- إنضم
- 26 يونيو 2024
- المشاركات
- 4,227
- مستوى التفاعل
- 12,872
- النقاط
- 18
- المستوي
- 4
- الرتب
- 4
تستضيف الصين نحو 100 ضابط عسكري أفريقي شاب وفي منتصف مسيرتهم المهنية من 40 دولة، كجزء من استراتيجيتها طويلة المدى لتعميق العلاقات الدفاعية في القارة.
وبحسب وزارة الدفاع الوطني الصينية، فإن الوفد — الذي يضم ضباطًا من مصر وكينيا وموزمبيق وتنزانيا — سيبقى حتى 15 مايو، وسيزور أكاديميات عسكرية رفيعة المستوى في بكين وتشانغشا وشاوشان للتعرف على الأنظمة العسكرية الصينية والتقنيات الحديثة.
ويرى مراقبون أن اختيار ضباط شباب ومن المستوى المتوسط يهدف إلى بناء علاقات دائمة وتأثير طويل الأمد، إذ يمثل هؤلاء الوفد القيادة العسكرية المستقبلية في بلدانهم.
وبحسب سون يون، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، فإن حجم الوفد الكبير وتنوعه الجغرافي وتركيبته من ضباط في بداية أو منتصف مسيرتهم المهنية يجعل منه أمرًا مهمًا للغاية، لأنهم "يمثلون العمود الفقري المستقبلي للقيادات العسكرية في الدول الأفريقية".
وأضافت سون: "الصين تلعب لعبة طويلة الأمد وتزرع علاقات من القاعدة".
هذه هي المرة الرابعة التي تنظم فيها وزارة الدفاع الصينية مثل هذا الحدث، حيث تستضيفه جامعة الدفاع الوطني للتكنولوجيا في مدينة تشانغشا بمقاطعة هونان.
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء، قالت الوزارة إن الزيارة تهدف إلى "تعميق الصداقة التقليدية بين الجيشين الصيني والأفريقي" و"تعزيز الفهم المتبادل بين الضباط الصينيين والأفارقة من الشباب ومتوسطي العمر".
وفي قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي التي عقدت العام الماضي في بكين، تعهّد الرئيس شي جين بينغ بدعوة 500 ضابط عسكري أفريقي شاب إلى الصين وتدريب 6,000 عنصر من القوات المسلحة الأفريقية على مدى ثلاث سنوات حتى عام 2027.
كما ستقدم الصين مساعدات عسكرية بقيمة مليار يوان (138.5 مليون دولار أمريكي) في إطار جهودها لتعزيز مبادرة الأمن العالمي التي أطلقتها.
ووفقًا لإيلاريا كاروتسا، الباحثة البارزة في معهد أبحاث السلام في أوسلو، فإن زيارة 100 ضابط عسكري أفريقي شاب تسلط الضوء على الدفع الاستراتيجي لبكين نحو تعميق العلاقات الدفاعية مع أفريقيا من خلال الدبلوماسية العسكرية.
وقالت كاروتسا: "من خلال التواصل المبكر مع القادة العسكريين المستقبليين، تهدف الصين إلى بناء نفوذ طويل الأمد، وتعزيز الثقة، والترويج لنماذجها في التعليم والتكنولوجيا العسكرية".
من خلال هذه المبادرة ومبادرات مماثلة، قالت إيلاريا كاروتسا إن الصين تهدف إلى "تعزيز قوتها الناعمة، وتأمين شراكات عسكرية، وتوسيع بصمتها الجيوسياسية في أفريقيا، وموازنة النفوذ الغربي في القارة".
وقال بول نانتوليا، المتخصص في الشأن الصيني من مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية بواشنطن، إن الهدف من الزيارة هو تعريف الضباط المختارين بنظام التعليم العسكري في الصين، وقطاع الدفاع الشامل لديها، وقاعدتها الصناعية العسكرية.
وأضاف أن الضباط سيُعرّفون على أساسيات جيش التحرير الشعبي الصيني ونظامه العسكري، إلى جانب مفاهيم التحديث العسكري والتكنولوجيا المتقدمة.
وقال نانتوليا: "سيزورون أيضًا صناعات عسكرية محددة، إذ تهتم الصين باستخدام وجودهم للترويج لمعداتها العسكرية لدى عملاء جدد وحاليين".
وأضاف أن الصين ستستغل كذلك قدرتها على تنظيم مثل هذه اللقاءات لتعزيز الروابط بين الدول المشاركة.
وبحسب نانتوليا، تم تدريب آلاف من العسكريين الأفارقة في الصين، حيث التحقوا بمجموعة واسعة من المدارس العسكرية الصينية، بما في ذلك جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي، وكلية القيادة العسكرية في نانجينغ، وأكاديميات متخصصة أخرى.
فعلى سبيل المثال، يُعد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي من بين العشرات من القادة الأفارقة الحاليين والسابقين الذين تلقوا تعليمهم في المدارس العسكرية الصينية.
كان من بين الحضور أيضًا رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري أطاح بالحاكم المخضرم روبرت موغابي في نوفمبر 2017. وكان منانغاغوا أحد القادة العسكريين في زيمبابوي الذين تلقوا تدريبًا في مدينة نانجينغ الصينية، وكان ضمن الفريق الأساسي في كفاح بلاده من أجل التحرر.
وقال بول نانتوليا إن حوالي 2000 ضابط عسكري أفريقي تلقوا تدريبًا سنويًا في الأكاديميات العسكرية والسياسية الصينية خلال سنوات ما قبل جائحة كوفيد، وقد يعود هذا الرقم إلى سابق عهده بفضل تزايد التبادلات العسكرية بين الصين وأفريقيا.
وتشمل هذه التعاونات أيضًا زيادة في عدد التدريبات العسكرية المشتركة والدوريات في القارة الأفريقية.
تأتي زيارة الضباط الأفارقة في أعقاب تمرين عسكري كبير بين القوات الجوية الصينية والمصرية، إلى جانب توقيع اتفاقيات جديدة بين الصين وعدد من الدول الأفريقية لتطوير صناعاتها العسكرية، وكذلك لقاءات رفيعة المستوى، مثل الاجتماعات بين البحرية الصينية وقادة بحريات دول خليج غينيا، بحسب نانتوليا.
وقد أجرت الصين مؤخرًا تدريبًا مشتركًا استمر 18 يومًا مع القوات الجوية المصرية. وأوضح نانتوليا أن هذه الأنشطة، والتي بُنيت على تدريبات مشتركة مماثلة مع تنزانيا وموزمبيق ونيجيريا وجنوب أفريقيا، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني وتوسيع النفوذ الصيني في أفريقيا، وأصبحت ممارسة معتادة.
وأضاف: "من المتوقع أيضًا أن تسعى الصين لتقديم نفسها كشريك مفضل في بيئة تشهد تزايدًا في الانخراط العسكري من قِبل قوى أخرى مثل دول الخليج مع الدول الأفريقية".
من فضلك,
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لعرض المحتوي!