البحرية الأمريكية
وفي هذا السياق بدأ الجيش الأمريكي مشروع الصواريخ فرط الصوتية الذي يحمل اسم «الصقر الأسود» في مطلع سنة 2021، والذي تقول تقديرات إن مدى صواريخه يصل إلى مدى أطول من 2775 كم، ويؤكد التقرير أنَّ ميدان الدفاع الجوي قد عانى من انكماش في هيكليته، وبرامج التحديث خلال العمليات في كلٍّ من العراق وأفغانستان، وقد بدأ تحديث هذا الميدان في التقدم من خلال الحصول على أول هيكل تجريبي لمركبات «M-SHORAD» التي تمثِّل أول خطوة في طريق تحديث الدفاعات الجويَّة.
أما بالنسبة للقوَّات البحرية الأمريكية فإنَّها ما زالت تشتبك مع سؤال الحجم وإعادة الهيكلة بالنسبة لأسطولها في المستقبل خصوصًا بالنظر إلى متطلبات الميزانية، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، خرج تقرير عسكري من طرف كلٍّ من حرس السواحل والبحرية الأمريكية يسلِّط الضوء على وجود تنافسية من طرف كلٍّ من روسيا والصين، مع التركيز على المنافسة الصينية خصوصًا في ظلِّ التوترات في بحر الصين الجنوبي.
وأوصى التقرير الأمريكي بضرورة تعزيز التحالفات وتكثيف الوجود الأمريكي في بحر الصين الجنوبي بالإضافة إلى استمرار التدريبات الروتينية من أجل مواجهة التهديدات في نقاط التوتُّر – هنا ينبغي الإشارة إلى أن التقرير قد أُعدَّ قبل الغزو الروسي لأوكرانيا – ومن أجل مواجهة حضور الأسطول البحري الصيني.
وأوصى التقرير بتحديث القوَّات البحرية الهجومية وتعزيز قدراتها سواءً بالنسبة للقطع البحرية المأهولة أو الخالية من الطاقم البشري، رغم ذلك فإن هنالك غموضًا حول الموقف الأمريكي من زيادة حجم الأسطول البحري، ففي سنة 2016 كان هناك توجُّه نحو الوصول إلى 355 سفينة مقاتلة، بينما لم يتجاوز العدد حتى الآن 300 قطعة.
وفي يونيو (حزيران) 2021 صدر ملف من طرف البحرية الأمريكية يستشرف مستقبلها للثلاثين سنة القادمة، ودعا إلى توسيع الأسطول البحري إلى مابين 321 و372 سفينة مأهولة، بالإضافة إلى حوالي 77 إلى 140 سفينة غير مأهولة بمختلف الأنواع؛ لكن هذه التوقعات تبقى رهينة ميزانية الدفاع