• يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

متابعة مستمرة تطورات النزاع السوداني

في رأيك . هل يتجة السودان الي تقسيم جديد


  • مجموع المصوتين
    66

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2
اعلن مجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان أنه يتجه لحق تقرير المصير في شرق السودان وفقا للمواثيق الدولية وطالبوا بالموافقة على مخرجات وتوصيات مؤتمر سنكات.

وقال المجلس الأعلى لنظارات البجا والعمويات المستقلة أنه يتجه لإغلاق خط بترول جنوب السودان، مبينا أن الحديث عن توافق المجلس للمشاركة في مؤتمر جامع لشرق ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ عارى عن الصحة،موكدا أن اى محاوله للالتفاف على مطالب الشرق مرفوضه.

هذا وقد أعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني قائد قوات الدعم السريع عن تجميد مسار الشرق لحين التوافق بين أبناء الإقليم حول قضايا الشرق

من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

TOPOL

الشك .. الشك هيمووتني !
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
1,461
مستوى التفاعل
8,284
المستوي
3
الرتب
2
شرق السودان
السودان في طريقه للتقسيم لعدة دول .. عرقيات متفرقة لا تحكمهم الحمية للدولة .. يحركهم الولاء القبلي أولاً .. الوضع الاقتصادي السيء سينمي النزاعات وستحاول كل فرقة الانقسام والتملص بأكبر قطعة ممكنة من الكعكة.. ومع غياب الحد الأدني للثقافة والتحضر بسبب عقود من سوء التعليم والاستقطاب الديني لا يوجد أي احتمال لرفع مصلحة الدولة قبل مصلحة اي طرف من الأطراف المتناحرة.
شرق السودان ودارفور وشمال السودان .. وهذا الاخير اتمني ان تضمه مصر اذا انفرط عقد السودان بشكل نهائي .. لتكون النوبة بشقيها داخل الحدود المصرية .. وكامل الخزان المائي لبحيرة ناصر.
والاستعداد مستقبلاً للدخول في نزاعات مع دولة البحر الأحمر السودانية علي حلايب وشلاتين .
 

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2
اتخذت قضية
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
بعداً جديداً، في أعقاب إغلاق محتجين خطَي تصدير واستيراد للنفط في البلاد يوم السبت 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، وما رافق ذلك من حشد لدعم مسار
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
في منطقة شنبوب قرب مدينة كسلا، وهي تطورات أربكت حسابات
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
، وشدت أنفاس الشارع، لما ستحدثه من آثار وأزمات، بخاصة في إمدادات الوقود والسلع الحيوية الأخرى، فضلاً عما أفرزته من تداعيات سياسية وأمنية على البلاد. لكن ما هي جذور هذه الأزمة، وأسباب تطورها، وما المعالجات والحلول التي يجب أن تكون لإنهاء هذه المشكلة نظراً إلى أهمية هذه المنطقة الحيوية وأبعادها الخارجية من ناحية أمن منطقة البحر الأحمر؟

شبهات فساد

في هذا الشأن، أشار الأمين السياسي لـ "حزب المؤتمر السوداني" في إقليم
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
، محمد عبد الرحيم، إلى أن "شرق البلاد له قضايا مطلبية وأخرى سياسية ترتبط بمسار الشرق للسلام، وهي قضايا لم تكن وليدة اليوم، بل بدأت منذ مرحلة ما بعد الاستقلال في عام 1956 بالمطالبة بالحكم الإقليمي، ثم قيام مؤتمر البجا الذي دعا للكفاح المسلح في عام 1964، وصولاً إلى تكوين جبهة الشرق في عهد النظام السابق. فالقضايا الملحة لهذا الإقليم تتعلق بالتنمية والنسب العادلة، في ما يتمتع به من موارد مثل الموانئ، حيث أن موانئ السودان الرئيسة تقع في هذا الإقليم، فضلاً عن التعدين، بخاصة الذهب، وهي ثروة هائلة، فهناك نحو 100 شركة تعمل في هذا النشاط، بالتالي فإن غياب التنمية وضعفها هي من أولويات القضايا المطلبية في إقليم الشرق".
ورأى عبد الرحيم أن "مساحة التعبير التي أوجدتها ثورة ديسمبر (كانون الأول) تُعد سبباً في ما شهده شرق السودان من حراك مطلبي وسياسي خلال الفترة الماضية، لكن يأتي التوقيع على اتفاقية جوبا مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2020، التي تضمنت مسار الشرق، على رأس هذا الحراك نظراً لعلاقته بمسألة الأوضاع الاجتماعية في الإقليم، فهناك تحفظ ورفض لأغلب الشخصيات التي وقعت على مسار الشرق للسلام، أكثر من الاعتراض على المحتوى، وذلك بسبب علاقتها بنظام البشير، ووجود شبهات فساد، إضافة إلى أنها لا تمثل مكونات لها ثقل ووزن قبلي".


جانب من لقاء عضو مجلس السيادة السوداني شمس الدين كباشي بممثلي المجلس الأعلى لنظارات البجا (إعلام مجلس السيادة السوداني)

طريق ثالث

ولفت عبد الرحيم إلى أن "الطرفين اللذين يقودان الحراك الجماهيري في الشرق لهما قدرة على الحشد، وهو ما ظهر عند إغلاق خطي تصدير واستيراد النفط في بورتسودان، وما تم من حشد جماهيري لدعم مسار سلام الشرق في منطقة شنبوب قرب مدينة كسلا، لكن يظل المجلس الأعلى لنظارات البجا هو القوة الأكبر، حيث له قدرة على السيطرة على المواقع الاستراتيجية ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي في شرق البلاد، نظراً إلى امتلاكه أراض ذات بُعد استراتيجي واقتصادي، بخاصة مناطق خطوط البترول والميناء".
وأشار إلى أنه "نظراً للموقع الجغرافي والاستراتيجي لمنطقة شرق السودان باعتبارها تقع على البحر الأحمر، ومجاورتها لدول عدة، فضلاً عن الصراع القائم حول الموانئ وموارد البحر الأحمر، لا يُستبعد أن يكون هناك تداخلات وتأثيرات خارجية على ما يجري من أحداث في هذا الإقليم، لأن بعض دول الجوار يرتبط استقرارها السياسي بهذا المشهد ومكوناته الاجتماعية".
ونوه الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني في إقليم البحر الأحمر، بأن "الطرفين المتصارعين حول مسار الشرق محقان في مطالبهما، وعلى الرغم من صعوبة المعالجة، إلا أنه يجب إيجاد طريق ثالث وخطة بديلة ووثيقة جديدة تستوعب كل الأطراف دون استثناء أحد، وهذا يتطلب تحركاً من الحكومة والمجموعات السياسية والاجتماعية الفاعلة لإحداث توافق حول القضايا محل الخلاف، وأن تكون هناك تطمينات تزيل المخاوف والاحتقان، فقضية الشرق ليست احتجاجية كما تتعامل معها الدولة، بخاصة المكوّن العسكري، بل هي قضية مطلبية، بالتالي لا بد أن تكون معالجتها من خلال مسارين هما التمثيل السياسي العادل في السلطة بشكل حقيقي، ومسار التنمية عبر إيجاد بنية تحتية وصحية وتعليمية وخدمية في كل مناطق الإقليم".

إهمال وتهميش

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أفريقيا في الخرطوم محمد خليفة صديق، إن "قضية شرق السودان ليست قضية جديدة، فهي قديمة جداً وظهرت في عدد من أنظمة الحكم السابقة، ومن ضمنها نظام الرئيس السابق عمر البشير، ما دفع أهالي الشرق إلى حمل السلاح ضد الحكومة السابقة، وتكونت تنظيمات عسكرية تابعة لمؤتمر البجا والأسود الحرة التي تضم قبائل الرشايدة وآخرين، وهاجمت مواقع في همشكوريب وكسلا، وتورط النظام الأريتري في دعم متمردي الشرق ضد نظام البشير، وانتهى الأمر بتوقيع اتفاق سلام الشرق في أسمرا برعاية دول عدة أبرزها الكويت التي قدمت ملايين الدولارات لتنمية منطقة شرق البلاد، لأن قضية شرق السودان تنموية بامتياز، حيث ظل هذا الإقليم يعاني من إشكالات مختلفة في الجوانب التنموية، على الرغم من أنه يُعد من المناطق الغنية بالمعادن بخاصة الذهب في منطقة جبيت، فضلاً عن وجود ميناء بورتسودان الذي يمثل المورد الرئيس لخزينة الدولة، إضافة إلى وجود مواقع عدة غنية بالبترول، وما يُعرف بكنز البحر الأحمر وهي المعادن المشتركة بين السودان والسعودية".
وتابع صديق، "فعلى الرغم من أن منطقة شرق السودان تُصنف ضمن المناطق الغنية، لكنها لم تستفد من هذه الثروات، بل ظلت من أفقر مناطق البلاد، ففيها ينتشر مرض السل بسبب الجوع، إضافة إلى وجود أزمة مياه حادة يعاني منها سكان مدينة بورتسودان منذ زمن طويل، فضلاً عن أزمات الصحة والتعليم وانتشار الأمية بنسب عالية، بالتالي يتطلب الوضع معالجات مختلفة. وظهرت خلال السنوات الماضية مبادرات مختلفة لدعم التعليم مثل مبادرة دعم الطعام مقابل التعليم، لحث الرعاة في المناطق الريفية لإلحاق أبنائهم بالمدارس من خلال توفير وجبات غذائية للأسرة حتى تتشجع لفك ارتباط أبنائها بالرعي والزراعة ليتفرغوا للتعليم ويشعروا بأهميته، لكن لم تستمر هذه المبادرة لأسباب مختلفة، بخاصة الاقتصادية منها، لذلك فإن منطقة شرق السودان بهذا الإهمال والتهميش تعاني من مشكلات مختلفة، ما يجعلها بحاجة إلى إظهار هذا التظلم، بخاصة في ظل وضع ديمقراطي لم يقدم لها شيئاً خلال قرابة ثلاث سنوات".

استقطاب مضاد

وزاد، "في اعتقادي أن ممارسة أهالي الشرق الاحتجاج والضغوط ضد الحكومة الانتقالية، أمر طبيعي على الرغم من أنه قاس وأضر بالبلاد من ناحية تهديده للاقتصاد، وهي ممارسة أقل من الممارسات التي حدثت إبان النظام السابق، حيث استُخدم السلاح، وتم احتلال مناطق عدة في شرق البلاد على يد متمردين يتبعون تنظيمات الشرق، لذلك كان لا بد للحكومة الانتقالية الحالية من أن تتعامل مع هذا الحدث بسرعة وحسم والجلوس مع المحتجين للتفاوض معهم بالحوار، باعتبار أن هذه القضية معقدة تحتاج إلى قراءة اتفاقية سلام الشرق التي ما زالت سارية على الرغم مما أحدثته من آثار، بالتالي فإن الأمر يتطلب قراءة المشهد بصورة كلية، ومعالجة القضايا بطريقة شاملة، وعلى الحكومة الانتقالية أن تنتهج سياسة مغايرة لما تتبعه من مبدأ إطفاء الحرائق، إذ لا يقود إلى معالجات جذرية، فهناك استقطاب، واستقطاب مضاد من قبل جانبَي الصراع، وهذا أمر مضر بالإقليم وقضاياه، فلا بد من أن تكون النظرة إلى القضايا شمولية والمعالجة بأبعاد وطنية، من خلال جمع كل مكونات شرق السودان المتفَق عليها في صعيد واحد، وهذا أمر ليس صعباً، فقد سبق أن جمع السفير السعودي في الخرطوم ناظري البجا والبني عامر في منزله، لذلك يجب جمع كل نُظّار وعُمد شرق السودان في مكان واحد والخروج بخلاصات تصل إلى ورقة تأسيسية يمكن أن تعالج قضية الشرق في شكل جذري".
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2
من يطّلع على بنود اتفاق مسار شرق السودان ضمن اتفاقية جوبا للسلام، الذي وُقّع عليه قبل عام في فبراير (شباط) الماضي، لا يشك مطلقاً في أن الاتفاق عالج جذور الأزمة في شرق السودان، وعلى رأس ذلك اعتراف الحكومة الحالية بأن حكومات السودان المتعاقبة كانت السبب في إهمال الشرق وتركه لكثير من التفاعلات السائبة والتهميش المتطاول، إلى أن أصبحت حاله كما هي عليه اليوم من حال لا يحسد عليها، إلى جانب المزايا الممتازة في ذلك الاتفاق.

بطبيعة الحال، إذا كان ثمة عقل سياسي للقوى الحزبية في شرق السودان، لكان من الطبيعي جداً أن يكون تثمين بنود الاتفاق أمراً مفروغاً منه، بما يؤدي إلى الفصل بين جودة الاتفاق وجدّيته، وبين النظر إلى أسلم طرق التوافق بين تلك القوى السياسية للشرق في ضمان تنفيذ هذا الاتفاق لمصلحتهم جميعاً.

وفي ظل الأنباء المتواترة عن ضغوط الإدارة الأميركية على كل من "حركة جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور و"الحركة الشعبية شمال" للالتحاق باتفاق جوبا للسلام، والترتيبات التي تعدّ لذلك خلال الأسبوع المقبل، هناك أنباء أخرى تفيد بدعم الولايات المتحدة وحرصها على تطبيق اتفاق جوبا بحذافيره، مما يعني كذلك، عدم إهمال مقتضيات بروتوكول مسار الشرق في التنفيذ الذي يقضي بأن تكون وزارة التربية في الحكومة الجديدة من نصيبه، إذ اتفق قادة الجبهة الثورية بغالبية وازنة على أن تكون الحقيبة من نصيب الأستاذ أسامة سعيد (رئيس مؤتمر البجا المعارض) وأحد قادة التنظيمين اللذين وقّعا على اتفاق المسار.

وبما أن هذه الوزارة لا تزال قيد التجميد، نظراً إلى ادعاء الحكومة ومجلس الشراكة بأن هناك مشاورات حول تعيين الوزير (فيما الحقيقة أن الوزير المقرر لها هو الأستاذ أسامة سعيد)، فقد قام الأخير عبر علاقاته السياسية بشرح الأمر لجهات دولية معنية بتطبيق مسار الشرق، لا سيما الولايات المتحدة. وعندما دعت السفارة الأميركية أسامة سعيد إلى تنويرها بما يحدث حقيقة بخصوص الاستبطاء الواضح حيال تنفيذ بعض بنود مسار الشرق كاستحقاق المسار لوزارة اتحادية منصوص عليها في الاتفاق (وقّع الاتفاق بين قادة الجبهة الثورية على أن تكون هي وزارة التربية)، قدّم سعيد في اجتماعه مع القائم بأعمال السفارة الأميركية براين شكان ونائبه والمسؤول السياسي في السفارة لي ويلبر، شرحاً وافياً حول الملابسات والصعوبات التي تواجه تنفيذ اتفاق جوبا للسلام بشكل عام واتفاق مسار الشرق تحديداً، إلى جانب مناقشة الدور المتعين للإدارة الأميركية في دفع عملية تنفيذ استحقاقات اتفاق جوبا لسلام السودان، حيث أكد السفير شكان في الاجتماع مع سعيد، على دعم الإدارة الأميركية لاتفاق جوبا لسلام السودان كحزمة غير قابلة للتجزئة، يجب الالتزام بتنفيذها.

في تقديرنا، إن وقوف الإدارة الأميركية مع الالتزام الكامل بتنفيذ بنود اتفاق جوبا بحذافيره، والضغط على كل من عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للالتحاق باتفاق جوبا، يشير إلى إرادة حقيقية من الولايات المتحدة لإنجاح المرحلة الانتقالية في السودان، حيث رصدت الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، أكثر من آلية قانونية وإدارية واقتصادية لدعم المرحلة الانتقالية في البلاد على نحو صارم ودقيق. ويعني ذلك أن هناك من بين شركاء السلطة في المرحلة الانتقالية، من يريد إعاقة تنفيذ بعض بنود اتفاق جوبا، مثل الإرجاء الذي شهدناه بخصوص عدم تعيين أسامة سعيد في منصب وزير التربية كأحد استحقاقات مسار الشرق في الاتفاقية.

لقد بدا واضحاً من خلال تسريبات كثيرة أن البعض في المكون العسكري لا يريد تنفيذ بند استحقاق الوزارة الاتحادية لمسار الشرق بحسب ما اتفق عليه قادة الجبهة الثورية، من حيث أيلولة منصب الوزير لأسامة سعيد، نتيجة لضغوط من بعض الكيانات الأهلية في شرق السودان، مثل ما يسمّى بـ"المجلس الأعلى لنظارات البجا" والعموديات المستقلة بقيادة ناظر الهدندوة محمد محمد الأمين ترك، الذي لا يعترف بمسار الشرق، ويعترض على تولّي أسامة سعيد لوزارة التربية في الحكومة الجديدة لسبب ظاهري غريب، وهو أنه لا يعرف اللهجة التبداوية! (وهي لهجة تتحدث بها إحدى المجموعتين البجاويتين في شرق السودان).

وبما أننا على يقين من أن السبب ليس ما ذكره السيد الناظر، وإنما هو سبب آخر لا يمكن أن نجد له أي تبرير في إطار استحقاق المواطنة، أي من حيث أحقية كل مواطن سوداني في أن يكون وزيراً في كل مكان من السودان، وعلى الرغم من أن هذا الأمر هو بمثابة بديهية واضحة جداً، إلا أنه في ظل التدمير والتجريف الذي طال البنية السياسية لشرق السودان عبر سياسات النظام البائد لثلاثين سنة وتغيير تلك البنية ببنية قبائلية، أوحت لنظّار القبائل كما لو أنهم هم من لديهم الاستحقاق المطلق في تعيين من يشاؤون وعزل من يشاؤون وفق تقديرات لا علاقة لها بأي استحقاق من استحقاقات المواطنة، وإنما لها علاقة بمنطق قبائلي غريب لا يمتّ لا إلى السياسة ولا إلى المواطنة بصلة، أي منطق ما قبل الدولة.

ويقوم هذا المنطق على سردية يروّج لها بعض المقربين من الناظر ترك من هواة السياسة من منسوبي نظام البشير، تتصوّر الأمر على أن استحقاق البجا المطلق في التصرف على أراضيهم، يقتضي أن لا يتم تعيين أي وزير في أي منصب يتصل بإدارة شرق السودان إلا بمشاورة قادة "المجلس الأعلى لنظارات البجا" وإلا سيؤدي خلاف ذلك بالمجلس إلى التهديد بمقايضة السلم الأهلي في حال عدم الاستجابة له، أو إلى التلويح بخيارات فوضوية مثل ادعاء فصل شرق السودان (مع أن المجلس الأعلى لنظارات البجا ليس فيه إلا ناظراً واحداً من نظار البجا السبعة في شرق السودان، وأن هناك ستة من أولئك النظار مؤيدون لمسار الشرق ويمثلون الغالبية من الكيان البجاوي للمنطقة).

ولهذا يستغل البعض في المكون العسكري للسلطة الانتقالية هذه السردية العرجاء في خطاب المجلس الأعلى لنظارات البجا بداعي الحذر من ردود فعل أمنية خطيرة، ليمرّر ذلك البعض في المكون العسكري أجندته في إعاقة تنفيذ بعض بنود مسار الشرق. وربما الدفع بخيارات قد تخلط الأوراق بما ينعكس أزمات أمنية في الشرق!

وبحسب التسريبات، فإن قائمة ترشيحات وزراء الجبهة الثورية لا تتضمن ثلاثة خيارات تقدّم إلى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كي يختار منها واحداً (كما هي الحال في ترشيحات قوى الحرية والتغيير)، بل يتم تقديم مرشح واحد فقط لرئيس الوزراء كي يعتمده، لهذا عندما أُرجئ منصب وزير التربية من قبل عضو عسكري كبير في مجلس الشركاء، لم يتصرف حمدوك بما كان يتعين عليه من عدم قبول ذلك التأجيل لمنصب وزير التربية، ولكن رئيس الوزراء (الذي تصرف من قبل بطريقة تعسفية في عزل والي كسلا صالح عمار وأدى تصرفه ذلك إلى ردود فعل دامية، راح ضحيتها سبعة شهداء برصاص القوات النظامية في 15 أكتوبر، إلى جانب مقتل أربعة في مدينة سواكن، واضطرابات نهب وسلب)، يبدو أنه خشي أن يتورط في ما يشبه حدث عزل صالح عمار بتعيين سعيد في منصب وزير التربية ضمن الحكومة الجديدة.

مع أنه في تقديرنا ليست ثمة علاقة بين السلوكين ــ إذا ما حسبهما حمدوك سلوكاً واحداً – لأن في ذلك إعاقة لمسار مشروع وهو أحد مسارات اتفاقية جوبا من ناحية، ولأنه في حال عرقلة استحقاقات المسار، ستكون هناك ردود فعل دولية مثل دعوة الإدارة الأميركية للسلطة الانتقالية إلى تطبيق بنود اتفاق جوبا كاملاً وبحذافيره.

لقد كان واضحاً، أن رضوخ البعض في المكون العسكري لاعتراضات قادة "المجلس الأعلى لنظارات البجا"، هو جزء من اللعب على المسار الأمني لشرق السودان بهدف كسب مصالح تتصل بالمكون العسكري وتوازناته وأوراق لعبه أكثر من كونها تنفيذاً لموجبات استحقاق مسار شرق السودان.

وفي تقديرنا، أنه، وبحسب ما نص عليه اتفاق مسار الشرق، فإن هناك حقاً دستورياً يكفله المسار لمن تمت تسميتهم بأصحاب المصلحة والذين خصص لهم المسار مؤتمراً تشاورياً يستكملون فيه ما نقص من الاتفاق، وبذلك تحدد لهم الحكومة السودانية نصيباً مقدراً بنسبة 70 في المئة من السلطة لأهل المصلحة في شرق السودان، بعيداً من حصة الـ30 في المئة التي خصصها اتفاق جوبا لتنظيمي مسار شرق السودان وهما: الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ومؤتمر البجا المعارض.

قادة "المجلس الأعلى لنظارات البجا" يراهنون على تخصيص منبر تفاوضي مستقل له، يُدرج كملحق في اتفاق جوبا (وهذا شبه مستحيل كما أفادت الوساطة بذلك للمكون العسكري)، لأن في المؤتمر التشاوري لأهل شرق السودان الذي يشمل أصحاب المصلحة جميعاً (بمن فيهم المجلس الأعلى لنظارات البجا)، يمكن استكمال بقية ما نقص من بنود أو ملاحق تضاف إلى مطالب أهل الشرق من السلطة، خصماً من سلطة الحكومة المركزية أي من الـ 70 في المئة (كما جرى الأمر بالنسبة إلى أهل المصلحة في دارفور)، ولأن أهل المصلحة في شرق السودان - ما عدا تنظيمَي مسار الشرق - يمثلون كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإدارة الأهلية، فإن المجلس الأعلى يرفض أن يكون جزءًا من حزمة أهل المصلحة في شرق السودان، ولا يقبل المشاركة في المؤتمر التشاوري لشرق السودان إلا بعد ضمان حصة مستقلة من السلطة عبر منبر مستقل، وهو منبر لا يعرف حتى الآن كيف يمكن تأمينه، ولكن في الوقت ذاته تتم عرقلة بعض بنود مسار الشرق بسبب المنبر!

هكذا سيبدو واضحاً أن العقل السياسي للقوى الحزبية في شرق السودان عاجز عن رؤية المصير السياسي الرشيد والمصلحة العامة في البنود الممتازة التي توفّر عليها اتفاق جوبا لمسار الشرق ومخرجات المؤتمر التشاوري الملحق به، لكن من المؤسف القول إن البنية الحزبية للكيانات التي تمارس السياسة بمنطق القبيلة في شرق السودان نتيجةً للتخريب الذي أحدثه نظام البشير في البيئة السياسية هناك لـ 30 سنة، ما زالت مسيطرة على توجهات تلك الكيانات، وإن النتيجة الحتمية لهذه الأساليب السياسوية الفجة في إهدار المصلحة العامة لأهل الشرق والمزايا الممتازة التي كفلتها لهم بنود مسار شرق السودان والمخرجات المحتملة للمؤتمر التشاوري، ستكون عواقبها وخيمة، ما لم يتدارك عقلاء الشرق هذا الخطر، وما لم تتخذ السلطة الانتقالية في الخرطوم القرارات التي تصبّ في المصالح الاستراتيجية للثورة ولشرق السودان، بعيداً من ضغوط الفوضويين وألعاب الانتهازيين!
من فضلك, تسجيل الدخول أو تسجيل لعرض المحتوي!
 

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2
لا اتمني هذا ابدا .يانحلة لاتقرصيني ولاعايز عسل منك
 

TOPOL

الشك .. الشك هيمووتني !
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
1,461
مستوى التفاعل
8,284
المستوي
3
الرتب
2
لا اتمني هذا ابدا .يانحلة لاتقرصيني ولاعايز عسل منك
هذا الضم تفرضه ابجديات الأمن القومي المصري .. فلن تسمح مصر بوصول حكومة مناوئة لها تقوم بحكم شمال السودان وتنازعها علي حصص المياه .. ايضاً هذا أقل التدخلات العسكرية كلفة لإنشاء منطقة آمنة حول الحدود المصرية بدلاً من احتلال السودان بالكامل .. ونحن نعرف حالياً -بسبب ظروف مشابهة حدثت في ليبيا - مدي عمق هذه المنطقة والتي قدرتها مصر ب (1000) كيلو متر .. لذا فإنه اجلا او عاجلاً في حالة انفراط عقد باقي الولايات المتبقية من السودان .. ستحافظ مصر لأسباب سياسية وآمنية واقتصادية وبديهية علي وجود منطقة خضراء داخل الحدود السودانية .. وهو شبيه بما قامت به تركيا باحتلال شمال سوريا لتأمين حدودها .. وماتحاول القيام به المملكة العربية السعودية لتأمين حدودها مع اليمن لكن بدون تدخل قوي علي الأرض.
 

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2

تركيا بتقوم بتغيير ديموغرافي بتسكين التركمان مكان الاكراد كخاصرة رخوة
انت بقي هتعمل اية
اي تخفيف ولا فتح للحدود معاهم هتلاقي 2 مليون واحد عندك بكرة الصبح فالقاهرة
 

TOPOL

الشك .. الشك هيمووتني !
إنضم
19 نوفمبر 2021
المشاركات
1,461
مستوى التفاعل
8,284
المستوي
3
الرتب
2
ابارتهيد
 

برومثيوس

قبطان ومستني سفينة
إنضم
21 نوفمبر 2021
المشاركات
2,271
مستوى التفاعل
9,290
المستوي
2
الرتب
2
اتفاقية مسار الشرق
سبب الازمة الحالية










 

صانع

طاقم الإدارة
إنضم
30 نوفمبر 2021
المشاركات
10,704
مستوى التفاعل
29,165
المستوي
10
الرتب
10
لو الوضع استمر بهذا الشكل فكرة استقلال الأقاليم فى السودان بهذه الطريقة لا استبعد فى المستقبل أن ترجع السودان بالكامل لسيادة المصرية كما كانت لان هذا الوضع سيخلق توتر فى الجنوب وهذا سيكون له آثار سيئه علينا وعلى أمننا القومى ولعب فى المنطقة هيكون أكثر وسيكون التعامل معه صعب جداً ولكن ليس الان ولكن أذا استمر هذا الجنان يجب التدخل لوقفه
وأتمنى أن تنتهى هذه الأفكار المدمرة الاوطان ويكون هناك رجل رشيد
 

صانع

طاقم الإدارة
إنضم
30 نوفمبر 2021
المشاركات
10,704
مستوى التفاعل
29,165
المستوي
10
الرتب
10
اتفاقية مسار الشرق
سبب الازمة الحالية










فكرة عمل إقاليم فدرالية وتتعامل بشكل منفصل ويتم الحكم بشكل منفصل فى كل إقليم فكرة شيطانية لتدمير الشعوب وضياع الوطنية وأصبحت أهلى قبيلتى عشيراتى إقليمى تصدير هذه الأفكار دمرت دول فى أفريقيا وربنا يستر على ليبيا وللاسف هو ده المخطط لتقسيم كل دول المنطقة لدول اصغر متضاده فى كل شىء وبعد ذلك حروب مستمرة بينهم
 

S.P.Q.R

عضو مميز
إنضم
23 نوفمبر 2021
المشاركات
1,871
مستوى التفاعل
8,007
المستوي
1
الرتب
1
انا شايف أن انفصال هذا الإقليم فيه فوائد كثيرة لمصر
منها أننا نخلص من موضوع حلايب ده نهائي
و تتحول السودان لدولة حبيسة تجارتها كلها تكون بيد مصر
 

.صقر

عضو معروف
إنضم
9 ديسمبر 2021
المشاركات
178
مستوى التفاعل
574
ان كان التقسيم قادم لا محالة وهذا ما اراه ايضاً يجب علي مصر العمل فعلاً علي ضم شمال وشرق السودان لها للحفاظ علي أمنها الاقليمي وبرأيي هذا الضم سيكون بدعوة وإختيار شعبي سوداني
 

.صقر

عضو معروف
إنضم
9 ديسمبر 2021
المشاركات
178
مستوى التفاعل
574

ما يهمنا هو الجغرافيا ومن سينضم لمصر سيصبح اقلية مع التغيير الديموغرافي للمنطقة سيذوبون وسط اكثر من 120 مليون مصري
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الذين يشاهدون الموضوع الآن