاد أولئك اليهود، وتتعدد الأساليب التي يستخدمها أحفادهم حاليًا لإخضاع الحكومات والدول التي ترفض أن تكون جزءًا من امبراطوريتهم العالمية، فتدأب تلك الفئة على إغراء الدول بمشاريع اقتصادية ضخمة تستوجب أموالًا طائلةً، يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولي التابع للخزينة الفدرالية الأميركية، وفي حال استقراض أيّ دولة من الصندوق المذكور، يعني تبعيتها الاقتصادية للولايات المتحدة ودخولها في الامبراطورية العالمية، بحسب غراتشوفا.
أمّا إذا ما رفض قادة الدول الانزلاق وراء تلك العروض، فتشنّ عليهم حملات إعلامية تتهمهم بالدكتاتورية والفاشية، لتفرض عليهم عقوبات اقتصادية، وبعدها يجري العمل على زعزعة الوضع الداخلي عن طريق تنظيم الثورات التي تؤدي عادةً إلى اندلاع حروب أهلية تمزّق هذه الدول وتطيح بحكامها، كما يجري الآن في العالم العربي أو كما جرى في روسيا بداية القرن العشرين، حيث عملت البنوك اليهودية الموجودة في بريطانيا والولايات المتحدة على تمويل الأحزاب الروسيّة المعارضة للقيصر بهدف الإطاحة به، ما أدى في النهاية إلى نشوب حرب أهلية دمّرت البلاد، وأدت إلى انهيار الإمبراطورية الروسية، المنافس الأكبر حينها لبريطانيا والولايات المتحدة.
أمّا في حال لم تنجح تلك الفئة في إحكام سيطرتها على الدول بالحصار الاقتصادي أو الثورات أو الحروب الأهلية، فإنها تلجأ وفق ما تقوله الكاتبه غراتشوفا، إلى الأسلوب الأخطر، وهو تدمير المجتمعات، بنشر الدعارة والمخدرات والعادات السيّئة، أو تدمير الحضارات بالعمل على محو الثقافة الوطنية للشعوب، ما يؤدي الى انهيارها فكريًا وثقافيًا، وبالتالي تسهل السيطرة عليها، وضمها إلى الإمبراطورية الدولية، حتى نجاح أحفاد حكام خزاريا، كما حدث مع الاتحاد السوفييتي الذي لم يستطيعوا القضاء عليه عسكريًا ولا السيطرة عليه اقتصاديًا، دمروا مجتمعه ما أدى إلى انهياره في نهاية المطاف.
لذلك تلجأ غراتشوفا في كتابها لاستعراض علاقات حكام الولايات المتحدة بزعماء مافيا المخدرات في العالم، خصوصًا في أمريكا اللاتينية وأفغانستان وصفقات تجارة المخدرات التي نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ولا تزال