يمثل الصاروخ الصيني جو-جو الذي يبلغ مداه 800-1000 كيلومتر بداية مفهوم جديد في الحرب الجوية.
أعلن العلماء الصينيون مؤخرا عن الاختبارات النهائية لصاروخ فرط صوتي جديد، يبلغ مداه 800-1000 كيلومتر، وهو صاروخ جو-جو ذو مدى غير مسبوق.
وفقا للمنشورات الصينية، تم إجراء اختبار مقاومة الحرارة داخل نفق مهمة المريخ المتطرف، لاختبار مقاومته تحت الاحتكاك العالي ودرجات الحرارة القصوى.
حاليا، يطور الصينيون صواريخ جو-جو طويلة المدى مثل PL-17 وPL-21، والتي يبلغ مداها حوالي 350 إلى 400 كيلومتر.
ويبدو أن الصاروخ الصيني سوف يشكل نقطة تحول، ليس فقط بسبب مداه ــ ضعف مدى الصواريخ الروسية KS-172/K-100/R-37M، التي يصل مداها إلى 200-400 كيلومتر ــ بل وأيضاً لأن مداه أكبر بأربع إلى خمس مرات من مدى الصواريخ الغربية.
وهذا يثير سؤالاً مهماً: لماذا تحتاج الصين إلى صاروخ بهذا المدى في حين تقتصر قدرة الرادارات الأكثر تقدماً للطائرات المقاتلة على الكشف عن الأهداف على مدى 150-400 كيلومتر، وأقل من ذلك في تحديد الأهداف والاستهداف؟ هذا السؤال بالغ الأهمية، وسوف أحاول تناوله بمزيد من التفصيل في النص.
قبل فترة ليست بالبعيدة، أعلنت الصين عن سلسلة من الطائرات بدون طيار المتقدمة، بعضها خفي وقادرة على التحليق على ارتفاعات عالية. ويمكن لهذه الطائرات بدون طيار إجراء استطلاع ومراقبة مستمرين على مناطق تبلغ مساحتها مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة في وقت واحد، وإجراء عمليات بحث واسعة النطاق عن وحدات على مستوى المسرح. ويشار إلى الطائرة WZ-8 باعتبارها واحدة من هذه "الطائرات بدون طيار على المستوى الاستراتيجي".
وتشير المعلومات الواردة من الشركة المصنعة إلى أن هذه الطائرات بدون طيار يمكنها العمل على ارتفاعات تصل إلى 48 كيلومترًا، وهو ما يدفعني إلى الشك في أنها قادرة على القيام بعملية اكتساب الأهداف للصواريخ الصينية الجديدة التي يبلغ مداها 800-1000 كيلومتر.
ونظرًا لقدرات التكنولوجيا الصينية، يمكن لهذه الطائرات بدون طيار تحقيق ذلك عبر روابط البيانات داخل نظام مراقبة وتحكم متكامل على ارتفاعات عالية، والحصول على مزايا من دائرة نصف قطرها الزاوي الأطول والعمل على بعد كيلومترات فوق أهدافها. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا للخصوم. قبل فترة ليست بالبعيدة، اضطرت الولايات المتحدة إلى نشر طائرتها F-22 - التي لم تعد في الإنتاج - لإسقاط منطاد صيني يحلق على ارتفاع حوالي 60 ألف قدم، وهو نصف الارتفاع الذي يمكن للطائرات بدون طيار الاستراتيجية الصينية العمل عليه.
إن الجيل الحالي من الرادارات الصينية متوافق تمامًا مع التأكيد الذي أطرحه.
تستخدم أحدث الأنظمة في الصين لقواتها الجوية والبحرية تقنية GaN MMIC، في حين لا تزال معظم الأنظمة في الولايات المتحدة تستخدم GaA.
في أوائل عام 2008، حققت الصين وحدة GaN TR بقوة 119 واط، وبينما تنتقل طائرة F-35 إلى GaN باستخدام رادار APG-85، حققت الصين اختراقات كبيرة مع GaO MMIC، متقدمة بجيل واحد على الأقل.
ما أعنيه هو التأكيد على أنه بينما تقوم العديد من البلدان بدمج AWACS مع الأنظمة الأرضية والجوية، يبدو أن الصينيين يطورون شبكة عالية السرعة تربط الطائرات والطائرات بدون طيار. يتيح لهم هذا النظام نشر صواريخ بمدى 800-1000 كيلومتر وتحديد مواقع العدو بدقة بينما تحلق الأهداف على بعد 20 إلى 40 كيلومترًا تحتها.
وهذا يمثل إعادة تفكير كاملة في القدرات الحالية، مما يضع الروس والغربيين في موقف صعب فعليًا.
من المرجح أن تؤدي السرعة التي تتقدم بها الصين حاليًا في تكنولوجيتها العسكرية إلى خلق فجوة كبيرة بينها وبين بقية العالم في أقل من عقدين من الزمن.