- إنضم
- 18 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 17,981
- مستوى التفاعل
- 83,041
- النقاط
- 43
- المستوي
- 11
- الرتب
- 11
- الإقامة
- مصر العظيمة

١٩٥٣: حين أسقطت الولايات المتحدة إيران الديمقراطية
في صباح الرابع من نوفمبر ١٩٧٩، اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران، رافعين الأعلام وهاتفين بشعارات احتجاج، ليحتجزوا ٥٢ دبلوماسيًا أمريكيًا كرهائن لمدة ٤٤٤ يومًا. لم تكن هذه مجرد حادثة دبلوماسية عابرة، بل لحظة حاسمة غيرت مسار العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وتركت أثرًا طويلًا على السياسة الدولية. وراء هذه الصور التي شغلت العالم، كانت هناك حكاية أعمق تتعلق بغضب متراكم منذ عقود، يعود جذوره إلى عام ١٩٥٣، عندما أجهضت المخابرات الغربية أول تجربة ديمقراطية حقيقية في إيران.
محمد مصدق: رؤية السيادة الإيرانية
في أوائل الخمسينيات، ظهر محمد مصدق كشخصية بارزة في إيران، سياسي مدني وحقوقي حمل رؤية واضحة لاستعادة السيطرة الإيرانية على مواردها الطبيعية، خاصة النفط الذي كانت تسيطر عليه شركة النفط البريطانية-الإيرانية (AIOC)، التي أصبحت لاحقًا «بريتيش بتروليوم» (BP). في ١٩٥١، عُين مُصدق رئيسًا للوزراء، مدعومًا بحركة شعبية واسعة طالبت بالاستقلال الاقتصادي والسياسي.
قراره بتأميم النفط في ١٩٥١ كان خطوة جريئة أثارت دعمًا شعبيًا كبيرًا، حيث خرجت حشود إلى شوارع طهران للاحتفال به كقائد وطني. لكن في لندن وواشنطن، رأي مصدق تهديدًا مباشرًا لمصالحهما. وثائق CIA المُفرج عنها لاحقًا كشفت أن الغرب خشي أن يُلهم تأميم النفط دولًا أخرى لاتباع النهج نفسه، مما قد يهدد سيطرتهما على الموارد العالمية.
عملية أجاكس: إنهاء التجربة الديمقراطية
لم تتردد القوى الغربية في اتخاذ إجراء. في صيف ١٩٥٣، نفذت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بالتعاون مع المخابرات البريطانية (MI6) عملية سرية سُميت «أجاكس». شملت العملية تجنيد رجال قبائل، تمويل مظاهرات مدبرة، شراء ولاء ضباط في الجيش الإيراني، ونشر حملات إعلامية لتشويه سمعة مصدق.
في ١٩ أغسطس ١٩٥٣، نجح الانقلاب. اقتحم جنود موالون للشاه منزل مصدق، وأُلقي القبض عليه بعد مقاومة رمزية. عاد الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة بدعم غربي، بينما أُوقفت التجربة الديمقراطية الإيرانية. لم يكن ذلك مجرد خلع زعيم، بل إجهاض لحلم سياسي كان يسعى لاستقلال إيران.
ماذا لو لم يتدخل الغرب؟
أُسقِط مصدق، وبقي السؤال: ماذا لو تركت الولايات المتحدة مصدق يواصل تجربته الديمقراطية؟ ربما كان بإمكان إيران أن تبني نظامًا سياسيًا مستقرًا يُجسد إرادة شعبها، قائمًا على المؤسسات المدنية، ويتبنى نموذجًا ديمقراطيًا حقيقيًا بدلًا من أن تنزلق لاحقًا إلى حكم الملالي.

في صباح الرابع من نوفمبر ١٩٧٩، اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران، رافعين الأعلام وهاتفين بشعارات احتجاج، ليحتجزوا ٥٢ دبلوماسيًا أمريكيًا كرهائن لمدة ٤٤٤ يومًا. لم تكن هذه مجرد حادثة دبلوماسية عابرة، بل لحظة حاسمة غيرت مسار العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وتركت أثرًا طويلًا على السياسة الدولية. وراء هذه الصور التي شغلت العالم، كانت هناك حكاية أعمق تتعلق بغضب متراكم منذ عقود، يعود جذوره إلى عام ١٩٥٣، عندما أجهضت المخابرات الغربية أول تجربة ديمقراطية حقيقية في إيران.
محمد مصدق: رؤية السيادة الإيرانية
في أوائل الخمسينيات، ظهر محمد مصدق كشخصية بارزة في إيران، سياسي مدني وحقوقي حمل رؤية واضحة لاستعادة السيطرة الإيرانية على مواردها الطبيعية، خاصة النفط الذي كانت تسيطر عليه شركة النفط البريطانية-الإيرانية (AIOC)، التي أصبحت لاحقًا «بريتيش بتروليوم» (BP). في ١٩٥١، عُين مُصدق رئيسًا للوزراء، مدعومًا بحركة شعبية واسعة طالبت بالاستقلال الاقتصادي والسياسي.
قراره بتأميم النفط في ١٩٥١ كان خطوة جريئة أثارت دعمًا شعبيًا كبيرًا، حيث خرجت حشود إلى شوارع طهران للاحتفال به كقائد وطني. لكن في لندن وواشنطن، رأي مصدق تهديدًا مباشرًا لمصالحهما. وثائق CIA المُفرج عنها لاحقًا كشفت أن الغرب خشي أن يُلهم تأميم النفط دولًا أخرى لاتباع النهج نفسه، مما قد يهدد سيطرتهما على الموارد العالمية.
عملية أجاكس: إنهاء التجربة الديمقراطية
لم تتردد القوى الغربية في اتخاذ إجراء. في صيف ١٩٥٣، نفذت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بالتعاون مع المخابرات البريطانية (MI6) عملية سرية سُميت «أجاكس». شملت العملية تجنيد رجال قبائل، تمويل مظاهرات مدبرة، شراء ولاء ضباط في الجيش الإيراني، ونشر حملات إعلامية لتشويه سمعة مصدق.
في ١٩ أغسطس ١٩٥٣، نجح الانقلاب. اقتحم جنود موالون للشاه منزل مصدق، وأُلقي القبض عليه بعد مقاومة رمزية. عاد الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة بدعم غربي، بينما أُوقفت التجربة الديمقراطية الإيرانية. لم يكن ذلك مجرد خلع زعيم، بل إجهاض لحلم سياسي كان يسعى لاستقلال إيران.
ماذا لو لم يتدخل الغرب؟
أُسقِط مصدق، وبقي السؤال: ماذا لو تركت الولايات المتحدة مصدق يواصل تجربته الديمقراطية؟ ربما كان بإمكان إيران أن تبني نظامًا سياسيًا مستقرًا يُجسد إرادة شعبها، قائمًا على المؤسسات المدنية، ويتبنى نموذجًا ديمقراطيًا حقيقيًا بدلًا من أن تنزلق لاحقًا إلى حكم الملالي.