- إنضم
- 21 نوفمبر 2021
- المشاركات
- 5,017
- مستوى التفاعل
- 17,265
- النقاط
- 28
- المستوي
- 5
- الرتب
- 5
يقوم المشروع الإيراني في منطقتنا العربية على تكتيكات ليست خافية، يأتي في مقدمتها تكتيك «الحُكم بالتحكُّم» وذلك بأن «تتحكم»طهران وميليشياتها في المنطقة دون أن «تحكم» وهو تكتيك يُمكّن «المتحكم» من حيازة «كعكة السلطة» دون أن يتحمل «عبء المسؤولية» لأن «المتحكم/الفعلي» يظل مختبئاً تحت ستار «الحاكم/الصوري» الذي يأتي عبر «الانتخاب الشعبي» فيما يأتي المتحكم عبر «الاختيار الإلهي» حسب الدعايات الثيوقراطية لمنظومة «التحكم المقدس» إذ يساعد هذا الأسلوب على ظهور المنظومة السياسية برمتها في ثوب ديمقراطي لا ثيوقراطي، رغم أن أولئك المنتخَبين لا تعود إليهم مقاليد السلطة الفعلية، التي يمتلكها شخص واحد غير منتخب من قبل «الإرادة الشعبية» ولكنه «مختار» من طرف «الإرادة الإلهية» وهذا ما يجعله مستحقاً للسلطات المطلقة التي لا يجوز للمنتخَبين الخروج عليها.
وقد طور رجال الدين في إيران هذا التكتيك داخل منظومتهم السياسية، وفي بنية الميليشيات الدينية المرتبطة بهم خارج إيران.
فداخل المنظومة السياسية الإيرانية يوجد المتحكم غير المنتخب، الذي يتمتع بسلطات مطلقة (المرشد) في مقابل الحاكم المنتخب الذي لا يتمتع بصلاحيات واسعة (الرئيس) والذي من أهداف انتخابه أن يتحمل عبء المسؤولية أمام ناخبيه، وأن يصد سهام الانتقاد عن المرشد الذي ينبغي أن يظل «مقدساً/معصوماً» من زلات رجال السلطة رغم ممارسته كامل السلطات والصلاحيات.
وخارج إيران اعتمدت طهران على ميليشيات صممتها على صورة النظام، مع فوارق بسيطة تراعي بعض الخصوصيات للمجتمعات التي أنشأت طهران داخلها تلك الميليشيات، مع الاحتفاظ بجوهر تكتيكات «الحكم بالتحكم» في بناء تلك الميليشيات المتحكمة، وفي علاقتها مع النُظم الحاكمة.
وفي كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان تمثل ميليشيات طهران بشكل أو بآخر سلطة موازية لسلطة الدولة بهذا القدر أو ذاك، وبشكل ينسجم مع التكتيك الإيراني في «الحكم بالتحكم» بحيث تحوز تلك الميليشيا في البلد المعني السلطة الفعلية عن طريق التحكم بالسلطة الصورية لحكومة هذا البلد، والتي يراد لها أن تظهر كالحاكم الفعلي في البلاد، وبأسلوب يجعل جميع المسؤوليات تقع على الحكومة/الحاكمة صورياً، فيما جميع السلطات في يد المليشيا/المتحكمة فعلياً في البلاد.
وفي لبنان على سبيل المثال يقوم حزب الله بدور المتحكم الفعلي في تفاصيل الحياة السياسية، في حين تلعب الحكومة اللبنانية دور الحاكم الصوري، وهو الوضع المثالي لسلطة المتحكم/ غير المنتخب (رغم وجود بعض التمثيل البرلماني للحزب) الذي يتمتع بالسلطة الفعلية، دون تحمل مسؤوليات هذه السلطة، في موازاة الحاكم/المنتخب الذي يتمتع بسلطة صورية تقع عليها المسؤوليات كافة
وقد طور رجال الدين في إيران هذا التكتيك داخل منظومتهم السياسية، وفي بنية الميليشيات الدينية المرتبطة بهم خارج إيران.
فداخل المنظومة السياسية الإيرانية يوجد المتحكم غير المنتخب، الذي يتمتع بسلطات مطلقة (المرشد) في مقابل الحاكم المنتخب الذي لا يتمتع بصلاحيات واسعة (الرئيس) والذي من أهداف انتخابه أن يتحمل عبء المسؤولية أمام ناخبيه، وأن يصد سهام الانتقاد عن المرشد الذي ينبغي أن يظل «مقدساً/معصوماً» من زلات رجال السلطة رغم ممارسته كامل السلطات والصلاحيات.
وخارج إيران اعتمدت طهران على ميليشيات صممتها على صورة النظام، مع فوارق بسيطة تراعي بعض الخصوصيات للمجتمعات التي أنشأت طهران داخلها تلك الميليشيات، مع الاحتفاظ بجوهر تكتيكات «الحكم بالتحكم» في بناء تلك الميليشيات المتحكمة، وفي علاقتها مع النُظم الحاكمة.
وفي كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان تمثل ميليشيات طهران بشكل أو بآخر سلطة موازية لسلطة الدولة بهذا القدر أو ذاك، وبشكل ينسجم مع التكتيك الإيراني في «الحكم بالتحكم» بحيث تحوز تلك الميليشيا في البلد المعني السلطة الفعلية عن طريق التحكم بالسلطة الصورية لحكومة هذا البلد، والتي يراد لها أن تظهر كالحاكم الفعلي في البلاد، وبأسلوب يجعل جميع المسؤوليات تقع على الحكومة/الحاكمة صورياً، فيما جميع السلطات في يد المليشيا/المتحكمة فعلياً في البلاد.
وفي لبنان على سبيل المثال يقوم حزب الله بدور المتحكم الفعلي في تفاصيل الحياة السياسية، في حين تلعب الحكومة اللبنانية دور الحاكم الصوري، وهو الوضع المثالي لسلطة المتحكم/ غير المنتخب (رغم وجود بعض التمثيل البرلماني للحزب) الذي يتمتع بالسلطة الفعلية، دون تحمل مسؤوليات هذه السلطة، في موازاة الحاكم/المنتخب الذي يتمتع بسلطة صورية تقع عليها المسؤوليات كافة