مرحبا بك في منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية

انضم إلينا الآن للوصول إلى جميع ميزاتنا. بمجرد التسجيل وتسجيل الدخول ، ستتمكن من إنشاء مواضيع ونشر الردود على المواضيع الحالية وإعطاء سمعة لزملائك الأعضاء والحصول على برنامج المراسلة الخاص بك وغير ذلك الكثير. إنها أيضًا سريعة ومجانية تمامًا ، فماذا تنتظر؟
  • يمنع منعا باتا توجيه أي إهانات أو تعدي شخصي على أي عضوية أو رأي خاص بعضو أو دين وإلا سيتعرض للمخالفة وللحظر ... كل رأي يطرح في المنتدى هو رأى خاص بصاحبه ولا يمثل التوجه العام للمنتدى او رأي الإدارة أو القائمين علي المنتدى. هذا المنتدي يتبع أحكام القانون المصري......

"أود رسم خط من النقطة "ع" إلى النقطة "ك".. من هنا بدأ تقسيم العرب

Atum

مراسلين المنتدى
إنضم
20 نوفمبر 2021
المشاركات
28,360
مستوى التفاعل
89,743
المستوي
11
الرتب
11
Country flag
أشار الدبلوماسي البريطاني، السير مارك سايكس إلى خريطة أمامه وقال: "أود رسم خط من النقطة "ع" في عكا إلى "ك" في كركوك. بهذه الطريقة قسمت لندن وباريس المنطقة العربية إلى الأبد.

جرى هذا الأمر قبل 107 سنوات في 16 مايو 1916، حين قسمت، تحت جنح الظلام، بريطانيا وفرنسا المنطقة العربية ضمن التركية العثمانية.

بعبارة أخرى قامت هاتان الدولتان بتقطيع اوصال المنطقة العربية وحاصرتها بحدود وضفتها بما يوافق مصالحها، زارعة بذلك بذور للعديد من المشاكل الجيوسياسية التي لا تزال قائمة حتى الآن.

في ذلك الحين فيما كانت "الحرب العالمية الأولى" مستعرة بكامل وحشيتها جلس دبلوماسيان يمثلان بريطانيا وفرنسيا، الحليفتان في الحرب ضد ألمانيا التي كانت متحالفة مع تركيا، لاقتسام المنطقة العربية بعد أن تراجعت لندن عن موقفها السابق وأفسحت مكانا لباريس على "المائدة العربية".


6463155d4c59b7028640a972.png


مثل بريطانيا في تلك الاتفاقية السرية، السير مارك سايكس، وفرنسا فرانسوا جورج بيكو، وبموجبها ظهرت العديد من الدول العربية على الخارطة، مملكة الحجاز 1916، إمارة عسير 1918، المملكة اليمنية 1918، دولة لبنان الكبير، 1920، إمارة شرق الأردن، 1921، مملكة العراق، 1921، دولة سوريا، 1925.

المفاوضات السرية لتقطيع أوصال المنطقة العربية وتقسيمها بين العاصمتين الأوروبيتين بدأت في 15 نوفمبر 1915 على خلفية عملية استقطاب وتحشيد في الصراع الدموي بين المعسكرين في الحرب العالمية الأولى.

في إطار تلك المساعي، وتمهيدا لاقتسام "الكعكة العربية"، أجرى هنري مكماهون المفوض السامي البريطانية لمصر، مفاوضات مع حاكم مكة في ذلك الوقت الشريف حسين، عرض خلالها إقامة دولة عربية مستقلة.


646315754c59b71b0f78e7d9.jpg


كانت بريطانيا وفرنسا حينها تتمتعان بنفوذ استعماري قوي في المنطقة العربية، فرنسا بواسطة تأثيرها الاقتصادي والثقافي في بلاد الشام، وبريطانيا في مصر، التي كانت تحت الاحتلال منذ عام 1882.

في ذلك الوقت حين رسم الدبلوماسي البريطاني السير مارك سايكس خطه الجديد الممتد من مدينة عكا الفلسطينية إلى مدينة كركوك العراقية، كانت الأراضي الواقعة إلى الشمال من هذا الخط تخضع بشكل مباشر أو غير مباشر لحماية فرنسا، والأراضي الواقعة إلى الجنوب تحت سيطرة بريطانيا.

فرنسا بدورها سيطرت على "المنطقة الزرقاء"، وكانت تشمل لبنان والساحل السوري وجزءا من أراضي تركيا الحالية، في حين أن "المنطقة الحمراء" التي كان تقرر نقل السيطرة عليها إلى بريطانيا كانت تضم جنوب بلاد ما بين النهرين، أي العراق، بما في ذلك بغداد، إلى جانب موانئ البحر الأبيض المتوسط في حيفا وعكا.


64631564423604455a269faf.jpg


بين هاتين المنطقتين، كانت بريطاني وفرنسا تفترضان إقامة دولة عربية أو اتحاد كونفدرالي للدول العربية تحت حماية مشتركة.

أما فلسطين بما في ذلك القدس، فقد مُيزت باللون البني في تلك الخارطة، وكان تقرر وضعها تحت سيطرة الإدارة الدولية.

انضمت الإمبراطورية الروسية وإيطاليا إلى هذه الاتفاقية، ومع ذلك، جاءت حكومة ثورية إلى السلطة في روسيا، والتي كشفت في عام 1917 عن الصفقة السرية من خلال نشر نصها.

عمليا، أظهرت "صفقة" سايكس بيكو السرية التي كشفت عنها السلطات السوفيتية في عام 1917 الخداع البريطاني للعرب لاستمالتهم على جانبها ضد الدولة العثمانية، وكذبة الوعود بإقامة دولة عربية مستقلة وواسعة في منطقة سوريا الكبرى.


6463156d4c59b7127d5476c8.jpg


في كتابه "خط من الرمال" يقول جيمس بار عن هذا الأمر: "هذان الاثنان أشادا بفكرة الاستقلال العربي... ثم قسمت إلى النصف المنطقة التي وعد بها المفوض السامي البريطاني (الشريف) حسين".

خط الرمال البريطاني الفرنسي جزأ المنطقة العربية، ودمر الروابط العرقية والدينية، وزرع بدور التنافس والعداء، واكتملت تلك المأساة بظهور وعد بلفور الخاص بإقامة وطن الشعب اليهودي عام 1918.

ما أن انتهت الحرب العالمية الأولى حتى انقلبت الموازين وادخلت تغييرات على اتفاقية سايكس بيكو. عقب محادثة قصيرة بين رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو والزعيم البريطاني ديفيد لويد، على خلفية تعاظم أهمية النفط كمورد استراتيجي، حيث أجبرت فرنسا على التخلي عن ولاية الموصل لبريطانيا، ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبقي العرب رهينة أبدية لخطوط من الرمال.

المصدر: RT
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن

أعلى أسفل